كتب – محمود طلبة

أثارت تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترمب بشأن تدخله لإنهاء التوتر العسكري بين الهند وباكستان موجة استياء داخل الأوساط السياسية في نيودلهي بعدما تحدث بفخر عن دوره في ما وصفه بمنع اندلاع حرب بين البلدين.

وبدأت القصة بعد إعلان ترمب عن وقف إطلاق النار بين الجارتين النوويتين، في أعقاب تصعيد عنيف شهدته الحدود في كشمير، ورغم أن ترمب وصف تدخله بأنه نجاح دبلوماسي كبير، إلا أن الحكومة الهندية سارعت إلى نفي أي دور خارجي في تلك الهدنة، مؤكدة أن أي تفاهمات مع باكستان ستظل دائما محصورة في إطار ثنائي فقط.

غضب رئيس الوزراء الهندي

ووفق محللين فإن ترمب سعى من خلال هذا الإعلان إلى تسليط الضوء على دوره السياسي العالمي ما أثار امتعاض رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي الذي لم يشر مطلقا في خطابه إلى أي وساطة أميركية.

وأكدت وزارة الخارجية الهندية لاحقا أن مسألة التجارة لم تطرح خلال المحادثات مع الجانب الأميركي في محاولة لإبعاد الملف التجاري عن مسار الأزمة الأمنية.

واندلع النزاع الأخير عقب غارات جوية شنتها الهند على معسكرات قالت إنها تابعة لجماعات إرهابية داخل الأراضي الباكستانية، ردا على هجوم دموي في كشمير أسفر عن مقتل 26 شخصاً.

وتبادل الطرفان الهجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة والمدفعية، ما تسبب بمقتل نحو 70 شخصاً، معظمهم مدنيون، وفرار آلاف السكان من مناطق التماس.

وقال ترامب مع شبكة فوكس نيوز إن وساطته أنقذت البلدين من كارثة مضيفاً: لقد فعلت ما لن ينسب لي الفضل فيه على الأرجح.

ورحبت إسلام آباد علنا بجهود ترمب معتبرة أنها أتاحت لها الخروج من دائرة التصعيد، واصلت نيودلهي موقفها المتحفظ مدفوعة بحساسيتها تجاه أي محاولات للربط بينها وبين باكستان على الساحة الدولية.