نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
اتصال ترامب-بوتين... بداية يأس أميركي من ملف أوكرانيا؟ - تكنو بلس, اليوم الثلاثاء 20 مايو 2025 11:05 مساءً
بالرغم من أنه أعرب عن تفاؤله المعتاد، لم يكن التفاؤل مقنعاً جداً. يوم الاثنين، أشار الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بعد مكالمته الهاتفية التي دامت ساعتين مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، إلى أن "نبرة وروحية المحادثة كانتا ممتازتين". وأضاف: "لو لم تكونا كذلك، لقلت هذا الأمر الآن عوضاً عن وقت لاحق". لكن الكثير من النقاط تبيّن العكس.
أبدى بوتين "استعداده للعمل" مع أوكرانيا لصياغة "مذكرة" تحدد إطار "سلام مستقبلي محتمل". هي عبارة يعتريها الكثير من الغموض وبالتالي الكثير من هامش غامضة المناورة. من جهة ثانية، وبالرغم من أن ترامب كتب في بيانه على "تروث سوشل" عن أنّ الطرفين "سيبدآن فوراً" المحادثات نحو السلام، كان تركُه التفاصيل لروسيا وأوكرانيا على قاعدة "معرفتهما بها" أمر معبّر. من المنطقي توقع أن يكون المروّج الدائم لإمكانية إنهائه الحرب في "24 ساعة" – حتى مع بعض المبالغة البيانية – مطّلعاً على تلك التفاصيل أو معظمها. ألا تكمن الشياطين المعرقلة فيها؟
مرآة لرغباته
برزت إشارته إلى تولي الفاتيكان بقيادة البابا الجديد لاوون الرابع عشر عرض استضافة المفاوضات. وهذا يعني أن ترامب لا يمانع بالتخلي تدريجياً عن هامش معين من الرافعة الديبلوماسية لمصلحة طرف آخر. وهذا يستدعي سؤالاً آخر عن سبب التنازل عن إمكانية ادعاء واشنطن تحقيق خرق أو سلام، تحت قيادتها وحدها.
ولم ينسَ ترامب سرد الأسباب التي تدفع برأيه روسيا وأوكرانيا إلى الرغبة بالسلام، من بينها وقف "حمام الدم" والاستفادة من "الوظائف والفرص" الاقتصادية. لكن كما تقول الكاتبة في مجلة "ذي أتلانتيك" آن أبلباوم، هذه الرغبات هي رغبات ترامب الشخصية أكثر مما هي رغبات روسيا. فحين قال على "فوكس نيوز" مثلاً إن بوتين "منهك من كل هذا الأمر"، يكون ترامب هو المنهك من هذا الواقع. يمكن قول الأمر نفسه عن وقف "حمام الدم" الذي سيؤكد ادعاء ترامب بأنه عاقد صفقات ناجح، فيما تمثل الفرص الاستثمارية أهدافاً معلومة في سياسته الخارجية.
الأمر الجديد
حتى في الشكل، كان الاتصال لافتاً للنظر. أجرى ترامب مكالمته الهاتفية من مكتبه في البيت الأبيض، بينما كان بوتين في مدرسة موسيقية للأطفال الموهوبين في منتجع سوتشي. وهذا يعني أن الرئيس الروسي لم يتعامل مع الاتصال الهاتفي باعتباره حاملاً لأي مقترحات أميركية جديدة أو حتى وسيلة للإعراب عن أي موقف روسي جديد من الحرب.
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أ ب/سبوتنيك)
في الواقع، كان الأمر الجديد الوحيد هو التحذير الذي أطلقه المفاوضون الروس الأسبوع الماضي. فقد هددوا باستعداد موسكو للسيطرة على منطقتين جديدتين في أوكرانيا هما سومي وخاركيف، بحسب مراسل "إيكونوميست" أوليفر كارول. إذاً، تتراوح المواقف في روسيا بين التمسك بالمطالب القصوى، أو التشدد بها أكثر.
تكرارٌ مستنزِف
رداً على سؤال لاحق في البيت الأبيض، قال ترامب إن "الغرور" يعقّد فرصة السلام، ومع ذلك، "أعتقد أن شيئاً ما سيحدث". وإن لم يحصل ذلك، "سأدير ظهري وسيتعين عليهم (الروس والأوكرانيين) الاستمرار". ويوم الأحد، كان نائب ترامب جيه دي فانس يؤكد هذه الإمكانية، على قاعدة "أن هذه ليست حربنا".
حين يكون التهديد بالانسحاب من التفاوض بين روسيا وأوكرانيا حاضراً بشكل كبير في تصريحات أعلى المسؤولين، يصبح التخلي الأميركي عن الملف مسألة وقت على الأرجح. بالحد الأدنى، يفقد هذا التهديد أي قيمة مع مرور الوقت. تماماً كما انخراط أميركا في الملف، من دون تغيير في الاستراتيجية.
0 تعليق