توفيت الفنانة التونسية إيناس النجار عن عمر يناهز 42 عاماً على إثر إصابتها بتسمم في الدم أدى إلى تدهور حالتها الصحية خلال الأيام الأخيرة. وأوضحت تقارير طبية أنها أدخلت إلى العناية المركزة بعد تعرضها لانفجار في المرارة أدى إلى تسمم خطير في الدم. ، لكنها رغم العناية المركزة فارقت الحياة خلال أيام.  وعت وفاة النجار  إلى تسليط الضوء على حالة التهابات المرارة والتحذير من مضاعفات حصوات المرارة التي تعتبر من الحالات الشائعة التي يتأخر غالباً تشخيصها.

ما سبب التهاب المرارة؟
يشرح طبيب الصحة العامة الدكتور حسين الهواري لـ "النهار" أن التهاب المرارة يحدث بسبب انسداد القناة الصفراوية وتراكم مادة البيليروبين الصفراء والتهاب جدار المرارة. وقد يحصل ذلك بسبب:
-حصى المرارة: هو السبب الأكثر شيوعاً بنسبة 80 في المئة من الحالات، إذ تسد الحصوات قناة المرارة ما يؤدي إلى احتباس المادة الصفراء وإلى التهاب المرارة.
-انسداد القناة الصفراوية: نتيجة ورم أو تضيق فيها، فيتوقف دفق المادة الصفراء ويسبب التهاب المرارة.
-العدوى البكتيرية: يمكن التعرض إلى عدوى في الجهاز الهضمي تنتقل إلى المرارة مثل الإشريكية القولونية أو الكلبسيلا ما يؤدي إلى التهاب المرارة وارتفاع الحرارة والضعف العام في الجسم.
-التهاب من دون حصوات: يحصل ذلك لدى مرضى العناية المركزة أو بعد الخضوع إلى جراحات كبرى بسبب قلة تدفق الدم إلى المرارة.
-أمراض أخرى مثل السكري والسمنة وارتفاع مستوى الكوليسترول المسبب لتكون الحصى.
-العوامل الهرمونة ح، إذ يمكن أن يزيد خطر التهاب المرارة لدى الحامل بسبب ارتفاع هرمون البروجيسترون. 

 العلامات التحذيرية التي تسبق انفجار المرارة 
هناك علامات تحذيرية تسبق انفجار المرارة ولا بد من التنبه لها قبل فوات الأوان واستشارة الطبيب بأسرع وقت ممكن، بحسب الهواري. مع الإشارة إلى أنه في نسبة 80 في المئة من حالات تكون حصوات المرارة لا تظهر أعراض واضحة، بل يتم اكتشافها بالصدفة في صورة صوتية أو أنها قد تسبب أحياناً ألماً في الجهة اليمنى في أعلى البطن. لكن مع التهاب المرارة يحصل انسداد في مجرى الكبد فيزيد الألم والأعراض عندها:
-ألم شديد ومفاجئ في الجزء العلوي الأيمن من البطن. ويعبتر هذا الألم الأكثر شيوعاً بين أعراض الحالة وغالباً ما يكون حاداً ومستمراً. وقد ينتشر هذا الألم إلى الكتف الأيمن أو الظهر ويزيد سوءاً بعد تناول وجبة دسمة.
-الغثيان والتقيوء: قد يشعر المريض بالغثيان والرغبة في التقيؤ بشكل متكرر من دون سبب واضح. 
-ارتفاع الحرارة والقشعريرة: قد ترتفع الحرارة إلى 40 درجة مئوية وتتصاحب مع قشعريرة.
-اصفرار الجلد والعينين: يظهر الاصفرار في الجلد وفي بياض العينين نتيجة تراكم مادة البيليروبين في الدم وانسداد مجرى الكبد.
-انتفاخ البطن والإعياء.
-تغير لون البراز ليصبح فاتحاً ولون البول ليصبح داكناً.
-تسارع في ضربات القلب ما يدل إلى وجود التهاب في الجسم.

من هم الأكثر عرضة لتشكل حصى المرارة؟ 
يعتبر بعض الأشخاص أكثر عرضة لتشكل حصى المرارة، وذلك في الحالات الآتية:
-السمنة.
-النساء أكثر عرضة للإصابة بحصى المرارة من الرجال. 
-تخطي عمر الأربعين، وتعتبر المرأة بعد الأربعين أكثر عرضة لهذه الحالة
-الحمل.
-وجود تاريخ عائلي .
-استخدام حبوب منع الحمل.
-السكري من النوع الثاني.
-عدم ممارسة الرياضة.
-النظام الغذائي الغني بالكوليسترول.
وهنا يطرح السؤال عن كيفية التمييز بين مشكلات المعدة والتهاب المرارة، 
 ويوضح الهواري أن مشكلات المعدة لا تسبب حرارة ولا تعباً، وهذا ما يميزها عن التهاب المرارة، ويؤدي التأخير في تشخيص الحالة إلى ارتفاع خطر التهاب المرارة الذي يمكن أن يسبب الوفاة كما حصل مع النجار. فنسبة الوفاة عندها تتراوح بين 20 و30 في المئة في حال التعرض إلى انفجار المرارة. وبقدر ما يكون التدخل سريعاً تكون النتيجة أفضل لأنه في حال حصول الانفجار تنتشر المادة الصفراوية في البطن ما يؤدي إلى التهاب الدم ما يوقف عمل الكبد والكلى.

هل يصعب تشخيص الحالة؟
حالياً لا يعتبر التشخيص صعباً، بل يمكن للطبيب فحص المريض بالضغط تحت الكبد في الجهة اليمنى من البطن فيما يأخذ المريض نفساً عميقاً. وفي حال وجود التهاب يشعر بألم حاد، خصوصاً في حال وجود عوامل خطر أخرى. ويمكن للصورة الصوتية أن تؤكد التشخيص. أما بالنسبة إلى حالة النجار، فيبدو مستغرباً أنه لم يتم التنبه إلى أعراضها لأن المرارة تظهر أعراضاً طوال أيام عديدة والمشكلة لا تحصل خلال ساعات قليلة حتى تصل إلى حد الانفجار، إذ ان الأعراض تكون حادة وواضحة ومن الممكن التنبه إليها واستشارة الطبيب ليقوم بالتشخيص قبل فوات الأوان.

وهل الجراحة ضرورية في حال وجود حصى في المرارة ؟ يجيب الطبيب بأن ذلك يختلف  بحسب الأعراض، فإذا كانت لا تؤثر على الحياة اليومية ولا تسبب ألماً يمكن تركها بدلاً من المعالجة الفورية.