نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
نتنياهو يقتحم المفاوضات الأميركية-الإيرانية - تكنو بلس, اليوم الجمعة 23 مايو 2025 04:42 صباحاً
زاد ما بثته شبكة "سي ان أن" الأميركية للتلفزيون، عن استعدادات إسرائيلية لتوجيه ضربة للمنشآت النووية الإيرانية، من أجواء التشاؤم التي خيّمت في الأيام الأخيرة على مسار المفاوضات غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران، للتوصّل إلى اتفاق نووي جديد.
سبق ذلك، هجوم حاد لمرشد الجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي على الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وتلاه تشكيك واضح في احتمال الوصول إلى نتيجة إيجابية في المفاوضات، التي لسلطنة عُمان فيها دور الوسيط.
في المقابل، تشدّد إيران على أنها لن تقبل باتفاق يحرمها حق التخصيب على أراضيها، وهي أعلنت استعدادها لخفض النسبة إلى المستويات التي لا تخرج عن نطاق الأغراض السلمية فقط، مع القبول بفرض رقابة مشدّدة في هذا المجال. بعبارة أخرى، جعلت القيادة الإيرانية من حق التخصيب، ولو بنسبة منخفضة، موضوعاً سيادياً وخطاً أحمر لن تقبل التنازل عنه.
أما ترامب الذي كان قد استفز رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عندما قال عشيّة انطلاقه في جولته الخليجية الأسبوع الماضي، إنه لم يقرر بعد ما إن كان سيسمح لإيران بتخصيب اليورانيوم من عدمه، فسرعان ما تراجع إلى مواقف سابقة ترفض رفضاً مطلقاً أن يكون في وارد تقديم تنازل لطهران في هذه النقطة الجوهرية.
بطبيعة الحال، التشدد الأميركي في موضوع التخصيب، يرمي إلى خفض التوتر في العلاقات بين ترامب ونتنياهو. هذا التوتر نجم عن سلسلة من المواقف التي اتخذها الرئيس الأميركي من دون التشاور مع رئيس الوزراء الإسرائيلي. من قرار التفاوض مع طهران، إلى الهدنة الأحادية مع الحوثيين في اليمن، إلى رفع العقوبات عن سوريا ولقاء الرئيس السوري أحمد الشرع في السعودية.
ونشرت في وسائل الإعلام الإسرائيلية أخيراً، تقارير تفيد بأن ترامب يتجه إلى اتفاق نووي مع إيران شبيه بالاتفاق الذي أبرمه الرئيس السابق باراك أوباما في 2015، وانسحب منه ترامب عام 2018، بعدما وصفه بأنه "أسوأ اتفاق تم التوصّل إليه عن طريق التفاوض".
لا بد من سؤال يفرض نفسه وسط احتدام المواقف. هل جاء تقرير الـ"سي أن أن"، ليضيف وسيلة من وسائل الضغط على إيران، كي تخفض من شروطها وتقبل باتفاق يجرّدها من امتلاك حق التخصيب على أراضيها، أم ينسجم مع اندفاع نتنياهو إلى تنفيذ ما يهدّد به منذ عقد من الزمن، ألا وهو أن القوة هي الخيار الوحيد الذي يعوق البرنامج النووي الإيراني، وليس الذهاب إلى اتفاق تفاوضي؟ وكرّر نتنياهو مراراً أن الاتفاق الوحيد الذي يقبل به، هو ذلك الذي يحاكي "النموذج الليبي"، أي أن تتخلى إيران عن كل نشاطاتها النووية على أراضيها وتدمر أجهزة الطرد المركزي وكل المنشآت التي لها علاقة بالتخصيب.
ربما حاول ترامب الذي يميل بالسليقة إلى عدم شن الحروب، إيجاد مخرج يوفق بين "النموذج الليبي" وبين الخط الأحمر الإيراني الرافض التنازل عن حق التخصيب، ولو كان الثمن رفع العقوبات الأميركية المتعلقة بالبرنامج النووي.
عندما ذهب نتنياهو إلى واشنطن في نيسان/ أبريل الماضي، ليقترح على ترامب شن عملية مشتركة لتدمير المنشآت النووية الإيرانية، فاجأه الرئيس الأميركي بالإعلان عن بدء المفاوضات مع إيران.
ليس مستغرباً أن يقدم نتنياهو على تصعيد بحجم قصف المنشآت النووية الإيرانية منفرداً، لنسف عملية التفاوض ولإظهار أنه هو من يمسك بتقرير مصير الشرق الأوسط وليس ترامب.
كل ما سبق، يجعل من الجولة الخامسة من المفاوضات التي ستُعقد في روما الجمعة، جولة حاسمة.
0 تعليق