في خطوة تهدف إلى تعزيز قدراتها الدفاعية الجوية وسط تصاعد التهديدات الإقليمية، أعلنت وزارة الدفاع الإسرائيلية توقيع عقد جديد بقيمة 55 مليون دولار مع شركة “إلبيت سيستمز”، لتحديث أسطول مروحياتها القتالية من طراز بلاك هوك وأباتشي بأنظمة حماية متطورة.

تحصينات جديدة لمروحيات أباتشي وبلاك هوك في إسرائيل

تشغل إسرائيل مروحيات بلاك هوك منذ الثمانينيات، وتستخدمها لنقل القوات والإخلاء الطبي والدعم اللوجستي، بينما تُعد الأباتشي الهجومية أداة رئيسية في تنفيذ الضربات الدقيقة ضد أهداف عالية القيمة، خصوصاً في عمليات الجيش الأخيرة داخل غزة والضفة الغربية وعلى الجبهة الشمالية مع لبنان.

وشهدت هذه الطائرات في السنوات الأخيرة عمليات تكييف وتطوير محلية، شملت تزويدها بأنظمة اتصالات إلكترونية إسرائيلية متقدمة، وتعديلات خاصة تتناسب مع خصوصية التهديدات الإقليمية، لا سيما من الجماعات المسلحة المدعومة من إيران.

وبحسب البيان الصادر عن الوزارة، يمتد العقد لمدة خمس سنوات، ويأتي ضمن برنامج مشترك بين مديرية البحث والتطوير الدفاعي الإسرائيلية وسلاح الجو، ويهدف إلى تعزيز بقاء الطائرات في البيئات القتالية المعقدة، خاصةً في ظل تزايد تهديدات الصواريخ الموجهة ومنظومات الدفاع الجوي المحمولة.

أنظمة الحماية: سرية ولكن متقدمة

لم تُفصح وزارة الدفاع عن تفاصيل الأنظمة الجديدة، إلا أن مصادر مطلعة ترجح أنها تتضمن تكنولوجيا  DIRCM، وهي أنظمة تشويش تعتمد على الليزر لإرباك الصواريخ الموجهة بالأشعة تحت الحمراء، إلى جانب مستشعرات إنذار مبكر، وأجهزة تشويش إلكتروني، وموزعات قذائف مضيئة.

وتأتي هذه الخطوة في وقت تواجه فيه إسرائيل تهديدات متزايدة من مناطق متاخمة، حيث تسعى فصائل مسلحة لتطوير قدراتها الصاروخية، مما يدفع تل أبيب إلى تطوير قدراتها الدفاعية الذاتية لضمان تفوقها الجوي.

البُعد الاستراتيجي والاقتصادي

تمثل الصفقة أيضًا استثمارًا استراتيجيًا واقتصاديًا في الصناعات العسكرية المحلية، إذ تُعد شركة “إلبيت سيستمز” إحدى أركان قطاع الدفاع الإسرائيلي، وتلعب دورًا محوريًا في تطوير الطائرات بدون طيار، والحرب الإلكترونية، وأنظمة الاتصالات. وتوظف الشركة أكثر من 20 ألف شخص وتُصدّر منتجاتها لعشرات الدول.

وبحسب مدير عام قسم الحرب الإلكترونية في الشركة، أورين صباغ، فإن الأنظمة الجديدة “ستُحدث فرقًا نوعيًا في قدرات مروحيات الجيش الإسرائيلي على المناورة والبقاء في بيئات معادية”.

رسالة ردع في لحظة حرجة

يُقرأ توقيت الصفقة باعتباره رسالة ردع واضحة في ظل التوترات الإقليمية المتصاعدة، خاصة مع إيران وحلفائها في سوريا ولبنان، حيث تؤكد إسرائيل مرارًا أنها لن تسمح بتقليص هامش حريتها الجوية في أي ساحة عمليات.

كما يعكس التعاون المستمر بين وزارة الدفاع و”إلبيت” نهج تل أبيب الثابت في الاعتماد على الذات تكنولوجيًا، لتقليص أي تبعية خارجية في زمن تتغير فيه مواقف الحلفاء وتتعقد فيه سلاسل الإمداد العالمية.

هل تكفي هذه التحصينات لتفادي التصعيد؟

ومع ترسيخ هذه الترقيات الجديدة، يبقى السؤال مفتوحًا: هل ستكون كافية لردع الخصوم، أم أنها ستُشعل مزيدًا من سباق التسلح في المنطقة؟

الجواب، كما يرى مراقبون، سيتوقف على مآلات الصراع المفتوح في المنطقة، وقدرة إسرائيل على الحفاظ على تفوقها التقني في مواجهة خصوم باتوا أكثر جرأة وتسلحًا.

اقرأ أيضاً.. صراع الأجنحة الشبحية.. من يتفوق المقاتلة الروسية Su-57 أم المقاتلة الأمريكية F-35؟

نسخ الرابط تم نسخ الرابط