نشرت حسابات على موقع التواصل الاجتماعي الأشهر في مصر (فايسبوك) صورة بمزاعم أنها لاصطفاف الجيش المصري على الحدود الغربية مع ليبيا. الا ان هذا الزعم مضلل تماما. FactCheck# 

"النّهار" دقّقت من أجلكم

فقد تداولت حسابات على فايسبوك صورة لاصطفاف آليات ومركبات تابعة للجيش المصري، وكتبت معها تعليقا (من دون تدخل): "مصر ترفع جاهزية الجيش المصري القتالية على الحدود الغربية. نظرا للتوترات المتصاعدة التي تشهدها ليبيا، كثّفت مصر جهودها لتأمين الحدود الغربية من خلال تنفيذ مناورات عسكرية ورفع الجاهزية تحسبا لأي طارئ في المنطقة الغربية".

حقيقة الصورة

ولكن البحث العكسي قاد إلى أن هذه الصورة قديمة، إذ نشرها المتحدث العسكري الرسمي للقوات المسلحة المصرية على حسابه في فايسبوك بتاريخ 27 تموز (يوليو) 2020، ضمن بيان بعنوان: "الفريق محمد فريد، رئيس أركان حرب القوات المسلحة، يشهد إجراءات الاصطفاف والاستعداد القتالي لعناصر القوات المسلحة على الاتجاه الاستراتيجي الغربي".

وجاء في البيان: شهد الفريق فريد إجراءات الاصطفاف والاستعداد القتالي لعناصر القوات المسلحة على الاتجاه الاستراتيجي الغربي، والذى يأتي في إطار خطة القيادة العامة لمتابعة التدابير والإجراءات المشددة لحماية حدود الدولة وأمنها القومي على كل الاتجاهات الإستراتيجية، براً وبحراً وجواً، بالتعاون بين كل الأفرع الرئيسية والتشكيلات التعبوية للقوات المسلحة".

وتابع البيان أن "رئيس أركان حرب القوات المسلحة استمع إلى الإجراءات المتخذة لرفع درجات الاستعداد القتالي، كذلك عرض قرارات القادة على كل المستويات وتنظيم التعاون بين كل عناصر تشكيل العملية الإستراتيجية للقوات البرية والأفرع الرئيسية للقوات المسلحة بما يضمن تنفيذ كل العناصر للمهام بكل دقة وفى التوقيتات المحددة. كذلك ناقش عدد من القادة والضباط أسلوب تنفيذ المهام المخططة وكيفية مجابهة التغيرات الحادة والسريعة أثناء سير أعمال القتال".

الصورة منشورة في صفحة المتحدث العسكري الرسمي للقوات المسلحة المصرية في 27 تموز 2020

ومرّ رئيس أركان حرب القوات المسلحة على العناصر المصطفة للاطمئنان الى مدى جاهزيتها وقدرتها على تنفيذ كل المهام والوقوف على مستوى الكفاءة الفنية للأسلحة والمعدات.

ليبيا... هدوء حذر في الغرب

وعاد الهدوء إلى العاصمة الليبية طرابلس عقب اشتباكات عنيفة بين مجموعات مسلحة استمرت أياما وأعيد فتح مطار معيتيقة الدولي المنفذ الجوي الوحيد في العاصمة.

ووصلت طائرة الخطوط الجوية التركية إلى المطار ضمن رحلتها الاعتيادية صباح الجمعة.

وقال مصدر مسؤول في وزارة الداخلية لوكالة "فرانس برس"، الجمعة 16 ايار 2025: "خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، لم يتم رصد أي اشتباكات. كانت الليلة الأولى منذ الاثنين التي تمكن خلالها سكان العاصمة من النوم دون سماع دوي انفجارات أو إطلاق رصاص... نعتقد أن الأمور تتجه نحو التزام جميع المجموعات بوقف إطلاق النار".

وأضاف أن "الحركة عادت بشكل تدريجي إلى معظم أحياء طرابلس، وأعيد فتح الطرق التي أغلقت بالسواتر الترابية وتنظيفها وبإزالة المخلفات".

وأعادت معظم المحلات التجارية فتح أبوابها ونشرت الشركة العامة للخدمات العامة المكلفة أعمال النظافة فرقها لإزالة مخلفات الاقتتال وتنظيف الشوارع والأحياء ونقل الركام من جراء أضرار لحقت ببعض المنازل أثناء تبادل القصف. كذلك أعيد فتح محطات التزود بالوقود والمخابز وأسواق الخضار، مع تسجيل حركة مرور خفيفة، نظرا لأن الجمعة هو إجازة.

وبدأت الاشتباكات ليل- الاثنين بتاريخ 12 أيار (مايو) 2025، مع إطلاق "اللواء 444" التابع لوزارة الدفاع عملية عسكرية استهدفت "جهاز دعم الاستقرار" وأدت الى مقتل رئيسه عبد الغني الككلي، القيادي الأبرز للمجموعات المسلحة التي تتمتع بنفوذ كبير في طرابلس منذ العام 2011.

وعقب توقف الاشتباكات الثلثاء، اندلعت اشتباكات منفصلة استخدمت فيها الأسلحة الثقيلة، بين قوات اللواء 444 وجهاز الردع التابع للمجلس الرئاسي استمرت حتى الأربعاء، بسبب رفض قوة الردع قرارات حكومية بحل أجهزة مسلحة موالية لها.

الخلاصة: الصورة المتداولة تعود إلى عام 2020. وهي لاصطفاف عسكري للجيش المصري على الحدود الغربية، ولا علاقة لها بالتطورات الأخيرة في العاصمة الليبية طرابلس.