بدأت في عدد من المحافظات خلال الفترة الماضية أعمال زراعة محصول الذرة بأنواعه المختلفة، وهو أحد المحاصيل التي تزيد الدولة من المساحات المزروعة بها كل عام، وسط تحذيرات من تأثير التغيرات المناخية عليها.

وتستهدف الدولة تقليل الاعتماد على استيراد المحصول، وزيادة مساحات زراعته نظرًا لأهميته الاقتصادية الكبيرة، ودخوله في كثير من الصناعات الحيوية.

تأثير التغيرات المناخية على محصول الذرة

من جانبه أكد الدكتور محمد علي فهيم رئيس مركز معلومات تغير المناخ التابع لمركز البحوث الزراعية، أنه على الرغم من أن الذرة محصول صيفي وكان من المفترض أن يتحمل الكثير من الضغوطات المناخية، إلا أنه أصبح يتأثر وبشدة بتغيرات المناخ.

اقرأ أيضًا: توطين صناعة الحرير.. التنفيذ في 3 محافظات بالصعيد وتقليل الاستيراد أهم الأهداف

وأشار إلى أن ذلك التأثير يظهر من خلال عدة مظاهر منها:

• انخفاض الحرارة ليلاً وظهور أعراض نقص الفسفور “احمرار الأوراق وضعف معدلات النمو في العروات المبكرة التي تُزرع آخر مارس وأبريل وأول مايو”.
• التذبذبات الحرارية العالية مثل موجات حارة ثم شديدة الحرارة ثم انكسار وهكذا، وهي تؤثر على معدلات الإنبات ومعدلات الامتصاص وشحوب لون المحصول.
• الموجات شديدة الحرارة خلال مرحلة الإخصاب.

الإجراءات المطلوبة لحماية المحصول

وأضاف أنه لمواجهة المظاهر السابقة يجب تقريب فترات الري أثناء الموجة شديدة الحرارة، على أن يكون الري في الصباح الباكر قدر الإمكان.

اقرأ أيضًا: صناعة الألبان.. 13 توصية من الزراعة لزيادة الإنتاج وتقليل الاستيراد

وقال: “لو المحصول في مرحلة طرد الشعيرة والإخصاب يجب الرش بالكالسيوم في الأراضي الجديدة أو إضافة فولفيك مع نترات ماغنسيوم مع الري بالعمر في الأراضي القديمة”، وإذا كان المحصول في مرحلة الطور اللبني يجب إضافة 8–10 كجم سلفات بوتاسيوم مع الري الغمر، أو 4–5 كجم في أنظمة التنقيط، ولمرتين متتاليتين.

كما أنه يجب العمل على مكافحة دودة الحشد الخريفية حيث إنها تعتبر التهديد الأكبر حاليًا، وبالتالي يجب عدم تركها تُكمل دورة حياتها في الحقل، وضرورة الرش في الصباح الباكر أو بعد الغروب، باستخدام المبيدات المسجلة والموصى بها.

تأثيرات سلبية لدرجات الحرارة المرتفعة

وأشار “فهيم” إلى أن ارتفاع درجات الحرارة فوق 38 درجة يؤثر سلبًا على نسبة الإنبات، ويؤدي إلى تباطؤ أو فشل البزوغ نتيجة فقدان رطوبة التربة السطحية بسرعة، كما أن التذبذب الحراري بين النهار والليل يخل بتوازن امتصاص الماء، ما يؤدي إلى ضعف نمو الجذور الأولية.

وأضاف أن موجات الحرارة التي تتعدى 38–40 درجة خلال فترة التزهير تسبب فشل التلقيح نتيجة جفاف حبوب اللقاح أو عدم قدرتها على الإنبات وبالتالي قلة تكوين الحبوب أو تشوه “الكوز”، كما أن الحرارة المرتفعة تزيد من معدلات التنفس مقارنة بالتمثيل الضوئي، مما يؤدي إلى استنزاف الكربوهيدرات المخزنة وتقليل الكتلة الحيوية، بالإضافة إلى أن التذبذبات بين حرارة مرتفعة نهارًا ومنخفضة ليلًا تجهد الخلايا النباتية وتؤثر على استقرار العمليات الفسيولوجية.

اقرأ أيضًا: القطن على الطريق الصحيح.. خطة للتحول إلى مركز للتصنيع والتصدير لـ 3 قارات

وقال: تؤدي الحرارة العالية إلى تقصير مدة النمو الخضري والتناسلي، مما ينتج عنه كيزان غير مكتملة النمو وانخفاض في الوزن والحجم، كما أن التذبذبات الحرارية تؤدي إلى فتح مسام النبات (الثغور) بشكل غير منتظم، ما يسبب زيادة النتح وفقدان المياه، وبالتالي تدني كفاءة استخدام المياه.

وأكد أن الإجهاد الحراري يضعف المناعة النباتية، مما يزيد احتمالية الإصابة بأمراض مثل اللفحة الجنوبية والعفن الفطري، كما أن الحرارة تسهم في زيادة نشاط بعض الحشرات مثل حفار ساق الذرة ودودة اللوز، وأضاف أنه في المناطق الأعلى حرارة مثل جنوب الصعيد يكون هناك معاناة من خسائر أعلى في إنتاج الذرة مقارنةً بالمناطق المعتدلة مثل شمال الدلتا، إذا لم يتم اتخاذ إجراءات الإدارة المناخية.

نسخ الرابط تم نسخ الرابط