في خطوة نوعية تعكس تحوّلًا في موقف كانبيرا، بدأت أستراليا رسمياً شحن أول دفعة من 49 دبابة أبرامز M1A1 إلى أوكرانيا، ضمن واحدة من أثقل حزم الدعم العسكري الأسترالي منذ بدء الغزو الروسي.. رغم الاعتراضات الأمريكية على إرسالها لكييف.

الدبابات M1A1 تبحر في طريقها إلى أوكرانيا

فقد بدأت السفن الأسترالية تحميل الدباباتM1A1  المتقاعدة من ميناء عسكري، في مؤشر على دخول الدعم الأسترالي مرحلة أكثر تقدماً بعد شهور من التأخير بسبب عقبات بيروقراطية، وقيود تصدير أمريكية، وتعقيدات لوجستية.

تأخير طويل واعتراضات أمريكية

رغم إعلان أستراليا عن نيتها التبرع بالدبابات في أكتوبر 2024 ضمن حزمة مساعدات بقيمة 245 مليون دولار، فإن التنفيذ تأخر لأسباب عدة، أبرزها التحفظ الأمريكي.

مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية – لم يُفصح عن هويته – أبدى شكوكاً بشأن فاعلية دبابات M1A1، قائلاً إن “ضعف سقفها يجعلها عرضة للطائرات المُسيّرة في حرب تغيّرت قواعدها”.

التجميد المؤقت للمساعدات الأمريكية في أوائل 2025، بتوجيه من الرئيس دونالد ترامب، زاد الأمور تعقيداً، وأدى إلى توقف العمليات في مركز رزيسزو البولندي، وهو نقطة رئيسية لمعالجة المعدات الغربية قبل دخولها أوكرانيا.

اقرأ أيضًا: مصر الأولى.. الدول العربية الأكثر امتلاكًا للدبابات في عام 2025

من التردد إلى القرار

المفارقة أن أستراليا كانت قد رفضت التبرع بالدبابات بداية 2024، حيث أكد وزير الدفاع ريتشارد مارليس حينها أن “الأمر ليس مطروحاً”.

لكن التحول جاء مع تعمّق الحرب، وضغوط أوكرانية متواصلة، من ضمنها فيديو دعائي دمج مشاهد من فيلم “ماد ماكس” مع لقطات تدريب للجيش الأسترالي، طالب بالحصول على هذه الدبابات.

القرار النهائي جاء بالتبرع بـ49 دبابة، والاحتفاظ بـ10 أخرى لأغراض تدريبية مع بدء الجيش الأسترالي إدخال دبابات M1A2 SEPv3 الأكثر حداثة إلى الخدمة.

قدرات M1A1: قوة نارية أمام تهديدات جوية

تمتلك دبابات M1A1 تسليحاً قوياً عبر مدفع 120 ملم، ودروعًا مركبة توفر حماية عالية ضد الهجمات الأرضية. لكنها تفتقر لأنظمة الحماية النشطة، ما يجعلها عرضة للطائرات بدون طيار والذخائر المتسكعة التي أصبحت عنصراً حاسماً في المعارك الحديثة.

رغم ذلك، فإن الدبابات الأسترالية في حالة جيدة نسبياً، حيث لم تُستخدم في قتال فعلي منذ شرائها عام 2007، بل اقتصرت على التدريب، مما يقلل من التآكل الميداني.

تحديات لوجستية وتكتيكية في انتظار أوكرانيا

دمج هذه الدبابات في الجبهة الأوكرانية لن يكون سهلاً، خاصة مع الاستهلاك الكبير للوقود وصعوبة الصيانة. لكن وجود خبرات أوكرانية سابقة في تشغيل نسخ أمريكية من M1A1، وتوفر سلسلة لوجستية، يمنح كييف نقطة انطلاق جيدة.

أقفاص تصادم للحماية من المسيرات

وقد بدأت القوات الأوكرانية فعلاً بتعديل بعض دباباتها عبر تركيب “أقفاص تصادم” للحماية من الطائرات المسيرة، وهي تعديلات مرجح أن تشمل النسخ الأسترالية أيضًا.

أبعاد استراتيجية ورسائل للتحالف الغربي

تبرع أستراليا لا يحمل فقط قيمة ميدانية، بل يُعد رسالة سياسية مهمة، تؤكد انخراط حلفاء من خارج الناتو في دعم أوكرانيا. ويعكس التنسيق المتعثر حول هذه الشحنة هشاشة بنية المساعدات الغربية، وسط تنامي الحاجة إلى تبسيط الإجراءات وتسريع الدعم.

رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز أقر بالتحديات، لكنه شدد على التزام بلاده: “نعمل على تجاوز الصعوبات لضمان وصول المعدات في الوقت المناسب”.

اقرأ أيضاً.. سقوط طائرة تدريب حربية في مصر.. اعرف التفاصيل

نسخ الرابط تم نسخ الرابط