نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
كيف ستتأثّر الصين بالرسوم الجمركية الأميركية؟ وكيف سترد؟ - تكنو بلس, اليوم الخميس 3 أبريل 2025 08:05 مساءً
فرض الرئيس الأميركي دونالد ترامب رسوماً جمركية جديدة عقابية على واردات بلاده من السلع الصينية، مما أدى إلى تعميق الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم.
وتعهّدت بكين اتخاذ تدابير مضادة ردا على ذلك وحذرت من أن الرسوم الأميركية الجديدة ستشلّ سلاسل التوريد العالمية وستضر بمصالح واشنطن.
في ما يلي تستعرض وكالة "فرانس برس" كيف ستتأثر بكين برسوم "يوم التحرير" التي ترفع الرسوم الجمركية على صادراتها إلى الولايات المتحدة إلى 54%.
لماذا تعدّ الصين حساسة بشكل خاص؟
يعتبر اقتصاد الصين المعتمد على التصدير حسّاساً بشكل خاص لتقلّبات التجارة الدولية.
والتبادلات التجارية ضخمة بين الولايات المتحدة والصين، أكبر اقتصادين في العالم.
ووفقاً لبيانات الجمارك في بكين، تجاوز إجمالي مبيعات السلع الصينية إلى الولايات المتحدة العام الماضي 500 مليار دولار أميركي أي ما يعادل 16,4% من صادرات البلاد.
وتهدّد الرسوم الجمركية بالإضرار بالتعافي الاقتصادي الهشّ للصين، إذ تكافح أزمة ديون طويلة الأمد في قطاع العقارات وانخفاض الاستهلاك بشكل مستمر وهو تباطؤ سعت بكين إلى إبطائه من خلال تحفيز مالي واسع النطاق العام الماضي.
ومن المرجّح أن تؤدّي الحرب التجارية المكثّفة إلى عدم قدرة الصين على تعليق آمالها في تحقيق نمو اقتصادي قوي هذا العام على صادراتها، التي وصلت إلى مستويات قياسية عام 2024.
وشرح كبير اقتصاديي آسيا في بنك "إتش أس بي سي" فريدريك نيومان لوكالة "فرانس برس" "الرسوم الجمركية الأميركية على الواردات الصينية المعلن عنها حتى الآن هذا العام، قد تلغي تماما تأثير إجراءات التحفيز المالي المعلنة حتى الآن".
ومع أنّ نيومان أشار إلى أن تأثير الرسوم على المنافسة في قطاع التصدير قد يخف قليلاً، إلا أنّه شدّد أن "التأثير السلبي على النمو الصيني لا يزال كبيراً".
ما تأثير الرسوم الجمركية الجديدة؟
تفرض الرسوم الجمركية الجديدة رسوماً بنسبة 10% على واردات الولايات المتّحدة من جميع أنحاء العالم.
ولطالما أثار عجز بكين التجاري الهائل مع واشنطن والبالغ 295,4 مليار دولار غضب ترامب.
وتضيف هذه الرسوم الجديدة 34% إلى نسبة 20% التي فرضت الشهر الماضي ليصل إجمالي الرسوم الجمركية الإضافية على الواردات من القوة الاقتصادية الآسيوية التي فرضتها إدارة ترامب إلى 54%.
وتدخل الرسوم الجمركية حيّز التنفيذ على مراحل - بزيادة قدرها عشر نقاط مئوية الخميس، يليها فرض الرسوم الكاملة في 9 نيسان/أبريل.
وتخضع الصين أيضاً لرسوم جمركية خاصة بقطاعات محدّدة على واردات الصلب والألمنيوم والسيارات.
ويتوقّع المحلّلون أن تؤثّر الرسوم الجديدة بشكل كبير على الناتج المحلي الإجمالي للبلاد الذي تأمل قيادة بكين أن ينمو بنسبة 5% هذا العام.
وصرّح رئيس قسم الاقتصاد الصيني في كابيتال إيكونوميكس جوليان إيفانز بريتشارد، في مذكرة بأنّه يتوقّع أن تتراوح نسبة الضرر الاقتصادي بين 0,5% و1% من الناتج المحلي الإجمالي.
ترامب. (أ ف ب)
ومن المرجّح أن تكون أبرز صادرات الصين إلى الولايات المتحدة هي الأكثر تضرّراً - فالبلاد هي المورد الرئيسي للسلع من الإلكترونيات والآلات الكهربائية إلى المنسوجات والملابس، وفقاً لمعهد بيترسون للاقتصاد الدولي.
ويحذّر المحللون أيضاً من أنّه نظراً للدور المحوري الذي تلعبه السلع الصينية في إمداد الشركات الأميركية، فإن هناك آثار جانبية أيضاً محتملة لهذه الرسوم.
ويقول رئيس قسم أبحاث الصين في معهد التمويل الدولي جين ما لـ"فرانس برس" إنّ "السلع الإنتاجية والمواد الصناعية تهيمن على واردات الولايات المتحدة من الصين بدلاً من السلع الاستهلاكية".
وتابع "ستضرّ الرسوم الجمركية بالمصنعين الأميركيين والمستهلكين على حد سواء".
ويرى تشن وينلينغ كبير الاقتصاديين في مركز الصين للتبادلات الاقتصادية الدولية في بكين أنّ "هذه الحرب التجارية لا تلحق ضرراً مدمّراً بالصين فحسب بل بالنظام التجاري العالمي أيضا".
كيف قد ترد بكين؟
ولم تحدّد بكين بعد ماهية "إجراءاتها المضادّة" بالضبط.
لكنّ هذا الردّ قد يدفع بكين إلى رفع الرسوم الجمركية المفروضة مسبقاً ردّاً على الإجراءات السابقة.
ويوضح الخبير الاقتصادي في الأكاديمية الصينية للتجارة الدولية والتعاون الاقتصادي التابعة للدولة مي شينيو "ينبغي أن تكون الإجراءات المضادة الصينية معقولة ومفيدة ومدروسة".
وأضاف "يجب أن تكون قوية ودقيقة مع تجنب تحويل الإجراءات المضادة إلى فك ارتباط بين الصين والولايات المتحدة".
وفرضت الصين الشهر الماضي رسوماً جمركية بنسبة 15% على واردات الفحم والغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة.
وتواجه الصادرات الأميركية من النفط الخام والآلات الزراعية والمركبات ذات المحرّكات الكبيرة وشاحنات البيك أب رسوماً جمركية بنسبة 10%.
ويقول المحللون إن هذه الإجراءات تهدف إلى ضرب قاعدة دعم ترامب - أولئك الذين يقطنون المناطق الريفية في أميركا والذين صوتوا له العام الماضي.
ودعت بكين إلى الحوار لحل النزاع لكنّ أيّ اتفاق سيستغرق وقتاً.
وذكرت بيتي وانغ من أكسفورد إيكونوميكس أنّه "لا تزال هناك فرص أمام الطرفين لاستئناف المحادثات في الأشهر المقبلة، لكنّ التجربة التاريخية تشير إلى أن الرسوم الجمركية عادة ما تكون سريعة الارتفاع وبطيئة الانخفاض".
0 تعليق