بروح جديدة ورؤية تربوية ملهمة، انطلق مشروع "الإعلامي التفاعلي" في مدارس الإرث الذهبي بمدينة إربد، تحت إشراف مباشر من الدكتورة بلقيس عثامنة، نائب المدير العام للمشروع، التي قادت برنامجًا تدريبيًا مكثفًا مزج بين الإعلام والتعليم، وفتح أمام الطالبات بوابة الإبداع والممارسة الحقيقية.

جاءت التدريبات مليئة بالحيوية، حيث انتقلت الطالبات من مقاعد الدراسة إلى ميادين العمل الإعلامي، فتعلمن فن الإلقاء والتقديم، الأداء الصوتي، إعداد البرامج، تحرير النشرات، والكتابة الصحفية، إلى جانب مهارات البحث العلمي، التفكير النقدي، والتحقق من المعلومات – وكل ذلك بأسلوب تفاعلي جعل التعلم تجربة لا تُنسى.

لم تكن النتائج عادية؛ بل جاءت مبهرة، حيث أبدعت الطالبات في إنتاج بودكاستات ونشرات إخبارية بلغة الإشارة وبرامج ثقافية تنبض بالوعي اللغوي والبصمة الإعلامية المميزة، مؤكدات أن الجيل القادم قادر على أن يُعبّر، يُفكّر، ويقود.

وفي خطوة لافتة نحو التوسّع الأكاديمي، قدّمت د. عثامنة المشروع خلال حفل إطلاق دورة الكتابة الإبداعية في جامعة اليرموك، برفقة الأديب الكبير هاشم غرايبة، حيث نال المشروع اهتمامًا واسعًا كونه يشكّل تحولًا نوعيًا في ربط التعليم بالإعلام ضمن بيئة محفّزة ومواكبة للعصر.

ويُذكر أن مشروع "الإعلامي التفاعلي" يُطبّق أيضًا في مدينة القدس بقيادة المدير العام الأستاذ نادر سكاكية، الذي يقود المشروع منذ انطلاقه، كما يشهد توسعًا في عدد من الدول العربية مثل تونس وغيرها، مما يعكس حضوره الإقليمي كمنصة تعليمية عربية واعدة.

الدكتورة بلقيس عثامنة، التي تُعرف اليوم برائدة المشروع وسفيرته في الميدان التربوي الأردني، نجحت في جعل "الإعلامي التفاعلي" أكثر من مجرد فكرة؛ بل تجربة رائدة تنتشر بثبات في المدارس والمؤسسات التعليمية، حاملة معها الأمل بلغة عربية نابضة، وتعلم عصري يعكس طموحات الجيل الجديد.

يجمع هذا المشروع بين الإعلام والتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي ليعيد للغة العربية حضورها، ويمنح الطلبة أدوات التعبير الفعّال، في رحلة تعليمية تفاعلية تواكب المستقبل وتُلهم الحاضر.

"الإعلامي التفاعلي" ليس مشروعًا فحسب، بل حركة تربوية عربية شاملة تعيد تعريف التعليم وتمنح الطلبة دور البطولة في قصة التعلّم.