كتب .. مصطفى محمود

أثارت تصريحات يائير غولان، زعيم حزب "الديمقراطيين" ونائب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الأسبق، عاصفة سياسية وإعلامية داخل إسرائيل، بعد اتهامه لحكومة بلاده بأنها "تقتل الأطفال كهواية" في قطاع غزة، محذرًا من أن إسرائيل "تسير نحو العزلة والانهيار الأخلاقي والاجتماعي".

وقال غولان، في مقابلة مع هيئة البث الإسرائيلية "كان"، إن "دولة عاقلة لا تشن حربًا على المدنيين، ولا تضع أهدافًا لتهجير السكان"، مضيفًا أن الحكومة الحالية "عاجزة، يسيطر عليها الانتقام وتفتقر إلى الأخلاق، وتشكل خطرًا على وجود إسرائيل".

في أول رد رسمي، وصف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تصريحات غولان بأنها "تحريض خطير وافتراء على الجيش الإسرائيلي"، وقال في بيان إن غولان "تجاوز الخطوط الحمراء" و"انحدر إلى حضيض أخلاقي جديد"، مشيرًا إلى أنه سبق أن "قارن بين إسرائيل والنازيين".

وأضاف نتنياهو أن "الجنود الإسرائيليين يقاتلون من أجل وجودنا، بينما يردد غولان الأكاذيب نفسها التي يستخدمها أعداؤنا لتشويه صورتنا".

من جانبه اتهم وزير المالية بتسلئيل سموتريتشاتهم غولان بـ"المشاركة في مؤامرة أعدائنا"، بينما قال وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير إن "غولان تحدث باسم حماس"، وذهب وزير الاتصالات شلومو كاري إلى حد وصفه بـ"الإرهابي الذي يهدد أمن الجنود".

أما وزير الدفاع يسرائيل كاتس، فدعا إلى "نبذ من يشبه إسرائيل بالنازية"، فيما حذّر رئيس الوزراء السابق نفتالي بينيت من "تحميل إسرائيل مسؤولية جرائم ترتكبها حماس".

في موقف وسط، دعا زعيم "معسكر الدولة" بيني غانتس غولان إلى التراجع والاعتذار، معتبرًا أن تصريحاته "تضع الجنود الإسرائيليين في دائرة الاستهداف القانوني"، وفي المقابل، جدد غولان انتقاده للحكومة، متهمًا نتنياهو بإضاعة الفرص لتسوية الحرب، والإنفاق المفرط على المستوطنات والوظائف السياسية، مما "يحول إسرائيل إلى دولة منبوذة يصعب العيش فيها"، على حد تعبيره.