وقد شهد الاجتماع حضور الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة، والفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس، تأكيدًا على التنسيق الحكومي رفيع المستوى لدعم هذا المشروع الوطني الهام، والذي يتماشى مع التوجهات الإقليمية والدولية نحو الطاقة النظيفة والاستدامة.

أكد الفريق مهندس  كامل الوزير أن الهدف الأساسي من المنظومة الجديدة هو الحفاظ على البيئة البحرية لقناة السويس، الممر الملاحي الحيوي للعالم، مع ضمان دمج مقاولي الأشغال الحاليين في هذه المنظومة بشكل عادل ومنظم، مشددًا على توجيهات الرئيس الواضحة بعدم تضرر أي من العاملين في هذا المجال، قائلاً: "فليطمئن الجميع".

وأضاف الوزير أن وزارة النقل تضع تحويل جميع الموانئ المصرية إلى "موانئ خضراء" على رأس أولوياتها، بما في ذلك التوسع في استخدام الوقود النظيف والهيدروجين الأخضر في تشغيل السفن. وفيما يخص قناة السويس، أكد أنها ستكون نموذجًا عالميًا في التحول نحو ممر ملاحي أخضر ونظيف.
وقد تم الاتفاق خلال الاجتماع على أن تتولى الشركة القابضة للنقل البري والبحري دور الطرف المنظم للعلاقة بين مقاولي الأشغال البحرية وشركة "آنتيبوليوشن إيجبت"، الشركة المتخصصة في هذا المجال، لضمان نظافة ومأمونية المياه في القناة، وتدريب الكوادر المصرية على أحدث أساليب الجمع والتدوير، مع الحفاظ على مصادر رزق العاملين. كما تقرر عقد لقاءات دورية لمتابعة تنفيذ المنظومة وضمان التزام الجميع بالشروط البيئية والفنية.

من جانبها، أوضحت الدكتورة  ياسمين فؤاد وزيرة البيئة أنه تم التنسيق الكامل مع شركة "آنتيبوليوشن إيجبت" لتطبيق آليات التخلص الآمن من كافة أنواع المخلفات، مع التأكيد على المراقبة البيئية الدقيقة لكافة العمليات. وأشارت إلى أن هذا المشروع يمثل نموذجًا للشراكة بين الدولة والقطاع الخاص لتحقيق أهداف التنمية المستدامة ورؤية مصر 2030.

بدوره، وجه الفريق  أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس رسالة طمأنة إلى مقاولي الأشغال البحرية، مؤكدًا أن المنظومة الجديدة لن تضر بهم بل ستساهم في زيادة دخلهم، حيث سيتم فرض الخدمة على جميع السفن العابرة للقناة. وأوضح أن الهيئة تتعاون مع مجموعة "V" اليونانية، التي ستضخ استثمارات بقيمة 150 مليون دولار على مدار 7 سنوات لتجهيز البنية التكنولوجية اللازمة للمشروع.

وقد قدم السيد/ فيرون فاسيلياديس رئيس مجموعة "V" اليونانية عرضًا تفصيليًا عن تكنولوجيا جمع المخلفات والتخلص الآمن، مؤكدًا على التزام الشركة بتطبيق أعلى المعايير البيئية وتشغيل العمالة المصرية والتعاون مع المقاولين المحليين.
من جهته، أوضح المهندس نشأت نصر مدير إدارة التحركات بهيئة قناة السويس أن شركة "آنتيبوليوشن إيجبت" ستضيف قدرات هامة للقناة من خلال توفير منظومة إلكترونية متطورة لتتبع المخلفات والتخلص الآمن منها.

تُعد هذه الخطوة نقلة نوعية في جهود مصر نحو تحقيق الاستدامة البيئية وتعزيز مكانتها كمركز إقليمي للملاحة المستدامة، بما يتماشى مع المعايير الدولية ويخدم حركة التجارة العالمية.
.

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل