حددت تقارير أمريكية الموعد الأقرب لـ الضربة العسكرية الأمريكية الإسرائيلية المحتملة على المنشآت النووية في إيران.

وكشفت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية أن الولايات المتحدة وإسرائيل قد توجهان ضربة عسكرية لإيران خلال النصف الأول من العام الجاري، أي خلال أقل من ثلاثة أشهر من الآن، وسط تصاعد التوترات في المنطقة.

وبحسب الصحيفة، فإن الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو أعربت عن رغبتها في انضمام الولايات المتحدة إليها في تنفيذ هجوم على المنشآت الإيرانية، وهو ما تؤكده تحركات عسكرية أمريكية متزايدة في المنطقة.

أمريكا تحشد قواتها استعدادا لضرب إيران

وتزامنًا مع هذه التقارير، نشرت الولايات المتحدة فرقة من قاذفات الشبح الاستراتيجية من طراز “بي-2” في قاعدة “دييغو غارسيا” بالمحيط الهندي، وهي طائرات قادرة على حمل القنابل الخارقة للتحصينات التي يُعتقد أنها مخصصة لاستهداف المنشآت النووية الإيرانية تحت الأرض.

هذه الخطوة تأتي ضمن تحركات أخرى تشمل إرسال المزيد من القوات والأصول الجوية إلى المنطقة، في خطوة اعتبرها مراقبون استعراضًا للقوة ورسالة تحذيرية لطهران وحلفائها في المنطقة، وعلى رأسهم جماعة الحوثي في اليمن.

تصاعد التهديدات المتبادلة بين أمريكا وإيران

في المقابل، توعّد المرشد الإيراني علي خامنئي بتوجيه “ضربة شديدة” لمن يعتدي على بلاده، في إشارة مباشرة إلى التهديدات الأمريكية المتصاعدة.

هذا التصريح جاء بعد تأكيد الرئيس الأمريكي أنه لن يتردد في توجيه ضربة عسكرية لإيران إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق نووي جديد.

أمريكا وإيران والاتفاق النووي

وكانت الولايات المتحدة قد انسحبت من الاتفاق النووي عام 2018 وأعادت فرض عقوبات مشددة على إيران، ما أدى إلى تأزم العلاقة بين الطرفين بشكل غير مسبوق.

ومع عودة ترامب إلى البيت الأبيض في يناير الماضي، أبدى استعداده لإجراء محادثات جديدة، لكنه لم يتخلَّ عن سياسة “الضغوط القصوى”، حيث فرض عقوبات إضافية استهدفت قطاع النفط الإيراني وعائداته المالية.

انقسام داخل البيت الأبيض حول الموقف من إيران

بحسب تقارير إعلامية أمريكية، لا يزال البيت الأبيض يشهد نقاشات داخلية بين فريقين مختلفين حول التعامل مع إيران. الأول يرى أن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق عبر المفاوضات غير المباشرة، خاصة مع عرض إيران إجراء محادثات بوساطة عمانية، فيما يدفع الفريق الثاني نحو الحل العسكري، معتبرًا أن أي مفاوضات جديدة لن تؤدي إلا إلى مزيد من المناورة الإيرانية.

ونقل موقع “أكسيوس” عن مصادر مطلعة أن إيران بعثت برد رسمي على رسالة وجهها ترامب إلى خامنئي قبل أسابيع، لكنها رفضت المفاوضات المباشرة واكتفت بعرض الحوار غير المباشر.

ضربات أمريكية محتملة خلال شهرين

وسط هذه التطورات، تتزايد المؤشرات على أن الضربة الأمريكية المحتملة قد تحدث خلال الشهرين المقبلين، خاصة مع منح ترامب طهران مهلة لم تحدد بدايتها رسميًا، لكنها تهدف إلى إجبار إيران على تقديم تنازلات في ملفها النووي.

ويؤكد مسؤولون أمريكيون أن التحركات العسكرية الحالية ليست مجرد استعراض للقوة، بل هي استعدادات حقيقية لأي تصعيد محتمل.

وأشار أحد المسؤولين إلى أن “القوات الأمريكية باتت في وضع استعداد تام للتحرك إذا استدعت الضرورة”، مضيفًا أن حاملتي الطائرات “ترومان” و”فينسون” لا تزالان في المنطقة، ما يعزز من فرضية أن الضربة قد تكون وشيكة.

سيناريوهات الأيام المقبلة

في ظل هذا المشهد المتوتر، يبقى السؤال الرئيسي: هل ستؤدي هذه الضغوط إلى إجبار إيران على العودة إلى طاولة المفاوضات بشروط أمريكية، أم أن المنطقة مقبلة على مواجهة عسكرية ستكون لها تداعيات واسعة؟

حتى الآن، لا يزال البيت الأبيض يبحث عن “الخطوة التالية” في التعامل مع إيران، وفقًا لمصدر أمريكي مطلع، بينما تبقى طهران متمسكة بموقفها الرافض لأي تنازلات تحت التهديد العسكري.

ومع استمرار التصعيد، يبدو أن الأشهر القليلة المقبلة قد تحمل تحولات حاسمة في المشهد السياسي والعسكري في الشرق الأوسط.

اقرأ أيضا

ضربة عسكرية أم مفاوضات دبلوماسية.. ما مصير العلاقات بين إيران وأمريكا ؟

نسخ الرابط تم نسخ الرابط