نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الصمت.. عملة نادرة تُعيد شحن العقل وتُحسن الصحة النفسية - تكنو بلس, اليوم الجمعة 16 مايو 2025 10:06 مساءً
كتبت – هاجر هشام
في عالم يتسارع فيه إيقاع الحياة وتتدفق المحادثات عبر الأصوات والشاشات، يبرز الصمت كملاذ نادر يحمل فوائد عميقة للعقل والنفس، ولم يعد اختيار التوقف عن الكلام مجرد نزوة فلسفية، بل أصبح محور دراسات علمية تكشف كيف يمكن لفترات الصمت، ولو قصيرة، أن تُعيد التوازن للجهاز العصبي، تُعزز التركيز، وتُقلل التوتر، مما يجعلها ممارسة ضرورية في حياتنا المعاصرة.
هل الصمت يُنشط الدماغ؟
تشير أبحاث علم النفس والأعصاب إلى أن الامتناع عن الحديث يتجاوز كونه استراحة من الضجيج، إذ يخلق حالة ذهنية تُعرف بـ"الهدوء العصبي"، وخلال هذه الفترات، يتم تنشيط مناطق الدماغ المسؤولة عن التفكير العميق، وتنظيم المشاعر، وكذلك تخزين الذكريات طويلة الأمد.
وفي السياق ذاته، هناك دراسة تم نشرها عام 2019 في مجلة "فورنتيرز إن سيكولوجي" أظهرت أن تخصيص وقت يومي للصمت تقلل بشكل ملحوظ من مستويات الكورتيزول، وهرمون التوتر، مما أدى إلى شعور المشاركين بصفاء ذهني، مع تحسن في الحالة المزاجية، وزيادة في القدرة على التركيز.
لماذا يُعد الصمت علاجًا للصحة النفسية في عصر الضجيج؟
لم تقتصر الأدلة على الدراسات الغربية فقط، فقد أثبتت ممارسات تأملية قديمة مثل "فيباسانا"، التي تتضمن الامتناع عن الكلام لأيام، فعاليتها في تقليل القلق وتحسين جودة النوم، حيث أظهرت أبحاث حديثة أن المشاركين في هذه التأملات الصامتة شهدوا تحسنًا في التحكم بالانفعالات وزيادة في الوعي الذاتي، مما يعكس قدرة الصمت على إعادة التواصل مع الذات بعمق.
وفي دراسة أجرتها جامعة هارفارد، تبين أن تخصيص فترات صمت يومية يمكن أن يحفز نمو خلايا عصبية جديدة في منطقة الحُصين، المرتبطة بالذاكرة والتعلم وتنظيم المشاعر، وتشير هذه النتيجة إلى أن الصمت لا يهدئ العقل فحسب، بل يساهم في تجديد الدماغ بيولوجيًا، وفي ألمانيا، أظهرت تجربة شملت أشخاصًا مارسوا الصمت في بيئات طبيعية هادئة انخفاضًا كبيرًا في التوتر وزيادة في الرضا النفسي، مع شعور متجدد بالانسجام الداخلي.
وتتفق الدراسات على أن الصمت ليس مجرد غياب للكلام، بل هو حالة وعي تتيح استكشاف الذات بعيدًا عن ضجيج الحياة، حيث يُمكن للصمت أن يُعيد ترتيب الأفكار، يُقلل من التشوش الذهني، ويُعزز القدرة على اتخاذ قرارات أكثر وضوحًا، والأهم أن هذه الفوائد لا تتطلب عزلة طويلة؛ فبضع دقائق يومية من الصمت الواعي كافية لتحسين الحالة النفسية وتخفيف ضغوط الحياة اليومية.
فوائد التأمل الصامت على النفس
في عالم لا يتوقف عن الحديث، يُقدم الصمت فرصة ثمينة للعودة إلى الذات واستعادة التوازن، وسواء من خلال تأمل صامت، أو لحظات هادئة في الطبيعة، أو حتى تخصيص وقت بعيدًا عن الشاشات، يُظهر العلم أن الصمت ليس رفاهية، بل ضرورة للصحة العقلية والنفسية، ومع تزايد الاهتمام بهذا المجال، يبدو أن الصمت قد يصبح العلاج الحديث لعصر الضجيج، مما يدعو الجميع لتجربته واكتشاف قوته التحويلية.
قدمنا لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى هذا المقال : الصمت.. عملة نادرة تُعيد شحن العقل وتُحسن الصحة النفسية - تكنو بلس, اليوم الجمعة 16 مايو 2025 10:06 مساءً
0 تعليق