تتوخى إسرائيل إجهاض فكرة الدولة الفلسطينية المستقلة (أ ف ب)

تشنّ إسرائيل حرب إبادة جماعية، وحشية، ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، منذ 18 شهراً، بالتوازي مع حرب وحشية تشنها أيضاً ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية، مستغلة في كل ذلك التداعيات الناجمة عن عملية "طوفان الأقصى"، التي وجدت فيها فرصة سانحة لتعزيز هيمنتها، العسكرية والسياسية والإدارية والاقتصادية، المباشرة، على جغرافية فلسطين، وتالياً لترسيخ تحكّمها بالفلسطينيين، من النهر إلى البحر، أكثر من أي وقت مضى، وفق مبدأ: لا "حماستان" ولا "فتحستان"، لا في الضفة ولا في غزة.ويجدر لفت الانتباه إلى أن ذلك ينطبق حتى على فلسطينيي الـ48، بالحطّ من مكانتهم كمواطنين في إسرائيل، بعد إقرار قانون ـ أساس يقضي باعتبارها وطناً لليهود، يملكون وحدهم حق تقرير المصير فيها (2018)، ومع التوجه نحو حرمانهم حق المشاركة في الانتخابات، أو فرض شروط تقييدية عليهم، ضمنها اعتراف أي قائمة عربية بإسرائيل كـ"دولة يهودية".ما يفاقم من خطورة هذا الوضع عوامل عدة، أهمها: أولاً، تحويل المستوطنين في الضفة الغربية إلى ميليشيا منظمة ومسلحة، باسم "الحرس الوطني"، وهي ميليشيا مشبعة بأيديولوجيا دينية وقومية متطرفة، ...