تتجه أنظار العالم نحو أسطنبول، حيث من المقرر أن تُعقد محادثات سلام مباشرة بين روسيا وأوكرانيا.
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أعرب عن استعداده لأي شكل من أشكال المفاوضات لإنهاء الحرب، مشددًا على ضرورة حضور نظيره الروسي فلاديمير بوتين شخصيًا. 
في المقابل، لم يؤكد الكرملين بعد من سيمثل روسيا في محادثات أسطنبول، مما يثير تساؤلات حول جدية موسكو في السعي نحو حل سلمي.

زيلينسكي: مستعدون للتفاوض.. بشرط حضور بوتين

في خطابه اليومي، أكد زيلينسكي استعداد أوكرانيا للمشاركة في محادثات السلام المقررة في أسطنبول، مشيرًا إلى أن الخطوات التالية ستعتمد على من سيمثل روسيا في الاجتماع. 
وقال زيلينسكي: "أنتظر لأرى من سيصل من روسيا، ثم سأقرر الخطوات التي ينبغي على أوكرانيا اتخاذها".
وأضاف زيلينسكي أن أوكرانيا ليست خائفة من الاجتماعات، لكنها تصر على أن يكون بوتين حاضرًا شخصيًا، معتبرًا أن غيابه سيعكس عدم جدية روسيا في إنهاء الحرب.

الكرملين: غموض حول التمثيل الروسي

رغم اقتراح بوتين إجراء مفاوضات مباشرة مع أوكرانيا في أسطنبول دون شروط مسبقة، لم يعلن الكرملين حتى الآن عن هوية ممثليه في المحادثات. 
المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، أشار إلى أن الوفد الروسي سيكون في أسطنبول، لكنه لم يحدد من سيقوده.
هذا الغموض يثير الشكوك حول نوايا روسيا الحقيقية، خاصة في ظل رفضها الاعتراف بشرعية زيلينسكي بعد انتهاء ولايته في مايو 2024، ورفضها التنازل عن الأراضي التي ضمتها.

ترامب: دعم للمحادثات دون مشاركة مباشرة

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي حث أوكرانيا على حضور المحادثات، أعلن أنه سيرسل وزير الخارجية ماركو روبيو لتمثيل الولايات المتحدة في إسطنبول، بعد أن كان قد ألمح سابقًا إلى إمكانية حضوره شخصيًا.

ترامب أكد على أهمية التوصل إلى وقف لإطلاق النار لمدة 30 يومًا، وهو ما أيده زيلينسكي، بينما اشترط بوتين بدء المحادثات قبل أي وقف لإطلاق النار.

آفاق المحادثات: بين التفاؤل والحذر

بينما يأمل البعض في أن تمهد محادثات أسطنبول الطريق نحو إنهاء الحرب، يظل التفاؤل محدودًا في ظل الشروط المتبادلة والغموض الروسي. 
الكرة الآن في ملعب موسكو، وإذا لم يحضر بوتين شخصيًا، فقد تُعتبر هذه المحادثات فرصة ضائعة أخرى في مسار السلام.

في النهاية، يتوقف نجاح هذه المحادثات على مدى استعداد الطرفين لتقديم تنازلات حقيقية، وعلى التزام المجتمع الدولي بدعم جهود السلام بشكل فعال.