لا تزال الكرة المصرية تضفي المزيد من المتعة على الساحة الرياضية، سواء أداخل الملعب أم خارجه خلال الموسم الحالي.

نقاش حيوي يبرز حالياً وسط جماهير النادي الأهلي المصري حول مستقبل المدرب عماد النحاس. بعض المشجعين لديهم ثقة كبيرة في قدرته على مواصلة قيادة "الزعيم" حتى انتهاء الدوري المصري الممتاز وربما أيضاً في بطولة كأس العالم للأندية. بينما يرى آخرون أنّ النحاس يكفيه قيادة الفريق حتى نهاية الدوري فقط، على أن يتولى مدرب أكثر خبرة قيادة الفريق في المسابقة العالمية.

تعتمد آراء المؤيدين لاستمرار النحاس على النتائج الإيجابية التي حققها منذ توليه المهام بعد مارسيل كولر، إذ حقق الفريق العلامة الكاملة تحت قيادته في المباريات الأربع التي تولى فيها تدريب الفريق حتى الآن، كما استفاد من تعثّر نادي بيراميدز ليحتل الصدارة، ليصبح الأهلي المرشح الأقرب إلى نيل لقب البطولة.

تحت قيادته، سجل الفريق 13 هدفاً وتحسّن الأداء بشكل ملحوظ مقارنةً بالفترة السابقة. ولم تقتصر بصمته في الفريق على النتائج والأداء فقط رفع مستوى اللاعبين وثقتهم في أنفسهم.

لكن رغم بدايته المبشرّة، ظهرت الانتقادات بشأن استمرارية النحاس بشكل أكبر بعد الأداء المتواضع في المباراة أمام سيراميكا كليوباترا، والتي ظهرت فيها مشكلات فنية وإدارية، أبرزها ضعف شخصيته، وعدم قدرته على التحكم في كبار اللاعبين كما حدث مع عمرو السولية الذي أبقى عليه طوال اللقاء رغم سوء مستواه خشية من غضبه كما حدث بمباراة المصري. إضافة إلى عدم قدرته على إيجاد الحلول المناسبة بإجراء التبديلات أو تغيير الخطة داخل الملعب رغم أنّ سيراميكا كان قريباً من معادلة النتيجة في أكثر من مرّة.

هذه المباراة رفعت الأصوات التي رفضت استمرار النحاس وطالبت بضرورة الاستعانة بمدرب آخر يتمتع بخبرة وكفاءة أكبر عقب انتهاء مسابقة الدوري، وقبل بداية كأس العالم للأندية 2025.

تاريخ النحاس التدريبي لم يكن مليئاً بالإنجازات البارزة؛ واختياره من البداية لقيادة هذه الفترة كانت مجازفة كبيرة. هبط النحاس بكل الفرق التي درّبها إلى دوري القسم الثاني رغم بدايته القوية معها، ما يزيد من مخاوف أن يتكرّر النمط السلبي مع الأهلي رغم بداياته الناجحة حتى الآن.

المؤكد، أنّ وضع الأهلي يختلف بسبب وجود النجوم المؤثرين الذين يمكنهم تغيير نتيجة المباريات حتى في حالة ضعف الإدارة الفنية. ومع ذلك، فإنّ الاحتفاظ بالنحاس كمدرب بعد الدوري سواء فاز بالبطولة أم لا يُعتبر رهاناً خاسراً.

النحاس قد يكون مدرباً جيداً، إلّا أنّ أسلوبه التقليدي لا يتوافق مع متطلبات كرة القدم الحديثة التي تحتاج إلى مرونة تكتيكية وشخصية قوية خصوصاً مع فريق بحجم وقيمة النادي الأهلي. لذلك قد يكون من الأنسب تركه ضمن الجهاز الفني الجديد لاكتساب المزيد من الخبرات وجعله مستقبلاً خياراً قوياً للقيادة بعد تعزيز مهاراته، وتطوير خبراته بشكل أكبر.