نشرت حسابات على موقع التدوينات القصيرة إكس (تويتر سابقا) تصريحا منسوبا الى الرئيس الأميركي دونالد ترامب يؤكد فيه عدم زيارة مصر وينتقد أيضا الشعب المصري. الا ان هذا التصريح مفبرك تماما. FactCheck# 

"النّهار" دقّقت من أجلكم

فقد تداولت حسابات على إكس صورة لخبر حمل شعار قناة "الجزيرة" القطرية، وتضمّن تصريحا منسوبا الى الرئيس الأميركي دونالد ترامب، جاء فيه "دونالد ترامب: لن أزور مصر الا اذا استحم المصريون واستخدموا مزيل العرق، لأن الخبراء أخبروني ان المصريين لا يستحمون ورائحتهم سامة جدا". وحصد الخبر ملايين عدة من المشاهدات، وآلاف التعليقات والمشاركات. 

حقيقة الخبر
ولكن بعد البحث عن هذا التصريح ومراجعة المصدر المنسوب اليه، اتضح أنه مفبرك تماما، إذ لم يدل الرئيس الأميركي بكلام مماثل. 

أولا، يختلف القالب الاخباري المتداول عن القالب الذي تعتمده قناة "الجزيرة"، وهو ما ينطبق أيضاً على الخط المستخدم في التصميم الأصلي، والذي يختلف كليا عن الخط في القالب المتداول، حتى في صيغة الأخبار العاجلة.

قالب اخباري اصلي نشرته قناة

قالب اخباري اصلي نشرته قناة

ثانيا، نشرت منصات إخبارية أميركية الصورة المتداولة للرئيس ترامب في القالب الزائف، في 23 حزيران (يونيو) 2024، وتظهره خلال مشاركته في مؤتمر انعقد في واشنطن في 22 حزيران (يونيو) 2024، بعنوان: "الطريق إلى الأغلبية". تصوير: مانويل بالسي سينيتا/ وكالة اسوشيتد برس. 

ثالثا، لم يأت ترامب على ذكر مصر خلال زيارته الأخيرة للشرق الأوسط، وتركزت تصريحاته على العلاقات بين بلاده ودول الخليج، وتحديدا السعودية وقطر والإمارات. كذلك تحدث عن سوريا والرئيس أحمد الشرع.

أميركا وغزة 

وتناول ترامب ايضا معاناة أهالي قطاع غزة والدمار الذي لحق بها. وقال في تصريحات، خلال زيارته الإمارات اليوم الخميس، إنه "لا يوجد أي مبنى قائم تقريبا في غزة، ويعيش الناس تحت أنقاض المباني المنهارة، وهو أمر غير مقبول. إنه موت هائل".

ويأتي هذا التصريح بعد إعلان مؤسسة إغاثية تدعمها الولايات المتحدة، أمس الأربعاء، أنها ستبدأ عملياتها في قطاع غزة قبل نهاية أيار (مايو) الجاري، وطلبت من إسرائيل السماح ببدء تدفق المساعدات إلى القطاع بموجب الإجراءات القائمة كي تصبح جاهزة للعمل.

ولم تدخل أي مساعدات إنسانية إلى غزة منذ الثاني من آذار (مارس). وحذّر مرصد عالمي للجوع من أن نصف مليون شخص يمثلون ربع سكان القطاع يواجهون خطر المجاعة. ومنذ اندلاع الحرب في غزة في تشرين الأول  (أكتوبر) 2023، كانت منظمات الإغاثة الدولية ومنظمات الأمم المتحدة هي التي تتولى توصيل المساعدات.

وبدلاً من ذلك، ستقوم مؤسسة إغاثة غزة المنشأة حديثاً بتوزيع المساعدات في القطاع مما سمتها مواقع توزيع آمنة، لكنها قالت إنَّ هناك حاجة الى توسيع خطة إسرائيلية حالية تسمح فقط بعدد قليل من مواقع التوزيع في جنوب القطاع لتتضمن شماله.

وكتب جيك وود، المدير التنفيذي للمؤسسة، في رسالة إلى الحكومة الإسرائيلية: "تؤكد مؤسسة إغاثة غزة أن الاستجابة الإنسانية الناجحة يجب أن تشمل في نهاية المطاف جميع السكان المدنيين في غزة".

وأضاف: "تطلب المؤسسة مع فائق الاحترام من قوات الدفاع الإسرائيلية تحديد مواقع كافية في شمال غزة قادرة على استضافة مواقع توزيع آمنة لتديرها المؤسسة، على أن تكون قابلة للتشغيل في غضون ثلاثين يوماً".

وطلب وود من إسرائيل تسهيل تدفق ما يكفي من مساعدات "باستخدام الطرق القائمة" كي تصبح البنية التحتية لتوزيع المساعدات الخاصة بالمؤسسة جاهزة للعمل بكامل طاقتها. وقال إنَّ هذا ضروري "لتخفيف الضغط الإنساني المستمر، وكذلك تقليص الضغط على مواقع التوزيع خلال الأيام الأولى من عملنا".

وفي وقت سابق، أعلن الدفاع المدني مقتل 80 فلسطينياً على الأقل، بينهم 25 في جباليا في شمال قطاع غزة جراء غارات جوية إسرائيلية منذ فجر يوم الأربعاء، بينما دعا الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس إلى وقف إطلاق النار والسماح بدخول المساعدات الى القطاع، حيث تتزايد الأزمة الانسانية الحادة.

الخلاصة: التصريح المنسوب الى ترامب بشأن الشعب المصري مفبرك تماما. والرئيس الاميركي لم يتطرق إلى مصر أو إلى الشعب المصري خلال زيارته الراهنة للخليج.