باب من أبواب الجحيم، الحرب الهندية - الباكستانيّة - تكنو بلس

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
باب من أبواب الجحيم، الحرب الهندية - الباكستانيّة - تكنو بلس, اليوم الاثنين 19 مايو 2025 12:10 مساءً

غادة المرّ

 

فجأة، ومن دون سابق انذار، تصدّرت الأحداث ونشرات الاخبار، أخبار اشتعال جبهة قتال جديدة، بين الهند وباكستان. فمنذ استقلالهما عن بريطانيا، تعيش الهند وباكستان حالة توتر دائم، لطالما تطوّرت إلى حروب مفتوحة، وصراعات دبلوماسيّة. يعود سبب التَوتر، الذي محوره الأساسي هو النّزاع على اقليم كشمير، بالاضافة الى نزاعات دينيَة، سياسية واستراتيجيّة.
يقع البلدان في شبه القارّة الهنديَة، وفي عام 1947،  وبعد انسحاب بريطانيا، تمّ إنشاء دولتين مستقلّتين:
-الهند، ذات الغالبية الهندوسيّة.
-باكستان، ذات الغالبية المسلمة.
لكن اقليم جامو وكشمير الّذي كان يحكمه أمير هندوسي ويضم غالبية مسلمة، اختار الانضمام الى الهند. ما أثار غضب باكستان وكانت الشرارة لاندلاع اول نزاع بين الطّرفين.
على مرّ الزمن، اندلعت أربع حروب لم تسفر عن حلّ للنزاع القائم، والّذي يعتبر من بين أهمّ واكثر النّزاعات تعقيداً في العالم.-السّباق النووي:
في عام 1998، أجرت كلّ من الهند وباكستان تجارب نوويّة، ما ادخل المنطقة في مرحلة توازن رعب نوويّ، معها غدت المواجهة خطرة ومقلقة للعالم، فمع اندلاع كلّ مواجهة بين البلدين، تثير قلقاً عالميّاً من احتمال نشوب وتحوّل ايّ نزاع الى حرب نوويَة بامتياز.
رغم فترات الهدوء النّسبيَ، فإنّ العلاقات بين الهند وباكستان، تشهد توتراً حتّى الأمس، حين اندلع نزاع عسكريّ على الحدود بين الجانبين، ومع امتلاك كلا البلدين السلاح النوويّ، فانّ العالم يحبس انفاسه، لأنّ اي تطوّر خارج السيطرة، ينطوي على مخاطر كارثيّة.
لماذا الان استعر الصّراع وفتحت الجبهة؟
قد لا يكون مجرّد صدفة، بل هو مرتبط بتحوّلات كبرى في موازين القوى العالمية، لا سيّما مشروع طريق الحرير الصّيني (مبادرة الحزام والطريق). فالصّين تستثمر في البنية التحتيّة في آسيا، من خلال ممرّات استراتيجية، تمرّ في باكستان وفي ميناء جوادر، المنفذ الصّيني على بحر العرب.
هذه التحرّكات الصينية، يقابلها محاولات اميركية لإضعاف النفوذ الصّيني. ما يطرح احتمال ان تكون التوترات الحدوديَة او العسكرية بين الهند وباكستان جزءاً من صراع أوسع، لتقويض الاستقرار حول الممرات التي تخدم بكين وطهران. وبالضغط باتجاه اعتماد ممرّات بديلة تمرّ عبر دول صديقة للغرب، كالهند.
كما يبدو أنّ الصّراع لم يعد نزاعاً تاريخياً على كشمير، بل تحوّل صراعاً عالمياً على النّفوذ والطّاقة والتّجارة.
ولعّل الطّريق البديل لطريق الحرير الجديد (الصينيّ) هو طريق IMEC الشرق اوسطيّ- اوروبيّ.
‏(Indian-Middle East-Europe Economic Corridor)
ويربط هذا الممر: الهند عبر المملكة السعوديّة والامارات، الى الاردن واسرائيل وصولاً الى أوروبا. عبر موانئ المتوسط في ايطاليا واليونان.
ويشمل: سكك حديد- نقل بحريّ- خطوط طاقة واتّصالات- وربط بحريّ- بريّ مع أوروبا.
الهدف من ذلك :
١-عزل وتحييد ايران وباكستان وتحجيم دورهما في الرّبط بين آسيا وأوروبا.
٢-تقييد تمدّد الصين في مشروعها الحزام والطّريق.
٣-تعزيز التّحالفات الجيو سياسيَة بين الهند، الخليج وإسرائيل بدعم أميركيّ-أوروبيّ.

يظلّ السّلام ممكناً فقط، إذا ما توفرت الارادة السياسية والدبلوماسيَة بالاضافة الى تدخّل المجتمع الدّولي ودعمه لجهود الحوار الحقيقيّ وسحب فتيل الانفجار وتغليب صوت العقل والحوار على صوت المدافع والصواريخ وهدير جبهات القتال.
على امل ان يحتوي العالم هذا التطور الخطير ويمنع تمدد فتيل الانفجار الى حرب واسعة وشاملة بين الطرفين. فلنصلي من اجل السلام وتغليب صوت العقل والدّبلوماسيّة .
 ويكون بذلك قد أغلق باب من ابواب الجحيم. ونأمل ونصلّي كي تغلق جميع ابواب الجحيم وتنتهي الحروب والنَزاعات، على كلّ الجبهات في العالم والى غير رجعة، آمين.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق