لماذا عيّن بوتين موردفيتشيف قائداً للقوات البرية الروسية؟ - تكنو بلس

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
لماذا عيّن بوتين موردفيتشيف قائداً للقوات البرية الروسية؟ - تكنو بلس, اليوم الثلاثاء 20 مايو 2025 09:08 صباحاً

في 15 أيار/مايو، أعفى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الجنرال أوليغ ساليوكوف من قيادة القوات البرية الروسية. كان ساليوكوف قد شغل منصب نائب قائد هيئة الأركان العامة للجيش الروسي الجنرال فاليري غيراسيموف، منذ سنة 2023.

 

صدر القرار في وقت كان العالم يترقب ما إذا كان بوتين سيتوجه إلى إسطنبول للتباحث مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي حول وقفٍ لإطلاق النار. لكن عادة ما تُربط هذه القرارات بالتطورات العسكرية على الأرض.

 

أتت إقالة ساليوكوف بالتوازي مع خسائر بشرية كبيرة تُمنى بها روسيا في حربها على أوكرانيا، بخاصة في الأشهر الأخيرة من سنة 2024. ولم تقترن هذه الخسائر بتقدم ميداني كاسر للتوازن. أظهر تقرير حديث لخدمة "بي بي سي" الروسية مطلع الشهر الحالي أن روسيا خسرت نحو 45 ألف قتيل سنة 2024 وحدها، وهو رقم أعلى مما تكبده الجيش الروسي في 2022 أو 2023 بحسب أبحاث الخدمة نفسها.

 

كان ساليوكوف يقود احتفالات "يوم النصر" في موسكو طوال السنوات الإحدى عشرة الماضية، ومن ضمنها احتفال هذا الشهر الذي صادف الذكرى الثمانين لانتصار روسيا على النازية. ربما كان ذلك بمثابة التكريم الأخير الذي يحظى به الجنرال البالغ من العمر 69 عاماً قبل إحالته إلى منصبه الجديد في مجلس الأمن الروسي. هناك، سيشغل ساليوكوف منصب نائب أمين عام المجلس، وهو وزير الدفاع السابق سيرغي شويغو. والمجلس هو أعلى هيئة استشارية في شؤون الأمن القومي للرئيس الروسي.

 

الجنرال الروسي أوليغ ساليوكوف (أ ب)

 

قد لا يكون لقرار التعيين الجديد علاقة بالأداء الميداني، بمقدار ما له علاقة بتقدم ساليوكوف في السن، بما أنه يطوي عامه السبعين يوم غد الأربعاء وهو السقف الأعلى لأعمار الجنرالات في روسيا بحسب "نوفايا غازيتا". لا يعني هذا أن الحسابات الميدانية غير حاضرة في ذهن الرئيس الروسي.

 

محطّ الاهتمام المقبل

الأنظار الآن موجهة إلى بديل ساليوكوف، وهو الفريق أول أندريه موردفيتشيف (49). قاد موردفيتشيف الهجوم على ماريوبول في 2022، وتولى قيادة المنطقة العسكرية المركزية ومجموعة قوات "المركز" بحسب نائب مدير برنامج روسيا في "مؤسسة الدفاع عن الديموقراطيات" جون هاردي. هذه المجموعة مسؤولة عن القتال حول مدينة بوكروفسك الشهيرة وقد مُنحت الفضل في تحقيق معظم التقدم البطيء طوال العام ونصف العام الماضيين، فيما مُنح موردفيتشيف وسام "بطل روسيا" بعد إسقاط مدينة أفديفكا كما كتب هاردي في "لونغ وور جورنال".

 

سيكون حضور موردفيتشيف محورياً في الفترة المقبلة. مع إصرار ترامب على إجراء مفاوضات للسلام بين روسيا وأوكرانيا، تحتاج موسكو إلى الإنجازات الميدانية السريعة. فحتى بالنسبة إلى نائبِ رئيسٍ أميركي مرتاب من أوكرانيا ورئيسها كجيه دي فانس، "تطلب روسيا الكثير" من أجل إنهاء الحرب. كان فانس يتحدث عن أن موسكو تريد السيطرة على أراض أوكرانية، لم تستطع احتلالها طوال الأعوام الماضية.

 

الوضع أسوأ

كما كتب مايكل كيمدج من "مركز ويلسون" الأميركيّ في "فورين بوليسي"، إنّ الزخم العسكريّ الذي تتمتّع به روسيا لا يُصرف في أي مكان. فبحلول نهاية 2025، ستكون روسيا قد عانت من خسائر بشريّة فاقت المليون، والوضع الاستراتيجيّ لروسيا لن يكون أفضل مما كان عليه سنة 2022.

 

يمكن فهم ما كتبه كيمدج بشكل جزئيّ عبر واقع أنّ روسيا كانت تحتلّ نحو 30 في المئة من الأراضي الأوكرانيّة سنة 2022، قبل أن تتقلّص سيطرتها إلى نحو 20 في المئة اليوم، بالرغم من كل التقدم المُحرَز طوال الأشهر الماضية.

 

من هنا، سيكون رهان بوتين على موردفيتشيف كبيراً لتحقيق اختراق ميدانيّ تُحضِره روسيا إلى طاولة التفاوض. متى يأتي هذا الاختراق، إذا أتى أصلاً، علامة استفهام كبيرة بالنسبة إلى موسكو. بالفعل، يبدو أنّ بوكروفسك ليست أفديفكا، البلدة التي منح سقوطُها القائدَ العسكريّ الروسيّ وسام البطولة. فالسقوط أتى بعد عرقلة الجمهوريين المساعدات الأوكرانية في الكونغرس، بينما لم تكن أوكرانيا قد طوّرت أسطولها من المسيّرات، كما فعلت اليوم.

 

وسقطت أفديفكا في شباط/فبراير 2024، بعد معركة قاسية دامت نحو سبعة أشهر. بدأ التقدم نحو بوكروفسك (الواقعة في المحور نفسه) في تموز/يوليو الماضي ولا يبدو أنّ روسيا قريبة من السيطرة على المدينة بعد 10 أشهر على التقدم البطيء.

 

ما بعد التحدّي الصعب

نقل "معهد دراسة الحرب" عن مدوّنين روس قولهم إنّ تعيين موردفيتشيف في منصبه الجديد هو تعبير عن موافقة بوتين على تكتيكاته التي تعتمد على هجوم المشاة وتحمّل الخسائر البشريّة المرتفعة، بالتوازي مع ثقة الكرملين بقدرته على تحديث الجيش. التحدّي كبير أمام موردفيتشيف. لكنّ الجائزة قد تكون أكبر: احتمال تولّيه قيادة الجيش خلفاً لغيراسيموف. هذا على الأقلّ بحسب ما نقله هاردي عن بعض المراقبين الروس.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق