قفزة نوعية في مشاريع التحلية... مياه عذبة وأملاح ومعادن - تكنو بلس

nni 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
قفزة نوعية في مشاريع التحلية... مياه عذبة وأملاح ومعادن - تكنو بلس, اليوم الخميس 15 مايو 2025 10:20 مساءً

كتب ناصر المحيسن - الكويت في الخميس 15 مايو 2025 10:10 مساءً - أعلن مدير برنامج تقنيات تحلية المياه في معهد الكويت للأبحاث العلمية الدكتور منصور أحمد عن تطوير تقنيات مبتكرة لأنظمة تحلية المياه الصفرية، أو ما يُعرف بـ«صفر الرجيع الملحي»، كحل متكامل يجمع بين الاستدامة البيئية والعائد الاقتصادي، مؤكداً إطلاق هذا المشروع الإستراتيجي لتطوير تقنية أنظمة تحلية المياه، وفتح آفاق جديدة لمستقبل الأمن المائي في الكويت.

وشدّد أحمد، في حوار مع «الراي»، على أهمية تعزيز الشراكات بين القطاعين الحكومي والخاص، وتشجيع المستثمرين العالميين على توجيه استثماراتهم نحو هذا القطاع الحيوي في دولة الكويت، والذي سيُشكل قفزة كبيرة تتماشى وأهداف رؤية الكويت 2035، ودعم مسار التنمية المستدامة.

وزيرة الشؤون تُكرّم غادة الطاهر

وقال إن هذه الرؤية تسهم بشكل مباشر في الحفاظ على البيئة البحرية، وخفض البصمة الكربونية، وزيادة إنتاجية المياه العذبة إلى أقصى حد ممكن، إلى جانب تحويل النفايات السائلة إلى معادن وأملاح صلبة قابلة للتدوير وإعادة الاستخدام، ما يؤدي إلى تقليل الكلفة التشغيلية على المدى الطويل.

وأوضح أحمد أن لهذه الرؤية بُعدًا وطنيًا بالغ الأهمية، يتمثل في توطين التكنولوجيا، وتعزيز كفاءة الكوادر الوطنية من خلال برامج التدريب والتأهيل، إضافة إلى توفير فرص عمل نوعية تسهم في دعم الاقتصاد الوطني وتعزيز الاستدامة البشرية والمعرفية في هذا القطاع الحيوي... وفي ما يلي تفاصيل الحوار:

• ما المقصود بمفهوم «صفر الرجيع الملحي»؟

- صفر الرجيع الملحي هو عبارة عن منظومة مترابطة لمجموعة محددة من التقنيات المتقدمة تهدف إلى معالجة وتحلية المياه المالحة لإنتاج مياه عذبة، دون تصريف الرجيع الملحي (المخلفات الملحية) إلى البيئة، ويُستعاض عن التصريف البيئي باستخلاص الأملاح والمعادن من هذه المخلفات وتحويلها إلى موارد قابلة لإعادة الاستخدام والتدوير في صناعات مختلفة، ما يحوّل النفايات السائلة إلى قيمة اقتصادية مضافة، ويقلل في الوقت ذاته من الأعباء البيئية والانبعاثات الناتجة عن أساليب التحلية التقليدية.

عوامل رئيسية

• ما هي مكونات هذا النظام؟ وكيف تعمل؟

- يعتمد تصميم منظومة صفر الرجيع الملحي على مجموعة من العوامل الرئيسية، أهمها الخصائص الكيميائية والفيزيائية لمياه التغذية، وجودة المياه العذبة المطلوبة، ونوعية الأملاح والمعادن المستهدفة للاستخلاص، إضافة إلى عدد من العوامل الفنية والبيئية الأخرى، ويتكوّن هذا النظام عادةً من وحدات مترابطة تعمل بتكامل لتحقيق أقصى استفادة ممكنة من المياه المالحة دون تصريف أي نفايات سائلة إلى البيئة، حيث تبدأ العملية بوحدات المعالجة الأولية التي تهدف إلى إزالة الشوائب وتحضير المياه لمرحلة التحلية، تليها أنظمة التحلية الأساسية، مثل التناضح العكسي، التي تقوم بفصل المياه العذبة عن الرجيع الملحي. بعد ذلك، تُستخدم تقنيات متقدمة لزيادة تركيز المياه الراجعة، سواء من خلال أنظمة حرارية أو باستخدام أغشية غير تقليدية، مما يسهم في رفع كفاءة إنتاج المياه العذبة. ثم تُنقل المياه ذات الملوحة العالية إلى وحدات البلورة الحرارية، حيث يتم استخلاص ما تبقى من الماء وتحويل الأملاح والمعادن المتبقية إلى مواد صلبة قابلة لإعادة الاستخدام أو التصدير.

تقليل الانبعاثات

• هل يؤثر عمل هذه المنظومة على البيئة البحرية في الكويت؟

- يمكن دمج مصادر الطاقة المتجددة، مثل الطاقة الشمسية، ضمن المنظومة لتعزيز كفاءتها البيئية وتقليل الانبعاثات الكربونية. وبهذا تتحوّل منظومة صفر الرجيع الملحي إلى مصدر مزدوج لإنتاج المياه العذبة والمواد ذات القيمة الاقتصادية، مع الحفاظ على بيئة نظيفة خالية من النفايات السائلة والانبعاثات الكربونية.

تقنية موثوقة

• إلى أي مدى تعتبر تقنية صفر الرجيع الملحي مجرّبة وموثوقة على نطاق واسع؟

- تعتبرتقنية صفر الرجيع الملحي تقنية مجرّبة وموثوقة، وقد تم تطبيقها بنجاح منذ عدة سنوات في مختلف القطاعات الصناعية التي تتطلب معالجة فعّالة وآمنة للنفايات السائلة، مثل محطات توليد الطاقة، والقطاع النفطي، والصناعات الكيميائية، وقطاع التعدين.

أما في مجال تحلية المياه، فقد شهدت هذه التقنية اهتمامًا متزايدًا على المستوى العالمي، نظرًا لقدرتها على الحد من التأثيرات البيئية، وتعظيم الاستفادة من الموارد المائية، فضلاً عن استخلاص الأملاح والمعادن الثمينة في البحر.

العناصر الكيميائية

• ما هي أهم الأملاح والعناصر الكيميائية الموجودة في مياه البحر، وما أبرز استخداماتها الصناعية؟

- تحتوي مياه البحر على مجموعة من الأملاح والمعادن الثمينة، ويُعد كلوريد الصوديوم أبرزها وأكثرها وفرة، تليه كبريتات المغنيسيوم، وكلوريد المغنيسيوم، وكبريتات الكالسيوم، وأملاح البوتاسيوم، بالإضافة إلى عناصر نادرة مثل البروم، واليود، والفلور، والليثيوم. وتدخل هذه الأملاح والعناصر في استخدامات صناعية متعددة.

على سبيل المثال كلوريد الصوديوم يُستخدم في الصناعات الغذائية، وصناعة الكلور والصودا الكاوية، بينما يُستخدم المغنيسيوم في صناعة المعادن الخفيفة ومواد البناء والأدوية، والكالسيوم في إنتاج الأسمنت ومعالجة المياه، والبوتاسيوم في صناعة الأسمدة الزراعية، أما البروم واليود فلهما تطبيقات في الصناعات الدوائية والكيماوية، ويُعد الليثيوم عنصرًا حيويًا في صناعة البطاريات.

وتكمن أهمية هذه الموارد في إمكانية استخلاصها من مياه البحر للاستفادة منها في مختلف الصناعات الحيوية، مما يعزّز من توجهات الاستدامة والاقتصاد الدائري.

تنويع الاقتصاد

• كيف تتماشى مشاريع منظومة صفر الرجيع الملحي مع أهداف الكويت الاستراتيجية، لاسيما رؤية 2035؟

- من خلال مجموعة من الجوانب الاستراتيجية التي تعزّز مسار التنمية المستدامة في البلاد، فهي تسهم في تعزيز الأمن المائي باعتباره عنصرًا محوريًا في تحقيق الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي، إلى جانب تحقيق الاستدامة البيئية عبر تقليل الانبعاثات والملوثات الناتجة عن أنظمة التحلية التقليدية، كما تدعم هذه المشاريع جهود توطين التكنولوجيا من خلال نقل المعرفة الفنية وتبني حلول مبتكرة، إلى جانب رفع كفاءة الكوادر الوطنية عبر برامج تدريب وتأهيل تفتح آفاقًا جديدة للتوظيف في قطاعات نوعية، إضافة إلى قدرة هذه المشاريع على جذب الاستثمارات العالمية في مجالات المياه والطاقة المتجددة، مما يساهم في تنويع الاقتصاد وتعزيز تنافسية الكويت في مجال الابتكار البيئي.

عوائد متوقعة

• ما هي العوائد التنموية المتوقعة من إنشاء محطات صفر الرجيع المحلي؟ وكيف يمكن أن تسهم هذه المحطات في تعزيز الأمن المائي وتحقيق الاستدامة في الكويت؟

- إن إنشاء محطات صفر الرجيع الملحي يسهم بشكل كبير في تحقيق عدة عوائد تنموية، حيث يعزّز الأمن المائي من خلال توفير مياه عذبة مستدامة للمناطق المختلفة، ويقلل الأثر البيئي عبر القضاء على تصريف الرجيع الملحي وحماية البيئة البحرية. كما يدعم الاقتصاد المحلي من خلال توفير فرص عمل جديدة، وجذب الاستثمارات في مجالات المياه والطاقة المتجددة، فضلاً عن إعادة تدوير الأملاح والمعادن في الصناعات المحلية.

وتسهم هذه المحطات في تعزيز الاستقلالية المائية والزراعية، وتحقيق التنمية المستدامة عبر استخدام تقنيات صديقة للبيئة، مما يساهم في تحسين جودة الحياة والمساهمة في الأهداف العالمية للتنمية المستدامة.

3 تحديات

1 - التكاليف المرتفعة للاستثمار الأولي.

2 - الحاجة إلى نقل وتوطين التكنولوجيا المتقدمة.

3 - نقص الكفاءات الفنية المتخصصة في هذا المجال.

4 حلول

1 - تعزيز الشراكات مع القطاع الخاص العالمي.

2 - تفعيل برامج تدريب وتأهيل الكوادر الوطنية بالتعاون مع الجهات العالمية المتخصصة.

3 - تمويل المشاريع البحثية القائمة على الابتكار والاختراع.

4 - بناء قاعدة علمية وتقنية مستدامة تدعم هذا التحوّل الإستراتيجي.

تعزيز الأمن الغذائي واستدامة القطاع الزراعي

قال أحمد إن هناك شكاوى للمزارعين من ارتفاع منسوب المياه الجوفية والسطحية في بعض المناطق الزراعية، الأمر الذي يُهدّد الإنتاج الزراعي ويؤثر على جودة التربة، وهذا يُعد من التحديات البيئية والاقتصادية التي تقع على كاهل القطاع الزراعي والمزارعين، حيث يؤدي إلى تملّح التربة وتدهور جودتها، مما يجعلها غير صالحة للأنشطة الزراعية، كما تتسبّب الملوحة في تلف المحاصيل نتيجة تشبع التربة بالمياه، وزيادة نمو النباتات غير المرغوب فيها، إلى جانب وقوع أضرار في المباني الزراعية ومرافقها، وكذلك البنية التحتية، ما ينعكس سلبًا على مصادر الدخل ويزيد من التكاليف الإصلاحية والتشغيلية.

وأضاف من هنا تبرز تقنية صفر الرجيع الملحي كأحد الحلول الذكية والمستدامة، حيث يمكن توظيفها لمعالجة المياه المتراكمة في تلك المناطق، وإعادة استخدامها في أنشطة الري الزراعي بعد تحليتها، وذلك ينتج عنه تلافي تحديات الأثر السلبي على التربة أو البيئة المحيطة بها.

كما تتيح هذه التقنية استخلاص الأملاح والمعادن النادرة من المياه المالحة، مما يساهم في دعم بناء نظام دائري متكامل يُعزّز الأمن الغذائي ويُسهم في استدامة القطاع الزراعي.

مشروع بحثي

كشف أحمد عن تنفيذ معهد الأبحاث مشروعاً بحثياً في السابق يُعنى بتقنية صفر الرجيع الملحي، وذلك ضمن شراكة استراتيجية مع مركز التعاون الياباني للبترول، وشركة الزيت العربية، وعدد من الشركات والمؤسسات اليابانية.

وأوضح أن المشروع استهدف دراسة جدوى معالجة المياه المصاحبة للنفط وإعادة استخدامها، مع التركيز على استخلاص الأملاح والمعادن ذات القيمة الاقتصادية، موضحا أن المشروع شمل تنفيذ وحدات تجريبية اعتمدت على ثلاث مراحل رئيسية للمعالجة، تضمنت إزالة غاز كبريتيد الهيدروجين، والمعالجة بالفلترة المجهرية، والتحلية الحرارية باستخدام تقنية التبخير الوميضي منخفض الحرارة، ونتج عن هذه العمليات تحويل المياه المصاحبة إلى مياه مقطرة صالحة للاستخدام في التطبيقات الصناعية.

مواقع التطبيق

ذكر أحمد وجود عدة مواقع استراتيجية في دولة الكويت يمكن استهدافها لتطبيق مشاريع صفر الرجيع الملحي، من أبرزها المواقع الساحلية، حيث تتوفر الموارد المائية الملائمة لتطبيق هذه التكنولوجيا بشكل فعّال.

وأضاف «كما تشمل المواقع المستهدفة المناطق الزراعية، بهدف دعم الإنتاج الزراعي بمياه مستدامة وذات جودة عالية، تساهم في تحسين كفاءة استخدام المياه في الزراعة».

وبيّن أن المناطق النائية أو البعيدة عن شبكات إمدادات المياه، مثل الجزر، تعد من المواقع المستهدفة أيضا، حيث يمكن تزويدها بوحدات تحلية متنقلة تعمل بالطاقة الشمسية، لضمان توفير مياه نظيفة عالية الجودة بشكل مستقل ودون الاعتماد على الشبكات التقليدية».

ضرورة حيويةورؤية مستقبلية

وجّه أحمد رسالة إلى المسؤولين المعنيين حول مستقبل تقنيات صفر الرجيع، قائلا «لا تُعد مجرد تطور تكنولوجي أو رفاهية علمية، بل باتت تمثل ضرورة حيوية ورؤية مستقبلية لإدارة الموارد المائية بشكل مستدام وفعّال، إنها تقنية ذكية تقدم حلاً عمليًا لتحديات الأمن المائي والبيئي في آنٍ واحد، ولدينا حالياً فرصة حقيقية للريادة في تبني التكنولوجيات المتقدمة في مجال تحلية المياه، كما كان لدولة الكويت دور ريادي في السابق عند تبنيها تكنولوجيات تحلية المياه مثل تكنولوجيات التقطير الفجائي متعدد المراحل وتكنولوجيات التناضح العكسي. ومن هنا، فإن الاستثمار في هذه التكنولوجيا يُعد خيارًا إستراتيجيًا لضمان مستقبل آمن مائيًا، واقتصاديًا، وبيئيًا للأجيال القادمة».

قدمنا لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى هذا المقال : قفزة نوعية في مشاريع التحلية... مياه عذبة وأملاح ومعادن - تكنو بلس, اليوم الخميس 15 مايو 2025 10:20 مساءً

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق