نكتبُ كي لا يُمحى الطفل مرّتين" - تكنو بلس

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
نكتبُ كي لا يُمحى الطفل مرّتين" - تكنو بلس, اليوم الأربعاء 21 مايو 2025 06:45 مساءً

ليليان يمين

نمشي على حوافّ اللغة،
لا لنُجمّلَ الموت، بل لنشيرَ إليه… بأصابع مرتجفة.
نمشي ونكتب… والكتابة لا تردّ طفلًا إلى صدر أمّه،
ولا تفتح معبرًا في ليل الحصار.

نمشي… وتسبقنا جثثٌ صغيرة،
كأن الأرض تعتذر عن جاذبيتها،
كأنّ الهواء يضيق على رئةٍ لم تكتمل.

في السطر الأول: أمّ تهدهد الهواء،
في السطر الثاني: حجرٌ على صدرها،
وفي السطر الثالث: سؤالٌ بلا ماء.

ليسوا ضحايا القدر، بل ضحايا من جرّبوا الجوع على أجساد الأطفال،
كأنهم يُدرّبون العالم على القسوة،
أو يُعدّون درسًا جديدًا في فنّ المحو.

الجريمة لا ترتدي قناعًا،
هي واضحة كالشمس في ظهيرةٍ مشتعلة،
تمشي بيننا، تغلق الباب، وتصادر الخبز،
ثم تجلس… وتكتب بيانًا عن «الأولويات».

نكتبُ، لأنّ الأمّ التي ينام أطفالها بين الركام،
لم تجدْ وسادةً سوى التراب.
وعندما طلع الضوء راحت تكتب ذكرياتهم وتخبرنا عنهم ونحن نقرأ فلا يغيب وجه ولا ينطفىء صوت.

نكتبُ، لأنّ الخرائط لا تُظهر الوجع،
ولا تشير إلى الأماكن التي مات فيها الأمل.
ولأن الخيمة التي طالتها النيران،
كانت آخر ما تبقّى من الوطن.
 حين يبتسم الصبيّ لحظة يجد فيها فردة حذائه، تتلاشى العدالة،
كظلٍّ يختفي عند أوّل ضوء.

نكتب، لا لنُنقذ، بل لنُدين،
ولنحفرَ أسماءهم على جدران الكلام،
كي لا يُمحى الطفل مرّتين.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق