نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
ما يحدث في السودان ليس بعيدًا عمّا يحدث في غزة - تكنو بلس, اليوم الأربعاء 14 مايو 2025 11:22 صباحاً
كانت ندى تحب المدرسة. حقيبتها الصغيرة، رغم بساطتها، كانت أغلى ما تملك. كانت تزينها برسومات من صنعها، وتكتب على الغلاف: "ندى... تحلم أن تصبح طبيبة".
لكن صباحات الخرطوم تغيّرت.
لم يعد هناك طابور صباحي، ولا صديقات ينتظرنها على الرصيف.
الشارع نفسه صار غريبًا، تناثرت فيه الشظايا بدل الزهور، وصار صوت الرصاص أقرب من صوت المعلّمة.
ندى الآن تجلس في ركن مظلم، تحت نافذة مكسورة، تمسك دفترًا مهترئًا وتكتب:
"في الحرب، لا أحد يسألنا ماذا نريد. لا أحد يسمع خوفنا. لكننا نحلم رغم كل شيء."
في مكان بعيد اسمه غزة، يجلس آدم، طفل لم يتجاوز الحادية عشرة.
كان يحفر في التراب بجانب ركام بيته، يبحث عن لعبته المفضّلة – طائرة ورقية، صنعها مع أبيه قبل أن يغيب صوته في ليلة قصف.
آدم لا يعرف ندى، لكنه مثلها، لا يذهب إلى المدرسة، ولا يسمع إلا صفارات الإنذار.
قال لأخته الصغيرة:
"هل تعتقدين أن هناك أطفالاً مثلنا… يخافون من الليل؟"
ردّت بصوت متهدج:
"لا أعرف… لكني أظن أن ندى تخاف أيضًا."
لم يكن آدم يعرف أن ندى موجودة، ولم تكن ندى تعرف أن آدم يعيش الألم نفسه.
لكن في تلك الليلة، حمل الهواء رسائل صامتة بينهما.
ندى كتبت:
"يا رب، اجعلني أستيقظ يومًا فأجد الشمس فقط… لا الدخان، لا الرصاص، لا بكاء أمي."
وآدم، قبل أن ينام، رسم قلبًا على الجدار المهدم، وكتب داخله:
"من غزة إلى السودان… أنا معك."
في عالم يمتلئ بالصمت، لا تصل هذه الرسائل إلى شاشات الأخبار، لكن تصل إلى السماء.
حيث لا فرق بين طفل في الخرطوم وآخر في غزة. كلاهما يحلم، يخاف، ويقاوم بطريقته.
ما يحدث في السودان ليس بعيدًا عمّا يحدث في غزة.
فالوجع له نفس الرائحة، والحلم له نفس الصوت… حتى لو اختلفت اللهجات.
الأطفال لا يصنعون الحروب، لكنهم يدفعون ثمنها.
والقصة بينهم لا تُكتب بالسياسة، بل بالدمع… وبالدفاتر الممزقة.
قدمنا لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى هذا المقال : ما يحدث في السودان ليس بعيدًا عمّا يحدث في غزة - تكنو بلس, اليوم الأربعاء 14 مايو 2025 11:22 صباحاً
0 تعليق