كاريزما ولي العهد في مرآة زيارة ترمب - تكنو بلس

مديا 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
كاريزما ولي العهد في مرآة زيارة ترمب - تكنو بلس, اليوم الاثنين 19 مايو 2025 12:16 صباحاً

حقٌّ لقاموس السياسية العالمي أن يجترح توصيفاً جديداً يتساوق معنًى، ويتشاكل رسماً، ويتطابق فهماً دقيقاً لما حدث في المملكة العربية السعودية منتصف الأسبوع الماضي في طوايا زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب.

فواهمٌ كلّ الوهم من يحسبها زيارة «عادية» في سياق العلاقات الدبلوماسية والترتيبات البروتوكولية بين الدول، فقد نافت عن ذلك بكثير، وعلت وسمقت بمستبطنات معانيها، وغوامض رسائلها، وشواهد أثرها المنداح دوائر إثر دوائر، في جذب مغناطيسي لا محيد عنه ولا فكاك، لتظلّل وتغطي المحلّي منها والإقليمي والعالمي.

نعم، كانت زيارة استثنائية بحقّ، فما سبقها كان إرهاصاً، وما شهدته كان فتحاً، وما خلّفته كان أيقونة.

أقول ذلك على التحقيق، لا الظن وعلى اليقين، لا التخرّص، وعلى الواقع، وليس مسطورات رجل مأخوذ بالإعجاب، ومنطوٍ على محبة لقيادته ووطنه، وما عليَّ من حساب إن فعلت ذلك، لكني حين وقفت مواقف المستبصر المتأمل لما دار، خلصت إلى هذه الثلاثية المنطوية في أيقونات «الإرهاص» و«الفتح» و«الأيقونة».

فانظر إلى الواقع العالمي قبل الزيارة، وقد إلتاث واضطرب، وأحدقت به نُذر المواجهات، ورُجّت أوصاله رجّاً بالقرارات الاقتصادية التي أعلنها «ترمب»، فما أبقت دولة إلا ضربت أخماسها في الأسداس، وبحثت عن مخرج وحل، وفي خضم هذا المشهد الفائر، يقرر الرئيس الأمريكي زيارة الشرق الأوسط، والمبتدأ من المملكة العربية السعودية.

وهنا يكمن الإرهاص، وتتجلى المكانة، فليس الاختيار اعتباطاً، وليست الأوّلية بالزيارة من مقتضيات الطريق ومسموح الخرائط في عالم الجغرافيا، ولكنها فاتحة اقتضتها مكانة المملكة، ونيافة قيادتها في سموق وسمو ورفعة الواثق والقادر على إحداث الفارق بندية من يملك، وسطوة من يقدر.

وعى ذلك تمام الوعي الدبلوماسي الأمريكي السابق ألبرتو فرنانديز؛ بوصفه البصير للزيارة بأنها «اعتراف أمريكي صريح بالدور القيادي الجديد للمملكة العربية السعودية في المنطقة والعالم»، وأنها «لم تعد مجرد شريك إقليمي، بل باتت دولة ذات ثقل عالمي في ملفات كبرى تراوح بين الطاقة والأمن، إلى التكنولوجيا والتسويات الدولية».

على أنك واصل إلى لبّ الوعي وخلاصة موقف المملكة مما سبق، وما استبطنته أولوية الزيارة في طوايا قول فرنانديز: «لقد ولى زمن الإملاءات والتدخلات المباشرة، وجاء زمن الاعتماد على شركاء يتمتعون بالقدرة والحكمة في إدارة ملفات إقليمية شائكة».

مكتفياً بهذا في مقام «الإرهاص» ففيه الغنى والإشارة لشواهد كثيرة، تعضد المعاني السياسية والاقتصادية التي تحتّم البدء بالمملكة لأي راغب في زيارة الشرق الأوسط، والمساهمة في حلّ قضاياه..

أما مقام «الفتح» فقد تجلّى في ما شهدته الزيارة من مخرجات اقتصادية سيكون لها أثرها المنظر عاجلاً وآجلاً، وفي مواقف خرجت من الأطر الرسميّة، وتزيّت بسمات ودودة، ومشاعر تراحبت بالثناء والمدح والإعجاب الصادق من الرئيس الأمريكي، في كلمته المشهودة على منصة «المنتدى الاستثماري السعودي – الأمريكي»، فانظر إليه وهو يقول: «إنه لشرف عظيم أن أعود إلى هذه المملكة الجميلة وأن أُستقبل مجدداً بهذا الكرم والود الاستثنائيين»، وليمضي من ثمّ في إدراك ما لمسه من تغيير مذهل في واقع المملكة على إيقاع «الرؤية» المباركة، فما أجلاها من شهادة يقر بها رئيس أقوى دولة في العالم بالقول: «الرياض مدينة تاريخية ومذهلة، ولم تعد موضعاً حكومياً فحسب؛ بل موضع للتكنولوجيا والابتكار والثقافة في العالم، إضافة إلى استضافتها لكأس العالم 2034، ومعرض إكسبو 2030»، وبلغ الغاية من الثناء بقوله: «على مدى السنوات الثماني الماضية، أثبتت المملكة العربية السعودية عكس ما توقعه النقاد، فالتحوّل الذي شهدته المملكة بقيادة الملك سلمان وسمو ولي العهد، وعلى مرأى قادة الأعمال في العالم الذين يقفون أمامنا الآن، كان استثنائياً حقاً، ولا أعتقد أن له نظيراً، فلم أرَ قط تحولاً بهذا الزخم».

أما قوله في حق ولي العهد الأمين، فتلك شهادات ستظل في ذاكرة التاريخ، تتداولها الأجيال، فأي شهادة صدق بعد قوله: «لدينا حلفاء رائعون في العالم، لكن لا يوجد أقوى من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان»، وأما سؤاله العفوي لولي العهد: هل تنام ليلاً؟.. وما تبعه بمدهش التوصيف وصادق العبارة: في ثنايا قوله: «يا له من عمل قمت به، أعتقد أنك تتقلب مثل معظمنا في الليل، تفكر في كيفية تحسين المعيشة في بلدك.. أولئك الذين لا ينامون هم من سيأخذونك إلى الأرض الموعودة. يا له من عمل عظيم قمت به».

لا أشك مطلقاً أن ترمب كان في تلك اللحظة أحوج ما يكون لصوت الحكيم المتنبي ليسعفه في هذا المقام ببيته الواصف لهذه الحالة:

كُلٌّ يُريدُ رِجالَهُ لِحَياتِهِ

يا مَن يُريدُ حَياتَهُ لِرِجالِهِ

كانت اللحظة «فتحاً» من الفتوحات التاريخية المشهودة، وقد تراحبت ثقة الرئيس الأمريكي في ولي العهد وجاءت الاستجابة برفع كافة العقوبات عن الشقيقة سوريا، في لحظة أثمرت مقام «الأيقونة» وقد عقد ولي العهد يديه على صدره شكراً، فما هي إلا لحظات حتى غدت تلك الحركة العفوية أيقونة فرح، ودالة امتنان، سرت في أوصال الشعب السوري الشقيق، فخرج الجميع عاقدي أيديهم على صدورهم فرحة وامتناناً، وإدراكاً لوعي أمير حمل قضايا الأمة على عاتقه، وسهر من أجلها، وعمل ما وسعه الجهد لحلحتها، وترتيب البيت العربي والشرق الأوسط والأمة الإسلامية جمعاء على مراقي السلم والأمن والتقدم والازدهار.. وبهذا يكون شرف القيادة ومعناها، وعلى هذا يذكر التاريخ صنيع الرجال.. وها هي «الأيقونة» تمتد وتتراحب وتصبح حديث العالم أجمع..

في الخاطر الكثير الكثير، يتزاحم على قلمي، ويتقافز في مدادي للتسطير، ولا أجد من الحروف ما يعبّر أصدق تعبير ويرسم الواقع بصدق، وكأني أقف موقف «النفري» قديماً في مقام العجز باسطاً قوله السيّار «كلّما اتسعت الرؤية ضاقت العبارة»، وما عليَّ لو جيّرت هذه العبارة وذهبت بكلمة «الرؤية»، مذهبي في التخصيص لوطني الأعز، وقيادتي الراشدة، وقد بلغت بنا ما بلغت من مشارف النجوم العوالي السوامق.

فلها المحبة كيفما اقتضت الأصول، ولها الولاء كما ينبغي لعظائم الرجال الفحول.

أخبار ذات صلة

 

قدمنا لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى هذا المقال : كاريزما ولي العهد في مرآة زيارة ترمب - تكنو بلس, اليوم الاثنين 19 مايو 2025 12:16 صباحاً

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق