فرضت الولايات المتحدة الأمريكية، أمس الخميس عقوبات جديدة استهدفت أربعة أشخاص على صلة بجماعة “حزب الله” اللبنانية، من بينهم اثنان من كبار مسؤولي الجماعة، بالإضافة إلى اثنين من الماليين المقيمين في لبنان وإيران.

وتثير هذه الخطوة تساؤلات حول مدى تأثيرها الفعلي على قدرات “حزب الله” المالية، ونفوذه الإقليمي المتصاعد في ظل استمرار التوتر بين واشنطن وطهران.

العقوبات تستهدف شبكة تمويل معقدة لحزب الله

قالت وزارة الخزانة الأمريكية في بيان إن المستهدفين لعبوا أدواراً حاسمة في إيصال الأموال إلى “حزب الله” عبر شبكة من المانحين الخارجيين، وهو ما يُعد انتهاكاً للعقوبات المفروضة على الجماعة المصنفة “إرهابية” في الولايات المتحدة.

وأوضحت الوزارة أن التبرعات الخارجية تمثل شرياناً مالياً أساسياً للجماعة، ما يجعل تجفيف هذه المصادر أولوية أمريكية في سياق مواجهة نفوذ إيران في الشرق الأوسط.

واشنطن تصعّد ضغوطها على حزب الله

بحسب وسائل إعلام، قال نائب وزير الخزانة الأمريكي، مايكل فولكندر، أن العقوبات الجديدة “تسلّط الضوء على الانتشار العالمي لحزب الله، ودوره كذراع مالية وأمنية لإيران”، مؤكداً أن واشنطن “ستواصل استهداف المسؤولين والشبكات المالية التي تغذي أنشطة الجماعة”.

وأضاف أن هذه الإجراءات تأتي في إطار جهود أمريكا لمكافحة الإرهاب والحد من نفوذ إيران الإقليمي، عبر محاصرة وكلائها وأذرعها العسكرية والاقتصادية، وعلى رأسهم “حزب الله”.

هل تؤثر العقوبات على مسار الاتفاق النووي؟

العقوبات جاءت في وقت حساس سياسياً، إذ أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في اليوم نفسه، أن بلاده تقترب جداً من التوصل إلى اتفاق نووي مع إيران، وأن طهران أبدت مرونة تجاه بعض الشروط الأمريكية.

ويرى مراقبون أن توقيت فرض هذه العقوبات يحمل رسائل متعددة: أولها أن واشنطن لا تفصل بين الاتفاق النووي والدور الإقليمي لإيران، وثانيها أنها عازمة على الحد من نفوذ “حزب الله” حتى في حال حصول تفاهم مع طهران بشأن البرنامج النووي.

ما التأثير المحتمل للعقوبات على حزب الله

على الرغم من أن “حزب الله” يمتلك خبرة طويلة في الالتفاف على العقوبات، عبر شبكات تهريب ونشاطات تجارية مموّهة في لبنان وسوريا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية، إلا أن استهداف ممولين مباشرين داخل إيران ولبنان قد يحدّ من قدرة الجماعة على استلام التحويلات المالية بسهولة.

ويقول مراقبون، إن فعالية هذه الإجراءات تتوقف على مدى التزام الدول الأخرى بتطبيقها، لا سيما لبنان، الذي يتعرض لضغوط سياسية واقتصادية داخلية تمنعه في كثير من الأحيان من التصدي للنفوذ المالي للجماعة.

عقوبات سابقة تعزز الحصار المالي على الحزب

تأتي هذه العقوبات بعد سلسلة من الإجراءات المماثلة، من بينها حزمة في مارس الماضي، استهدفت خمسة أفراد وثلاثة كيانات تابعة للفريق المالي لحزب الله.

وأكدت وزارة الخارجية الأمريكية آنذاك أن هذا الفريق يدير مشروعات تجارية وشبكات تهريب نفط توفر إيرادات كبيرة للجماعة.

كما شملت العقوبات آنذاك مقربين من مسؤولين كبار في الحزب، في محاولة لمحاصرة الدوائر المالية المرتبطة بقيادته.

اقرأ أيضا: مجلس الأمن يتدخل بعد أحداث طرابلس.. هل تدفع ليبيا ضريبة صراع الدبيبة والمنفي؟

نسخ الرابط تم نسخ الرابط