في مشهدٍ يعكس قسوة الطبيعة وتقلباتها، تسود أجواء لاهبة معظم أنحاء البلاد، وكأن الشمس أزاحت كل حواجزها، لترسل لهيبها مباشرة إلى الأرض، وبينما يرزح المواطنون تحت وطأة حرارة غير معتادة، تتجه الأنظار إلى هيئة الأرصاد الجوية، بحثًا عن بارقة أمل أو خبرٍ يُطمئن القلوب بأن هذا اللهيب لن يدوم.

ذروة الحرارة السبت.. وتراجع منتظر الأحد

طبقاً لـ تحيا مصر ، بحسب ما أعلنته الهيئة العامة للأرصاد الجوية، فإن البلاد تمر حاليًا بذروة الموجة الحارة، والتي يُتوقع أن تبلغ أوجها يوم السبت، بدرجات حرارة تتراوح بين 37 و40 درجة مئوية في القاهرة والوجه البحري، بينما تتخطى حاجز الـ45 درجة في جنوب البلاد، لتصل إلى 48 درجة في بعض المناطق، وسط تحذيرات من التعرض المباشر لأشعة الشمس خلال ساعات الذروة.

لكن، وفي خضم هذا السُعار الحراري، يلوح فجرٌ جديد يحمل أنباء أكثر لطفًا، إذ تتوقع الهيئة أن تبدأ درجات الحرارة في التراجع بدءًا من يوم الأحد، بانخفاض يتراوح بين 5 إلى 7 درجات، لتعود الأجواء تدريجيًا إلى الاعتدال، ويستشعر المواطنون بعض الراحة بعد أيام من الإنهاك الحراري.

رياح ترابية قد تُخفف.. ولكن بحذر

ولم تكن درجات الحرارة هي الوحيدة التي شغلت توقعات الأرصاد، بل كان لنشاط الرياح دور بارز في المشهد المناخي، حيث يُتوقع أن تنشط الرياح يومي الجمعة والسبت، خاصة في مناطق الصحراء الغربية والسواحل الشمالية الغربية وجنوب الصعيد، ما قد يؤدي إلى إثارة الرمال والأتربة، ويُسبب انخفاضًا في مدى الرؤية الأفقية، لا سيما على الطرق السريعة والصحراوية.

وعلى الرغم من كون هذا النشاط قد يحمل قليلًا من التلطيف في الأجواء، خاصة على السواحل، إلا أن تأثيره المزعج يفرض الحذر، خصوصًا على مرضى الحساسية والربو، والسائقين.

المسببات الجوية خلف الموجة الحارة

من جانبها، أوضحت منار غانم، عضو المركز الإعلامي بهيئة الأرصاد، أن الموجة الحالية ترجع إلى كتلة هوائية ساخنة قادمة من المناطق الصحراوية، بالتزامن مع امتداد مرتفع جوي في طبقات الجو العليا، ساهم في تعزيز سطوع الشمس وارتفاع درجات الحرارة بشكل واضح، وهو ما يُفسر أيضًا الإحساس الكبير بالحرارة، خصوصًا في ساعات الظهيرة.

درجات الحرارة المتوقعة.. تراجع تدريجي

توصيات هامة من الأرصاد

في ظل هذه الظروف، وجهت الهيئة نصائح عاجلة للمواطنين لتفادي أضرار الموجة الحارة، أبرزها تجنب التعرض المباشر للشمس خاصة وقت الظهيرة، ارتداء الملابس القطنية الفاتحة، الإكثار من شرب المياه والسوائل، وتفادي الخروج إلا للضرورة، خاصة في المناطق التي تشهد نشاطًا للرياح المحملة بالأتربة.

وتبقى الأيام القليلة المقبلة حاسمة في عبور هذه المرحلة المناخية المتطرفة، بانتظار نسائم أكثر رحمة، تعيد للأجواء اعتدالها، وللناس أنفاسهم.