كتب .. مصطفي محمود

قال رئيس حكومة الوحدة المؤقتة، عبد الحميد الدبيبة، إن مشروع ليبيا خالية من الميليشيات والفساد مستمر، في وقت ما يزال فيه وقف إطلاق النار صامدًا بعد الاشتباكات الدامية التي شهدتها العاصمة طرابلس خلال الأيام الماضية.

وأضاف الدبيبة في خطاب تلفزيوني، حسب وكالة رويترز: من يستمر في الفساد أو الابتزاز لن نتركه. هدفنا هو ليبيا خالية من الميليشيات والفساد.

وتشهد طرابلس توترًا شديدًا بعد أن أمر الدبيبة، الثلاثاء الماضي، بتفكيك الجماعات المسلحة، ما أدى إلى اندلاع أعنف اشتباكات بين جماعات مسلحة متنافسة، أسفرت عن مقتل 8 مدنيين على الأقل، وفق الأمم المتحدة. وأعلنت الحكومة وقف إطلاق النار يوم الأربعاء.

جاء التصعيد بعد مقتل قائد بارز في إحدى الجماعات المسلحة، عبد الغني الككلي "غنيوة"، والهزيمة التي منيت بها قوات جهاز دعم الاستقرار التابع للمجلس الرئاسي وحكومة الوحدة، بقيادة الدبيبة، خلال المواجهات.

وكشف بيان لوزارة الداخلية عن العثور على 9 جثث متحللة في ثلاجة مشرحة مستشفى الخضراء في منطقة أبو سليم، حيث لم يبلغ جهاز الأمن الوطني السلطات عنها.

وفي ظل هذه الأحداث، استقبل الدبيبة وفودًا من وجهاء المجتمع لمناقشة أوضاع طرابلس، مؤكدًا أن العملية الأمنية التي جرت في أبو سليم تأتي ضمن رؤية الدولة للقضاء على التشكيلات المسلحة خارج مؤسسات الدولة.

وشهدت العاصمة مظاهرات حاشدة طالبت باستقالة الدبيبة، استقال على إثرها ثلاثة وزراء على الأقل، دون أن يعلق رئيس الحكومة على تلك الاستقالات، مشيرًا إلى أن بعض التظاهرات مدفوعة الأجر، وبدورها، أعربت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا عن قلقها من تصاعد العنف وحثت على حماية المدنيين والمستشفيات.

يذكر أن ليبيا ما تزال تعاني من عدم الاستقرار منذ سقوط نظام معمر القذافي في 2011، وسط انقسام بين الشرق والغرب، رغم اتفاق وقف إطلاق النار في 2020، في حين تستمر المؤسسة الوطنية للنفط في تأمين عمليات الإنتاج والتصدير بشكل طبيعي.