مَرْتا مَرْتا إنك تهتمين بأمور كثيرة… والمطلوب واحد! - تكنو بلس

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مَرْتا مَرْتا إنك تهتمين بأمور كثيرة… والمطلوب واحد! - تكنو بلس, اليوم الجمعة 16 مايو 2025 03:07 صباحاً

هذا القول ذائع الصيت في لبنان، وهو للسيد المسيح نستقيه من إنجيل القديس لوقا. وسبب العودة إليه، حال الدولة اللبنانية التي يعتبر قسم كبير من الرأي العام الذي احتفى بانتخاب الرئيس جوزف عون واختيار الرئيس نواف سلام رئيساً للحكومة، بأنها تهتم بأمور كثيرة، ولكنها لا تعرف أو تتجاهل أن المطلوب واحد: ألا وهو ما أشار إليه الرئيس دونالد ترامب في الرياض: التحرر من قبضة "حزب الله".

السؤال الذي يطرحه الرأي العام اللبناني لماذا لم يدع الرئيس جوزف عون إما منفرداً أو مع الرئيس نواف سلام إلى الرياض للمشاركة في اجتماع مع الرئيس ترامب؟ بعض المطلعين يؤكدون أن الملف اللبناني كان حاضراً في فعاليات زيارة الرئيس ترامب إلى المملكة العربية السعودية. والدليل أن كلاً من الرئيس ترامب وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان تناولا موضوع لبنان خلال مداخلاتهما. لكن الدعوة إلى الرياض كان يمكن أن تحصل لو توافر المبرر لها، كأن تكون مناسبة لإعلان كبير يصدر عن هذه المشاركة أو القمة تماماً كالبعد الكبير الذي شكل أساس زيارة الرئيس السوري أحمد الشرع وانعقاد قمة رباعية موضوعها سوريا ضمته إلى الرئيس ترامب، والأمير محمد بن سلمان، والرئيس رجب طيب إردوغان، وشكلت حدثاً بارزاً ما كان يقل بأهميته عن الفعاليات الأخرى خلال وجود ترامب في الرياض.

 

حضور القيادة اللبنانية متمثلة برئيسي الدولة والسلطة التنفيذية، كان بحاجة إلى ما يبرره لناحية نجاح الحكم اللبناني في تحقيق إنجاز يمكن وضعه على طاولة المجتمع الدولي بشقيه العربي (السعودية) والأجنبي (الولايات المتحدة). هذا ما لم يحصل على الرغم من مرور عدة أشهر على انتخاب الرئيس عون وتكليف الرئيس سلام وتشكيله حكومة العهد الأولى. بمعنى أوضح لم يلمس أصدقاء لبنان وفي الطليعة الأميركيون والعرب أن الحكم الجديد حقق قفزة نوعية في أي مضمار حتى الآن. هم لم يتوقفوا كثيراً عند الضجيج الذي يصدر عن الحكومة بشأن إصلاحات تصدر على شكل قوانين في مجلس النواب. كانوا ينتظرون إنجازا أكثر أهمية يعكس التحول الكبير الذي أصاب المنطقة برمتها. ولمن لم يفهم الرسالة، كلام ترامب عن ضرورة التحرر من قبضة "حزب الله" يراد منه تذكير القيادة اللبنانية أن المطلوب واحد، ألا وهو معالجة الحكم اللبناني، بكل قواه السياسية، إشكالية "حزب الله" الذي يصنّفه الأميركيون كما الخليجيون منظمة "إرهابية".

إذاً لكي يندرج لبنان الجديد في المسار الإقليمي الجديد، مطلوب منه حسم موضوع سلاح الحزب المذكور، أقله البدء بخطوات حاسمة وجدية والإقلاع عن استخدام ورقة الوقت. فالفكرة أن الوقت يمر بسرعة، والنافذة المفتوحة اليوم أمام الرؤساء والحكومة إن لم يتم استغلالها بسرعة وبجدية وبطريقة مغايرة للأسلوب اللبناني الممجوج، فإنها ستغلق وسيبقى لبنان واقفاً على رصيف المحطة يشاهد ابتعاد قطار المنطقة عنه.

ما من طرف عربي أو دولي مستعد لسماع "خزعبلات" لبنانية محلية، ولا لتقبل مناورات واستعراضات إصلاحية واعتبارها كافية لكي يتم قبول لبنان في صف "محور النجاح". وما من دولة عربية وازنة تعامل في علاقاتها الدولية بتريليونات الدولارات مستعدة للتوقف عند "كبسة" رئاسية لمصلحة تسجيل السيارات، أو عند احتفال بإنارة جزء من كورنيش الروشة الذي بالكاد يعادل بطوله وعرضه طريقاً فرعية في حي فرعي في دبي أو الرياض. وما من دولة عربية ومعه الولايات المتحدة مستعدة أن تصنف مشروع قانون إعادة هيكلة المصارف بديلاً عن نزع سلاح الحزب المذكور، وإغلاق جمعية "القرض الحسن" وكل المؤسسات والشركات المالية المتورطة بتبييض أموال مصدرها شخصيات مرتبطة بالنظام السوري السابق، أو جهات ممولة لـ"حزب الله". ومن هنا وفيما يتعلق بدقة الموضوع ثمة في الحكم اللبناني من لا يدرك، وثمة من يدرك لكنه يحرف النظر عن التحدي الأساس الذي يشكل الاختبار الأهم الذي سوف يتم الحكم عبره على السلطة اللبنانية الجديدة.

ما نقوله يعكس مناخاً عربياً ينتظر أكثر من الأقوال. إنه ينتظر أفعالاً. أكثر من ذلك في واشنطن ينتظرون أفعالاً ويديرون ظهرهم للأقوال، لأنهم يلمسون أن في لبنان هناك "حزب الله" الخطر. لكن الأخطر منه شركاؤه المندسون في مفاصل السلطة.

نعود إلى كلام الرئيس ترامب: إن الفرصة لا تأتي إلا مرة واحدة في الحياة. فهل تنتهزها "مَرْتا"؟

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق