نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
لبنانيون مغامرون يروجون لثقافة التعايش مع الأفاعي: من أساطير القرى إلى علم السموم (فيديو) - تكنو بلس, اليوم الخميس 22 مايو 2025 04:36 مساءً
في قلب الطبيعة اللبنانية، وبين الجبال والقرى، بدأت مغامرة غير مألوفة لشبان لم يردعهم الخوف المتوارث من الأفاعي، بل دفعهم إلى التعمق في فهمها، فك رموز سلوكها، وتغيير النظرة السائدة تجاهها. بين علي يونس من الجنوب، وحمزة عيد من الشوف، نشأت قصص متوازية، تقاطعت عند شغف مشترك: حماية الأفاعي، وتوعية الناس بأهميتها.
علي يونس، الناشط البيئي الذي بدأ شغفه منذ أن كان في الثانية عشرة من عمره، لم يكن يدرك أن إمساكه بأفعى ونزع أنيابها بدافع الفضول، سيكون أولى خطواته نحو التخصص في عالم الزواحف. "لم أكن أعرف الفرق بين السام وغير السام"، يقول، لكن شغفه دفعه إلى التعلّم والبحث، حتى صار من أبرز الناشطين البيئيين الذين يجوبون لبنان لإنقاذ الأفاعي وتثقيف الناس بشأنها.
على مسافة جبلية، كان حمزة عيد يقطع طريقاً مماثلاً من قريته جون – الشوف. جملة واحدة ظلت تلاحقه منذ الطفولة "عقدة الجوز والحية الحمرا ما بيوقف على لدغتهم حكيم"، غرست فيه الخوف، لكنها أيضاً أشعلت فيه فضولاً لمعرفة الحقيقة. وبعد تجاربه الميدانية، اكتشف أن "عقدة الجوز" ليست سامة كما يُشاع، ومن هنا بدأ مسارٌ تحوّل فيه الخوف إلى معرفة، والمعرفة إلى رسالة.
رغم اختلاف البدايات، التقى علي وحمزة عند هدف واحد: تصحيح المفاهيم المغلوطة. فمعظم الأفاعي في لبنان – نحو 25 نوعاً – ليست سامة، وفق ما يؤكده الدكتور رياض صادق، أستاذ علم البيئة في الجامعة الأميركية في بيروت. "هناك فقط نوعان أو ثلاثة تُعدّ سامة وخطرة، أما الباقي فغير مؤذٍ ويؤدي دوراً بيئياً حيوياً"، يشرح صادق.
لكن الصورة النمطية ترسّخت، ما دفع بالشابان إلى وسائل التواصل الاجتماعي، لإنتاج فيديوهات توعوية، تبسط المعلومة وتكسر حاجز الخوف. هذه الجهود لم تأتِ من العبث وإنما من حقائق علمية مفادها "قتل الأفاعي غير السامة يخلّ بالتوازن البيئي، إذ يساعد على ازدياد القوارض، ويفتح المجال أمام تكاثر الأفاعي السامة".
ومن عالم الأفاعي، تخرج بقعة ضوء تُبشر بالأمل، حيث تُبذل جهود لبنانية بالتعاون مع جهات أجنبية لتحليل سموم الأفاعي المحلية وتصنيع مضادات مخصصة للأنواع المنتشرة في لبنان تحديداً، وستكون بداية لآفاق عديدة في مجال البحث عن أدوية مصدرها سم الأفعى والعقارب لتحارب الأمراض الخبيثة الأخرى.
شغف يتحوّل إلى مهمة بيئية
لنعد إلى البدايات، إلى علي يونس هذا الناشط البيئي الذي أصبح مصدراً للثقة والتوعية في عالم الأفاعي. بدأ شغف علي يونس بعالم الطبيعة والحيوانات منذ أن كان في الثانية عشرة من عمره. فتى يهوى المغامرة، قادته خطواته الأولى إلى تجربة استثنائية كانت كفيلة بأن تفتح له باباً واسعاً إلى عالم الأفاعي، ذاك العالم الذي يثير الرعب في نفوس الكثيرين، لكنه بالنسبة له تحوّل إلى شغف لا يُقاوم.
يروي يونس، الناشط البيئي أن أولى تجاربه كانت حين أمسك أفعى للمرة الأولى ونزع أنيابها ليتمكن من اللعب بها، دون إدراك لمخاطر ما يقوم به. يعترف "كنت متحمساً وبريئاً، لم أكن أعلم أن هناك أنواعاً من الأفاعي، بعضها سام وبعضها غير سام".
الناشط البيئي علي يونس
لكن بمرور الوقت، بدأت تتكوّن لديه خبرة واسعة ومعرفة دقيقة بأنواع الأفاعي وكيفية التعامل معها، ليتحوّل شغفه الطفولي إلى رسالة توعوية يسعى من خلالها إلى تصحيح المفاهيم الخاطئة ونشر الوعي حول هذه الكائنات التي كثيراً ما يُساء فهمها. ينظر علي يونس اليوم إلى مسيرته بفخر، بعدما نجح في تحويل شغفه إلى رسالة بيئية.
يعترف بأن ما جذبه إلى هذا العالم لم يكن فقط حب الطبيعة، بل الرغبة في خوض تجربة مغايرة، فيها من التحدي بقدر ما فيها من الخطورة. يوضح يونس "أعرف جيداً أن الذي استهواني إلى الحياة البرية هو شغفي بدخول عالم يهابه الآخرون. لطالما أحببتُ الحيوانات المفترسة، وكان وجود الأفاعي في لبنان حافزاً لأتعمق في هذا العالم وأكتشف خفاياه، فصرت من القلائل الذين ينشرون فيديوهات توعوية تهدف إلى كسر حاجز الخوف وتصحيح المفاهيم الخاطئة حول هذه الكائنات".
من شاب ينام إلى جانب الأفاعي ويلاعبها، إلى ناشط يجوب المناطق اللبنانية لإنقاذها، تنقل علي يونس بين القرى والجبال حاملاً شغفه ومعرفته في سبيل حمايتها. وقد نجح، كما يشير في حديثه إلى "النهار"، في إنقاذ أكثر من 70 في المئة من الأفاعي في لبنان من القتل، لا سيما غير السامة منها، والتي تؤدي دوراً حيوياً في الحفاظ على التوازن البيئي.
من حب الاستكشاف إلى الإحساس بالمسؤولية، وجد يونس نفسه منساقاً إلى عمق الحياة البرية، يلبّي نداءات الناس من مختلف المناطق لمساعدتهم في التعامل مع الأفاعي، ناشراً ثقافة جديدة تقوم على الفهم والتوازن لا على الخوف والقتل.
أنواع الأفاعي في لبنان... بين السامّة والمفيدة
في حديثه عن أنواع الأفاعي في لبنان، يكشف علي يونس أن لبنان يضم حوالى 25 نوعاً، ثلاث منها فقط تُعدّ سامة. الأكثر انتشاراً بينها هي أفعى الرقطاء الفلسطينية، وهي الأخطر، تليها الأفعى البيضاء الشامية التي كانت تتركّز في الشمال، لكنها ظهرت مؤخراً في جزين والمناطق الجنوبية، ثم أفعى لبنان الجبلية التي تعيش على ارتفاعات شاهقة تفوق 1700 متر، ما يجعل احتمال التصادم معها ضئيلاً جداً".
وانطلاقاً من هذه الحقائق العلمية، بدأ علي يونس ينشر فيديوهات توعوية هدفها تصحيح المفاهيم الخاطئة، محذّراً من قتل الأفاعي بشكل عشوائي. "التخلّص من الأنواع غير السامة يؤدي إلى اختلال بيئي يسمح بتكاثر الأفاعي السامة"، يقول، مضيفاً أن تغيّر المناخ ساهم أيضاً في ازدياد أعدادها، لا سيما أفعى فلسطين التي تضع بين 30 و80 بيضة سنوياً. والنتيجة؟ ارتفاع في عدد الأفاعي السامة وانتشار كبير، وسجّلنا منذ مطلع هذا الشهر وحده 10 حالات لأفاعي سامة.
أما الأفاعي التي غالباً ما تتصادم مع البشر، فيوضح أنها تنشط بعد المغيب، من السابعة مساءً حتى الرابعة فجراً، حيث تبدأ بالصيد. في المقابل، فإن الأفاعي غير السامة مثل الحنش الأسود وأفعى الفئران وعقدة الجوز، تُستهدف غالباً من البشر نتيجة الخوف أو الجهل.

مجموعة من الأفاعي غير السامة.
عداوة غير مبررة
يؤكد الدكتور رياض صادق، أستاذ علم البيئة في قسم الأحياء بالجامعة الأميركية في بيروت، والباحث المتخصص في الزواحف والبرمائيات، أن الصورة النمطية المتوارثة عن الأفاعي لا تنسجم مع الحقائق العلمية.
ويشرح أن "من بين نحو 25 نوعاً من الأفاعي الموجودة في لبنان، هناك فقط نوعان يمكن اعتبارهما سامّين وخطرين، بينما تُعدّ الأنواع الأخرى غير سامة ولا تُشكّل أي تهديد مباشر على الإنسان".
ولا تتجاوز هذه النسبة الخطرة عالمياً 10 في المئة من مجمل أنواع الأفاعي، ما يعني أن الغالبية العظمى منها ليست مميتة كما يُشاع، بل تؤدي أدواراً مهمة في النظام البيئي.
لكن الخوف المتجذر في الوعي الجماعي يدفع كثيرين إلى قتل الأفاعي فور رؤيتها، حتى لو لم تكن سامة. هذه "العداوة" غير المبررة، كما يصفها صادق، تكلّف الأفاعي حياتها أكثر بكثير مما تكلّف البشر. "نحن نسجل سنوياً مئات حالات قتل الأفاعي، معظمها غير مؤذية، مقابل عدد محدود جداً من حالات اللدغ"، على حد تعبيره.
ويشدد على أن "معظم الأزمات البيئية تبدأ من الجهل. نحن نتعامل مع الطبيعة وقاطنيها من موقع الخوف أو عدم المعرفة، وهو ما يدفعنا إلى تصرفات تفتقر إلى الوعي، كالقتل العشوائي للأفاعي، بدلاً من احترام توازن الطبيعة وفهم آلياتها".
فضول يكشف له الحقيقة
من قلب قريته الجبلية، نشأ حمزة عيد على حب الأرض والطبيعة، وتشرّب مفاهيم متوارثة عن الحياة الريفية ومخلوقاتها. لكن عبارة واحدة ظلت تلاحقه في ذاكرته منذ الطفولة "عقدة الجوز والحية الحمرا ما بيوقف على لدغتهم حكيم". كانت تلك الجملة كفيلة بزرع الخوف في قلوب كثيرين، لكنها أثارت في داخله فضولاً دفعه لاكتشاف الحقيقة.
في حديثه إلى "النهار"، يستعيد حمزة بداياته في هذا العالم الغامض، ويقول: "بدأت تدريجياً بالتعرف إلى الحيات، وبمساعدة الإنترنت توسّعت معرفتي بمختلف أنواعها. وكانت أولى الحقائق الصادمة أن عقدة الجوز، التي تُرهب الناس، ليست من الأفاعي السامة". ومن هنا، بدأت رحلته مع هذه الكائنات، رحلة قلبت المفاهيم وبدّدت الكثير من الخرافات.
يرى أستاذ علم البيئة في الجامعة الأميركية في بيروت، أن الخوف الذي يعيشه كثيرون تجاه الكائنات البرية، ولا سيما الأفاعي، هو خوف غير مبرر، بل ناتج عن جهل متراكم. ويشير إلى أن "التصالح مع الطبيعة يبدأ بفهمها. حين يدرك الإنسان كيفية عمل هذا النظام الدقيق، يتحرر من خوفه ويتصرف بمسؤولية تجاه مكوّناته".
ويوضح صادق أن عدد حالات لدغات الأفاعي السامة في لبنان يبقى محدوداً جداً، وغالباً ما تُسجَّل في المناطق الريفية، مؤكداً أن "الأفعى لا تحمل ضغينة ضد الإنسان، بل تتصرّف بسلوك دفاعي بحت، ولا تهاجم إلا عندما تتعرّض للتهديد أو محاولة القتل".
ويضيف موضحاً خطأ شائعاً في التسميات "ليس من الدقة إطلاق كلمة أفعى على كل أنواع الحيّات، فالأفعى، بحسب التصنيف العلمي، تشير فقط إلى الأنواع السامة، بينما تُطلق تسمية حيّات على الأنواع الأخرى غير السامة".
أما عن دور هذه الكائنات في البيئة، فيشدّد صادق على أهميتها الحيوية، قائلاً "تلعب الأفاعي والحيّات دوراً محورياً في التوازن البيئي، إذ تُسهم في ضبط أعداد القوارض والحشرات، وتُعدّ جزءاً أساسياً من الشبكة الغذائية في الطبيعة. إزاحتها من هذا التوازن يؤدي إلى خلل بيئي، وانقراضها بعض أنواعها".
كسر الصورة النمطية عن الأفاعي
مع مرور الوقت، تعمّق حمزة عيد أكثر في عالم الأفاعي، ليكتشف أن معظم الأنواع غير السامة تعتمد سلوكاً دفاعياً لا هجومياً، لأنها ببساطة لا تملك وسيلة فعالة للإيذاء. يُصرح قائلاً "بدأت أفهم سلوكها، وتعلّمت التمييز بين أنواعها، عندها شعرتُ بواجب توعوي، خصوصاً بعدما لاحظت تزايد حالات القتل العشوائي لهذه الكائنات، رغم أن معظمها لا يُشكل خطراً على البشر".
انطلاقاً من هذا الوعي، قرر حمزة توظيف معرفته لنشر ثقافة مختلفة. ابن البيئة والطبيعة وجد نفسه أمام مسؤولية، يؤمن بأنها تتخطى حدود المعرفة لتصل إلى حماية التوازن البيئي. ويشرح "بدأتُ أُعدّ فيديوهات توعوية أشرح فيها عن الأفاعي وكيفية التعامل معها، في محاولة لتغيير الصورة النمطية عنها".
والمفاجأة؟ كانت في تفاعل الناس "فهي تحب الشخص اللي بيواجه مخاوفهم، ولأن الحية مصدر رعب لكثيرين، بيشوفوا اللي بيقدر يتعامل معها كأنه بطل".
من بلدة جون – الشوف، بدأت رحلة حمزة عيد العملية مع الأفاعي، رحلة تحوّل فيها من شاب فضولي إلى مصدر موثوق وملهم في التعامل مع هذه الكائنات والتوعية حولها. يشرح "صار الناس يعرفوا الفرق بين أنواع الأفاعي، مثل 'أبو قرع' اللي كان يُعتقد أنها سامة، لكنها في الحقيقة غير مؤذية إطلاقاً".
تجربته، المدعومة بالمعرفة والميدان، بدأت تُحدث فرقاً ملموساً. ويشير إلى أن "نحو 80 في المئة من الناس باتوا اليوم يبلغون عن وجود أفعى بدلاً من قتلها، وهذا تطور كبير، يعكس زيادة الوعي والثقة بأن هذه الكائنات ليست تهديداً مباشراً كما يُشاع".
هل يكون سم الأفعى دواءً ؟
هل يمكن أن يتحوّل الخطر إلى علاج؟ يوضح الدكتور رياض صادق أن سمّ الأفعى، رغم سُميّته، يشكّل مادة أساسية في تصنيع الأمصال المضادة للدغات. "لا يمكن إعداد أمصال فاعلة من دون الاعتماد على السمّ نفسه"، يقول صادق، مشيراً إلى جهود تُبذل في لبنان بالتعاون مع جهات أجنبية لتحليل سموم الأفاعي المحلية وتصنيع مضادات مخصصة للأنواع المنتشرة في لبنان تحديداً".
لكن الأمر لا يتوقف هنا، إذ يخوض الباحثون اللبنانيون غمار أبحاث متقدمة لدراسة آثار بعض السموم في علاج أمراض خطيرة، بينها السرطان، ما يفتح الباب أمام استخدامات طبية واعدة لكائن لطالما ارتبط اسمه بالخوف والخطر.

أثر لدغة أفعى فلسطين
لكن كيف يجب التصرف عند مواجهة أفعى؟ يقدّم علي يونس نصيحة واحدة لا لبس فيها "لا تقترب منها، لا تلمسها، فقط ابتعد عنها بهدوء". مؤكداً "أن الأفعى السامة لا تهاجم إلا إذا شعرت بالخطر. إذ غالباً ما تتصرّف الأفعى بطريقة دفاعية، لا هجومية. فهي لا تلدغ إلا إذا حاولنا قتلها أو الإمساك بها".
منذ صغره، حمل علي يونس حلماً كبيراً بحماية الكائنات البرية، وتحديداً الأفاعي. ومع مرور الوقت، لم يبقَ الحلم مجرد شغف شخصي، بل تحوّل إلى مشروع علمي وإنساني واعد، كما يكشف في حديثه "نحن اليوم في المراحل الأخيرة من إنشاء مصنع لإنتاج الأمصال المضادة للدغات الأفاعي والعقارب في لبنان بالتعاون مع شركة اللبنانية للسموم LVC، بإشراف نخبة من الأطباء المختصين في الجامعة الأميركية في بيروت، على رأسهم الدكتور رياض صادق، وفي الجامعة اللبنانية بإشراف الدكتور زياد فجلون".
ويؤكد يونس أن المشروع، الذي تعطّل لفترة بفعل الظروف التي عصفت بالبلاد، بات على مشارف الاكتمال، موضحاً "نعمل على وضع اللمسات الأخيرة، والأبحاث مستمرة بالتوازي مع التجهيزات، على أمل أن يرى المصنع النور قريباً، ويكون خطوة أساسية في إنقاذ الأرواح وتعزيز المعرفة المحلية بهذه الكائنات".

أثر لدغة الأفعى البيضاء الشامية
"اتركوها وشأنها"
في مواجهة الأفاعي، ترتفع أصوات العلماء والناشطين البيئيين مطالبةً بعدم إيذائها أو قتلها، مهما كان نوعها، لما لذلك من أثر سلبي على التوازن البيئي. لكن السؤال الذي يُطرح دائماً: كيف يجب أن يتصرّف الإنسان عند رؤيتها؟
يجيب الدكتور رياض صادق ببساطة "اتركوها وشأنها". إلا أن هذه النصيحة ليست دائماً سهلة التنفيذ، إذ يتملك كثيرين الذعر والخوف من هذه الكائنات. لذلك، يوصي صادق بالتواصل مع الجهات المختصة التي يمكنها التعامل مع الأفعى بطريقة آمنة، تحفظ حياة الإنسان وتحمي الأفعى من القتل المجاني.
في ظل التغيرات المناخية المتسارعة والتصحر الذي يطال الحياة البرية في لبنان، يلاحظ حمزة عيد تحولات لافتة في أنماط توزع الأفاعي. يرى أن "لبنان بات بيئة خصبة لانتشار أنواع من الأفاعي لم تكن تُرى إلا في مناطق محددة، مثل أفعى فلسطين التي كانت تقتصر على الجنوب، والأفعى الشامية التي وُجدت سابقاً في الهرمل، لكنها اليوم تُرصد في الشوف وبعض المناطق الشمالية".
رغم هذا التوسع في انتشارها، تبقى هذه الأنواع مهددة بالانقراض، كما يحذر حمزة، نتيجة القتل العشوائي والمستمر الذي تتعرض له، مدفوعاً بالخوف والمفاهيم المغلوطة.
ويتمسك برسالته الأساسية قائلاً "قتل الأفاعي ليس حلاً، بل مشكلة تُخلّ بالتوازن البيئي. وجودها لا يشكّل تهديداً طالما لم يتم الاعتداء عليها. المطلوب هو التوعية، لأن التعامل معها بوعي ومسؤولية يتيح إنقاذها... دون أن تُشكّل أي خطر على الإنسان".
0 تعليق