في خطوة استراتيجية تعزز مكانة الإمارات العربية المتحدة كمركز عالمي للذكاء الاصطناعي، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية عن افتتاح المجمع الإماراتي الأمريكي للذكاء الاصطناعي في أبوظبي.

بقدرة حوسبة تصل إلى 5 جيجا واط. جاء ذلك خلال حفل رسمي أقيم في قصر الوطن، بحضور رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

مجمع ذكاء اصطناعي ضخم في قلب أبوظبي

يُعد هذا المجمع الأكبر من نوعه خارج الولايات المتحدة، حيث يمتد على مساحة 10 أميال مربعة في إمارة أبوظبي.

يهدف إلى توفير منصة حوسبة عالية الأداء لشركات التكنولوجيا الأمريكية الكبرى، مما يمكنها من تقديم خدمات منخفضة التأخير لما يقرب من نصف سكان العالم الذين يعيشون ضمن نطاق 3,200 كيلومتر من دولة الإمارات.

المجمع الإماراتي الأمريكي يمثل شراكة استراتيجية بين واشنطن وأبوظبي

يأتي هذا المشروع ضمن إطار الشراكة الجديدة بين حكومتي الإمارات والولايات المتحدة، تحت اسم “شراكة تسريع الذكاء الاصطناعي بين الإمارات والولايات المتحدة”، لتعزيز التعاون في مجالات الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة.

وقد تم توقيع اتفاقية إطار تكنولوجي بين البلدين، تتضمن استيراد الإمارات لـ500,000 من أحدث شرائح الذكاء الاصطناعي من شركة Nvidia سنويًا، بدءًا من عام 2025.

المجمع الإماراتي الأمريكي يؤكد الالتزام بالاستدامة والابتكار

سيعتمد المجمع على مصادر طاقة متنوعة تشمل الطاقة النووية والشمسية والغازية، بهدف تقليل الانبعاثات الكربونية.

كما سيضم حديقة علمية مخصصة لتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي، مما يعكس التزام الإمارات بالاستدامة والابتكار في هذا المجال الحيوي.

تعزيز الأمن السيبراني وحماية التقنيات المتقدمة

أكدت الإمارات التزامها بحماية تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة من خلال تنفيذ تدابير صارمة لمنع إساءة استخدامها وضمان التحكم في الوصول إليها.

وسيعمل البلدان معًا على تعزيز بروتوكولات “اعرف عميلك” (KYC) لتنظيم الوصول إلى موارد الحوسبة المخصصة حصريًا للشركات الأمريكية الكبرى ومزودي الخدمات السحابية المعتمدين.

تصريحات رسمية تعكس أهمية الشراكة

قال الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، رئيس مجلس الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة، بالإمارات: “الاتفاقية الموقعة اليوم تعكس التعاون المتواصل بين بلدينا في مجال الذكاء الاصطناعي. وهي تعبير عن التزام الإمارات بريادة الابتكار وتعزيز التعاون العالمي في هذا المجال، ما يعزز مكانة الدولة كمركز رائد للأبحاث والتطوير المستدام لخدمة البشرية.”

من جانبه، قال وزير التجارة الأمريكي هوارد دبليو. لوتنيك إن “الاتفاقية اليوم تدشن شراكة تاريخية في الشرق الأوسط بين بلدينا في مجال الذكاء الاصطناعي، وتعزز الاستثمارات الكبرى في مجال أشباه الموصلات ومراكز البيانات في كل من الولايات المتحدة والإمارات. كما تتضمن الاتفاقية ضمانات أمنية قوية لمنع تسريب التكنولوجيا الأمريكية.”

الإمارات: ريادة في مجال الذكاء الاصطناعي

تُعد الإمارات من الدول الرائدة في تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي، حيث كانت أول دولة تعيّن وزيرًا للذكاء الاصطناعي على المستوى الاتحادي عام 2017، وأسست “جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي” في عام 2019.

كما أطلقت استراتيجية وطنية للذكاء الاصطناعي تهدف إلى أن تصبح مركزًا عالميًا في هذا المجال بحلول عام 2031.

استثمارات استراتيجية مع شركات التكنولوجيا الأمريكية

في أبريل 2024، أعلنت شركة G42 الإماراتية عن استثمار استراتيجي بقيمة 1.5 مليار دولار من مايكروسوفت، بهدف تعزيز التعاون في مجال الذكاء الاصطناعي وتطوير المهارات.

كما وقّعت G42 شراكة مع شركة كوالكوم لتقديم حلول الذكاء الاصطناعي السحابي عالية الأداء ومنخفضة الطاقة.

اقرأ ايضًا: الإمارات تكرّم ترامب وتعلن استثمار 1.4 تريليون دولار في أمريكا

الإمارات كمركز عالمي للذكاء الاصطناعي

بفضل هذه المبادرات والشراكات، ترسخ الإمارات مكانتها كمركز عالمي للذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الفائقة.

وقد أصبحت وجهة مفضلة لقادة الذكاء الاصطناعي في العالم، من خلال الزيارات المختلفة لبعض أقوى الرؤساء التنفيذيين في وادي السيليكون، مثل ساتيا ناديلا من مايكروسوفت وجنسن هوانغ من إنفيديا.

يعكس افتتاح المجمع الإماراتي-الأمريكي للذكاء الاصطناعي في أبوظبي التزام البلدين بتعزيز التعاون في مجال التقنيات المتقدمة، ويؤكد دور الإمارات المتنامي كمركز عالمي للابتكار والذكاء الاصطناعي.

ومن المتوقع أن يسهم هذا المشروع في تعزيز الاقتصاد الرقمي وتوفير فرص عمل جديدة، بالإضافة إلى دعم الابتكار في مختلف القطاعات الحيوية.

نسخ الرابط تم نسخ الرابط