تحوّلات العالم الرقمية تضع الذكاء الاصطناعي في صلب مستقبل الاقتصادات الحديثة، حيث تتجه الأنظار إلى دوره في تعزيز الابتكار ودفع عجلة النمو. قمة "باور إكس"، التي تقام في بيروت، تشكّل مساحة حيوية للنقاش حول هذا القطاع الواعد، والتحديات التي تواجهه في لبنان، وسط جهود متسارعة لتحويل العقبات إلى فرص من خلال التشريعات والشراكات والاستثمار.

وفي هذا السياق، أكد وزير الذكاء الاصطناعي، كمال شحادة، في تصريح لـ"النهار"، أنّ قطاع الذكاء الاصطناعي في لبنان يواجه "العديد من العقبات"، لكنه شدد على أنها "ليست مستعصية". وأوضح أن "أولى هذه العقبات هي التمويل، تليها البنية التحتية للاتصالات، ثم نقص الاستثمارات في مراكز المعلومات".

وحول أولويات الوزارة، أشار شحادة إلى أن العمل جارٍ على إعداد "تشريعات وقوانين ومراسيم وسياسات تتيح للقطاع النمو بشكل مستدام"، مؤكداً أن حماية خصوصية المعلومات تقع في صلب هذه الجهود، إلى جانب تشجيع الاستثمار وحفظ البيانات لإعادة استخدامها في تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي.

وأضاف أن الوزارة تسعى بجدية لحل العقبات الراهنة، وتسريع وتيرة التشريع، وتعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص، بما يسهم في جذب الاستثمارات وتحفيز النمو.

وفي حديثه عن قمة "باور إكس"، شدد شحادة على أهمية تسليط الضوء على الطاقات المحلية، قائلاً: "لو تم إبراز الطاقات الموجودة بالشكل الصحيح، يمكننا جذب الكثير من الاستثمارات إلى لبنان".

تجدر الإشارة إلى أن القمة تشهد هذا العام مشاركة واسعة من ممثلي دول أجنبية، إلى جانب نخبة من الشركات الناشئة في مجالات التكنولوجيا، الزراعة، الذكاء الاصطناعي، الاقتصاد الأخضر، والخدمات المالية. كما تسجّل حضوراً لافتاً لعدد من الخبراء الدوليين، والسفراء، والرؤساء التنفيذيين، وممثلين عن أبرز الجامعات والمؤسسات الأكاديمية، ما يجعل منها منصة حوار وتعاون على أعلى مستوى.