أفاد تقرير لموقع أن بي سي نيوز، أن إدارة ترامب تعمل على خطة لنقل مليون فلسطيني من غزة إلى ليبيا.

وفقا لتقرير أن بي سي نيوز، والذي أكدته رويترز، ينص هذا الاقتراح، الذي حظي باهتمام كبير، على تسهيل الولايات المتحدة إعادة توطين جزء كبير من سكان غزة مقابل رفع العقوبات الأمريكية عن ليبيا والإفراج عن مليارات الدولارات من الأموال المجمدة.

تهدف هذه المبادرة، التي تندرج ضمن رؤية الرئيس دونالد ترامب الأوسع لمستقبل غزة، إلى إعادة توطين الفلسطينيين بشكل دائم في أماكن أخرى، على الأرجح في ليبيا. وتُؤخذ خطةً لنقل مليون فلسطيني على محمل الجد لدرجة أنها نوقشت بالفعل مع القيادة الليبية، على الرغم من عدم التوصل إلى اتفاق نهائي، وفقًا لمصادر مطلعة على المناقشات.

خطةً لنقل مليون فلسطيني تواجه تحديات مالية

يُمثل نقل هذا العدد الكبير من الفلسطينيين من غزة إلى ليبيا تحديات لوجستية كبيرة. وتشير التقارير إلى أن الإدارة تدرس خيارات نقل مختلفة، بما في ذلك الطرق الجوية والبرية والبحرية، لنقل ما يصل إلى مليون فلسطيني.

مع ذلك، فإن حجم العملية، إلى جانب حالة عدم الاستقرار المستمرة في ليبيا وعدد سكانها الحالي البالغ حوالي 7.36 مليون نسمة، من شأنه أن يُثقل كاهل البلاد.

ستواجه ليبيا، التي تُعاني من انقسام سياسي وصراع أهلي مُطوّل، صعوباتٍ كبيرة في استيعاب هذا التدفق الكبير من اللاجئين. وحتى مع وجود حوافز، مثل السكن المجاني والمساعدات المالية، لا يزال من غير الواضح عدد الفلسطينيين الذين سيوافقون طواعيةً على النقل.

خطةً لنقل مليون فلسطيني: ردود الفعل

في حين تعتقد إدارة ترامب أن نقل الفلسطينيين من غزة ضروري لاستقرار المنطقة، إلا أن الاقتراح أثار انتقاداتٍ كبيرة. فقد رفضت القيادة الفلسطينية، بما في ذلك حماس، أي جهودٍ لنقل شعبها، مُشددةً على حق الفلسطينيين في تقرير مستقبلهم داخل وطنهم.

علاوةً على ذلك، أثارت الفكرة ردود فعلٍ عنيفة بين المُشرّعين الأمريكيين والحلفاء العرب. ويُجادل المُنتقدون بأن مثل هذه الخطوة ستُشكّل إشكاليةً سياسيةً وأخلاقيةً، حيث يُشير الكثيرون إلى أن الحل يكمن في إعادة بناء غزة بدلاً من تهجير سكانها نهائيًا.

كما أدى الاقتراح إلى توتر العلاقات بين إدارة ترامب والقيادة الإسرائيلية، مع استمرار إسرائيل في عملياتها العسكرية في غزة.

أقرا أيضا.. ميتا تواجه وباء الاحتيال مع اجتياح الشبكات الإجرامية إنستجرام وفيسبوك

خطةً لنقل مليون فلسطيني: رؤية ترامب الأوسع لغزة

تُشكل هذه الخطة جزءًا من رؤية ترامب لمستقبل غزة، التي وصفها بأنها منطقة مزدهرة ونامية. يتصور ترامب غزة كـ”ريفييرا الشرق الأوسط”، ومركز رئيسي للتنمية والنشاط الاقتصادي. ومع ذلك، لكي تُصبح هذه الرؤية حقيقة واقعة، يُجادل ترامب بضرورة إعادة توطين الفلسطينيين في أماكن أخرى.

بالإضافة إلى ليبيا، أفادت التقارير أن إدارة ترامب تدرس مواقع أخرى، بما في ذلك سوريا، لإعادة توطين الفلسطينيين. ومع ذلك، مع استمرار سوريا في مرحلة انتقالية لما بعد الأسد واستمرار عدم الاستقرار، فإن هذا الخيار يطرح تحدياته الخاصة.

التداعيات السياسية والإنسانية

تثير خطةً لنقل مليون فلسطيني من السكان تساؤلات معقدة حول السيادة وحقوق اللاجئين والاستقرار طويل الأمد في الشرق الأوسط. في حين صاغت إدارة ترامب عملية النقل كحلٍّ للأزمة الإنسانية في غزة، يُجادل المنتقدون بأنها تفشل في معالجة القضايا الجوهرية المتعلقة بتقرير المصير وحقوق الفلسطينيين.

إذا نُفِّذت خطةً لنقل مليون فلسطيني إلى ليبيا، فلن تُعيد تشكيل التركيبة السكانية للمنطقة فحسب، بل ستكون لها أيضًا تداعيات سياسية كبيرة على العلاقات بين الولايات المتحدة والشرق الأوسط. ومع مضي الإدارة قدمًا في هذه المناقشات، سيراقب المجتمع الدولي عن كثب لتقييم الآثار الأوسع لمثل هذا الاقتراح الجريء والمثير للجدل.

نسخ الرابط تم نسخ الرابط