نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
تحالف ثقافي ضد "الهيمنة": دور نشر فرنسية تدافع عن الأدب الأجنبي - تكنو بلس, اليوم السبت 5 أبريل 2025 12:50 مساءً
تبدو أربع دور نشر فرنسية واثقة بأن للأدب الأجنبي مستقبلاً في فرنسا خارج نطاق الإنتاجات الأميركية الكبرى، وهذا ما دفعها، رغم كونها تتنافس عادة في ما بينها، إلى أن تتعاون راهناً من أجل الترويج للمؤلفين الذين يحتاجون إلى تسليط الضوء عليهم.
ولطالما تميّزت فرنسا إلى جانب ألمانيا، كونهما أكثر دولتين تترجمان كتباً كل سنة، بحسب بيانات اليونسكو (مع العلم أنّ هذه المعطيات لم يتم تحديثها منذ منتصف عام 2010، مما يمنع من إجراء مقارنات حديثة).
لكنّ فرنسا ليست بمنأى من ظاهرة واضحة في بلدان كثيرة تتمثل بانخفاض التنوع التحريري. ففي العام 2023، نُشرت 2735 رواية مترجمة من لغة أجنبية، أي أقلّ بنسبة 30% عمّا أنجز عام 2017.
في الإطار، يقول رفاييل ليبرت من دار "ستوك" للنشر: "خلال إحدى المراحل، اعتبرت مقالات صحافية كثيرة أنّ الأدب الأجنبي كان كارثة، وأنه انتهى. وقد انزعجنا من قراءة ذلك من دون اقتراح أي حلّ".
"حفاظ على الإيمان"
أجمعت دار نشره ودور "غراسيه" (تابعة لدار "أشيت ليفر")، "ألبان ميشيل" و"غاليمار"، والتي تنتمي إلى ثلاث مجموعات مختلفة، على فكرة تحالف ظرفي تحت اسم "دايّور إيه ديسي" (D'ailleurs et d'ici).
لماذا هذه الدور الأربعة دون سواها؟ لأنّ هناك تقارباً بين الأشخاص الأربعة الذين أطلقوا المبادرة وآمنوا جميعاً بهذا التميّز الثقافي الفرنسي. وتدافع دور نشرهم معاً أمام الجمهور نفسه (من مكتبات وصحافيين وقراء) عن مؤلفين ومؤلفات تؤمن بهم ولكنهم يحتاجون إلى تسليط الضوء عليهم.
لدى دار "ستوك"، باعت الألمانية دورتيه هانسن نصف مليون نسخة في بلدها مع قصة مذهلة عن الحياة على جزيرة تضربها رياح بحر الشمال. وقد اختارت "غراسيه" مع كتاب "بيتييه" (Pitié) لأندرو ماكميلان، و"غاليمار" مع "ج سوي فان" (Je suis fan) لشينا باتيل، شباباً بريطانيين.
يقول الخبير في الأدب الأميركي فرانسيس غيفار من دار "ألبان ميشيل": "من دون سمعة في البداية، يكون الأمر صعباً على جميع المؤلفين. في هذه المهنة، عليك أن تحافظ على الإيمان". ويدافع عن مجموعة قصص قصيرة عنوانها "لا فورم أيه لا كولور ديه سون" لكاتب أميركي غير معروف هو بن شاتوك.
هيمنة أميركية
أعطت المكتبة التي افتتحتها دار النشر هذه عام 2023 في شارع راسباي في باريس، لقسمها المخصص للأدب الأجنبي اسم "الأدب المترجم"، في خطوة تريد عبرها القول إنّ هذه الأعمال ينبغي ألا تبدو غريبة أو بعيدة من القراء.
ليس وضع الأدب الأجنبي سيئاً بشكل عام. فبحسب شركة "جي اف كيه"، بلغت إيراداته 447 مليون يورو (490 مليون دولار) في فرنسا عام 2024، "مع زيادة 9 في المئة في الحجم و11 في المئة في القيمة". وقد ساهم في ذلك نجاح الأميركية فريدا مكفادين ("لا فام دو ميناج" La Femme de ménage).
وأصبح "الأدب الأجنبي" مرادفاً بشكل متزايد للروايات الناطقة بالإنكليزية. ففي العام 2023، أصبحت الإنكليزية لغة 75 في المئة من "الروايات وكتب الخيال الرومانسي المترجمة إلى الفرنسية"، وهي نسبة ظلت مستقرة على الأقل منذ عشر سنوات.
0 تعليق