أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، أن القضية الفلسطينية تمر بمرحلة هي الأخطر في تاريخها، مشددًا على أن ما يتعرض له الفلسطينيون، خاصة في قطاع غزة، لم يعد مجرد صراع، بل إبادة ممنهجة تهدف إلى طمس الهوية الوطنية واقتلاع السكان من أرضهم.

لا سلام في الشرق الأوسط دون دولة فلسطينية

جاء ذلك في كلمته أمام القمة الرابعة والثلاثين لجامعة الدول العربية، المنعقدة في العاصمة العراقية بغداد، حيث سلط الرئيس عبد الفتاح السيسي، الضوء على حجم المأساة الإنسانية التي يعيشها الشعب الفلسطيني، موضحًا أن العدوان الإسرائيلي لم يترك في القطاع سوى الدمار، حيث طالت الهجمات البنية التحتية والمنازل والمستشفيات، حتى باتت الحياة في غزة شبه مستحيلة.

مصر ترفض تهجير سكان قطاع غزة

وقال الرئيس إن القطاع يشهد محاولة واضحة لفرض التهجير القسري، تحت وطأة القصف والتجويع والحرمان من أبسط مقومات الحياة، مشيرًا إلى أن أكثر من مليوني فلسطيني نزحوا داخل القطاع، في مشهد يخالف كل القوانين الدولية ويصدم الضمير الإنساني.

ولم يغفل السيسي الأوضاع في الضفة الغربية، حيث أكد أن السياسات القمعية لا تزال تمارس هناك من قتل واعتقال وهدم، إلا أن الشعب الفلسطيني، رغم كل ذلك، لا يزال متمسكًا بأرضه، ويواصل نضاله المشروع دون أن ينكسر.

وأشار الرئيس إلى أن مصر ومنذ أكتوبر 2023، لم تدخر جهدًا لوقف نزيف الدم، حيث كثفت اتصالاتها ومبادراتها السياسية، من أجل التوصل إلى وقف إطلاق نار شامل، وفتح ممرات آمنة لدخول المساعدات الإنسانية. 

وأكد أن مصر كانت من أوائل الدول التي طالبت القوى الدولية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، باتخاذ موقف حازم لوقف الكارثة.

وأشاد السيسي بالجهود التي قادها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي أسفرت في يناير 2025 عن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، لكنه سرعان ما انهار أمام موجة جديدة من التصعيد العسكري الإسرائيلي.

وأشار إلى أن مصر، بالتعاون مع قطر والولايات المتحدة، واصلت جهودها من أجل التهدئة، وتمكنت من تحقيق اختراق مهم بإطلاق سراح الرهينة الأمريكي الإسرائيلي عيدان ألكسندر، في خطوة قال إنها تمهد لإجراءات أوسع.

إعادة الإعمار لا يمكن أن تتم بمعزل عن حل سياسي عادل

وأوضح الرئيس أن مصر دعت إلى قمة عربية طارئة في القاهرة يوم 4 مارس 2025، خرجت بموقف موحد برفض تهجير الفلسطينيين، وتبنت خطة طموحة لإعادة إعمار غزة دون المساس بأهله، وهي الخطة التي حظيت بدعم عربي وإسلامي ودولي واسع.

وكشف السيسي عن نية مصر تنظيم مؤتمر دولي لإعادة إعمار غزة فور توقف العدوان، مؤكدًا أن إعادة الإعمار لا يمكن أن تتم بمعزل عن حل سياسي عادل يضمن الحقوق الفلسطينية.

وفي رسالة واضحة للمجتمع الدولي، قال السيسي إن العالم العربي موحد في موقفه: لا سلام دون دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية. 

وأكد أن اتفاقيات التطبيع، مهما اتسعت، لن تحقق الأمن والاستقرار في المنطقة ما لم يتم التوصل إلى تسوية شاملة وعادلة.

وختم الرئيس كلمته بمناشدة للرئيس ترامب، دعا فيها إلى تفعيل دور الولايات المتحدة كوسيط سلام، تمامًا كما فعلت في اتفاقية السلام التاريخية بين مصر وإسرائيل، وذلك بإطلاق عملية سياسية جدية تفضي إلى سلام دائم ينهي معاناة الفلسطينيين ويحقق الاستقرار للمنطقة بأسرها.