كتب .. مصطفى محمود

أقدم بنك الشعب الصيني على خفض معدل الفائدة الرئيسية، في أول خطوة من نوعها منذ سبعة أشهر، مدفوعًا بارتفاع قيمة اليوان وتراجع التوترات التجارية، وهي عوامل منحت صانعي السياسات مساحة أكبر لتبني نهج تيسيري يستهدف تنشيط الاقتصاد المحلي.

وخفض البنك معدل الفائدة على القروض لأجل عام واحد بمقدار 10 نقاط أساس ليصل إلى 3%، بينما تم تقليص معدل الفائدة لأجل خمسة أعوام، والذي يُستخدم كمؤشر رئيسي للرهن العقاري، إلى 3.5%.

ويمثل هذا التحرك أول خفض منذ أكتوبر الماضي، حين خفّض البنك الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس. ويُستخدم معدل الفائدة لأجل عام واحد في معظم قروض الشركات والأسر، بينما تُعدّ الفائدة لأجل خمس سنوات مرجعًا رئيسيًا لقروض العقارات.

وجاء القرار ضمن حزمة تحفيزية أوسع أعلنت عنها الحكومة الصينية خلال مايو، شملت خفض نسب الإقراض وتقليص متطلبات الاحتياطي الإلزامي للبنوك، بالإضافة إلى خفض معدلات الرهن العقاري المدعومة من الدولة بـ25 نقطة أساس.

ورجح زي تشون هوانغ، كبير الاقتصاديين في "كابيتال إيكونوميكس"، أن يواصل البنك المركزي نهج التيسير، متوقعًا مزيدًا من التخفيضات في معدل الإقراض قد تصل إلى 40 نقطة أساس إضافية قبل نهاية العام الجاري.

وفي السياق ذاته، قام الخبير الاقتصادي المتخصص في الشأن الصيني لدى "Denske Bank"، آلان فون مهرن، بتعديل توقعاته لسعر صرف اليوان خلال 12 شهرًا، متوقعًا أن ينخفض إلى 7.15 مقابل الدولار، بعدما كان التقدير السابق عند 7.35، في ضوء تأكيد بكين رغبتها في استقرار العملة وتراجع الضغوط التجارية.

يُشار إلى أن هذه الخطوات تأتي في وقت يُسجل فيه الاقتصاد الصيني نموًا سنويًا بنسبة 5.4% خلال الربع الأول، متجاوزًا التوقعات، وسط سعي السلطات للحفاظ على زخم النمو وتعزيز الثقة في الأسواق.