يواجه الممثل الفرنسي الشهير جيرار ديبارديو Gérard Depardieu، البالغ من العمر 76 عامًا، حكماً قضائياً بالسجن لمدة 18 شهراً مع وقف التنفيذ، إثر إدانته بتهم التحرش باثنتين من العاملات في فيلمه "Les Volets verts" الذي تم تصويره في عام 2021.

هذا الحكم، الذي صدر في 13 مايو 2025، جاء بعد محاكمة شديدة التغطية الإعلامية، وسلط الضوء على دور المشاهير في قضايا الاعتداء الجنسي في صناعة السينما.

تورط جيرار ديبارديو Gérard Depardieu في الاعتداءات الجنسية

يُتهم جيرار ديبارديو بالتحرش الجنسي بشخصين خلال تصوير الفيلم، وهما أملي، مهندسة ديكور تبلغ من العمر 54 عامًا، وسارة، مساعدة مخرج في الثلاثينيات من عمرها. كانت الوقائع تدور حول أحداث حدثت في سبتمبر 2021 في باريس، حيث قالت الضحيتان إن ديبارديو تعرض لهم بطرق غير لائقة، وفقًا لوصفهم في المحكمة.

في حالة أملي، أفادت أنها تعرضت لتحرش جسدي لفظي من قبل ديبارديو في مكان تصوير الفيلم، حيث قال لها تعليقًا يحمل إيحاءات جنسية قبل أن يعاكسها جسديًا. بينما ذكرت سارة في شهادتها أن الممثل وضع يده على جسدها بشكل غير لائق أثناء سيرهم في موقع التصوير. على الرغم من أن ديبارديو أنكر التهم، كان للمحكمة رأي مغاير بناءً على تصريحات الضحايا المتسقة والمتطابقة.

تطورات محاكمة ديبارديو ونتائجها القانونية

في سياق المحاكمة، لفتت تصريحات الدفاع عن ديبارديو الأنظار، حيث أكد محاميه، ميه جيريمي أسوس، أن موكله تعرض لاتهامات لا أساس لها من الصحة وأن هناك تناقضات في الشهادات المقدمة ضدّه.

ومع ذلك، قرر القاضي تكليف الممثل بدفع تعويضات مالية تصل إلى 18,000 يورو للضحايا، مع إضافة غرامات موجهة إلى الجمعية الأوروبية لمكافحة العنف ضد المرأة في العمل. كما تم إدراج اسمه في السجل الوطني للمتهمين بارتكاب الجرائم الجنسية.

تداعيات الحكم على صناعة السينما الفرنسية

الحكم على جيرار ديبارديو ليس مجرد قضية فردية، بل هو جزء من سلسلة من التوترات التي تجتاح صناعة السينما الفرنسية بشأن قضايا الاعتداء الجنسي. بينما يواجه العديد من المشاهير الفرنسيين في الآونة الأخيرة تحقيقات بشأن اتهامات مشابهة، يعد هذا الحكم بمثابة نقطة تحول في كيفية التعامل مع قضايا التحرش في عالم الفن.

وقد أدلت المحامية كارين ديوريو ديبولت، التي تمثل إحدى الضحايا، بتصريحات قالت فيها إن هذا القرار يعد انتصارًا لجميع النساء، وأنه رسالة قوية للمجتمع السينمائي الفرنسي للالتزام بمواقف أكثر احترامًا تجاه حقوق المرأة.

ديبارديو يخطط للطعن في الحكم

من جانب آخر، أعلن محامي جيرار ديبارديو عزمه على الطعن في هذا الحكم، مؤكدًا أن هناك تضاربًا في الأدلة والشهادات المقدمة ضد موكله.

من الواضح أن القضية ستستمر في إثارة الجدل على مستوى الرأي العام الفرنسي، وسط تساؤلات حول مدى تأثيرها على مستقبل ديبارديو الفني في فرنسا، خصوصًا بعد أن استأنف العمل على مشاريع سينمائية جديدة بعد المحاكمة.