ليلة سقوط إمبراطورية "غنيوة"... الدبيبة يُعيد هندسة تحالفاته - تكنو بلس

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
ليلة سقوط إمبراطورية "غنيوة"... الدبيبة يُعيد هندسة تحالفاته - تكنو بلس, اليوم الأربعاء 14 مايو 2025 08:36 صباحاً

ليلة دموية جديدة عاشتها العاصمة الليبية طرابلس، شهدت إسدال الستار على حياة أحد أبرز أمراء الحرب في البلاد وأكثرهم نفوذاً، في عملية غيّرت خريطة السيطرة، وسيكون لها انعكاسات على المستويين السياسي والأمني.
فبعد أكثر من عقد كان خلاله لاعباً رئيسياً في المشهد الأمني الليبي، وتنامى نفوذه خلال السنوات الخمس الأخيرة حتى بات له دور في صنع القرار السياسي والاقتصادي والرياضي في طرابلس، بل وحضور في طاولات التفاوض الدولية رغم ورود اسمه في لوائح المتهمين بـ"جرائم حرب"، جاءت عملية تصفية قائد "جهاز دعم الاستقرار" عبد الغني الككلي، المعروف بـ"غنيوة"، لتُشكّل تطوراً مفصلياً في الصراع المحتدم بين الميليشيات على السلطة والنفوذ.
وشهدت طرابلس خلال الأيام الثلاثة الماضية تحشيدات عسكرية غير مسبوقة، على خلفية تصاعد الخلاف بين رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة وحليفه السابق "غنيوة". ورغم محاولات محلية لاحتواء الأزمة وتحذيرات دولية من تفاقم الوضع الأمني، تقرر عقد اجتماع داخل معسكر التكبالي في قلب العاصمة، حضره قائد "اللواء 444" محمود حمزة، مدير الاستخبارات العسكرية، وقائد "اللواء 111" عبد السلام الزوبي، وكيل وزارة الدفاع. لكن الاجتماع شهد تصاعداً في التوتر، ووفقاً لمصادر مطلعة، تحدثت إلى "النهار"، فإن النقاش احتدم إلى حد إطلاق "غنيوة" تهديدات، ما دفع حرس حمزة لإطلاق النار عليه، فقُتل على الفور.
عقب الحادث، انطلقت إشارة التحرك لقوات موالية للدبيبة، يتصدرها "اللواء 444" و"اللواء 111"، مدعومة بوحدات من وزارة الداخلية، وقوات من مدينة مصراتة تابعة لـ"القوة المشتركة"، باتجاه معسكرات ومقرات "جهاز دعم الاستقرار"، والتي انهارت سريعاً كسقوط قطع الدومينو، وسط اشتباكات متقطعة ودوي كثيف للرصاص والقذائف.
الأحداث لم تتوقف عند هذا الحد، بل فرّ أبرز حلفاء "غنيوة" من أمراء الحرب، بينما سيطرت القوات الحكومية على مقارهم، وعلى رأسهم رئيس فرقة مكافحة الإرهاب عبد الحميد "المضغوطة"، ورئيس جهاز الأمن الداخلي لطفي الحراري، وقائد جهاز أمن المرافق أسامة طليش. في الوقت ذاته، برزت تساؤلات بشأن مصير "جهاز الردع" بقيادة عبد الرؤوف كارة، الذي يسيطر على مناطق حساسة في طرابلس، أبرزها مطار معيتيقة، وسط تضارب في المعلومات بشأن مفاوضات تُجرى معه أو احتمالات التحرك العسكري ضده.
خروج "غنيوة" من المشهد يُشكّل فرصة للدبيبة لإظهار قدرته على بسط سيطرته على العاصمة، وسط ضغوط دولية لإعادة هيكلة المشهدين الأمني والسياسي.
وسارع الدبيبة إلى الإشادة بالعملية، واعتبرها دليلاً على قدرة المؤسسات النظامية على حماية الوطن وحفظ كرامة المواطنين. وقال في منشور على حساباته الرسمية: "أحيي وزارتي الداخلية والدفاع، وجميع منتسبي الجيش والشرطة، على ما حققوه من إنجاز كبير في بسط الأمن وفرض سلطة الدولة في العاصمة".

 

علم ليبي يرفرف على سيارة مدمرة إثر اشتباكات ليلية في طرابلس. (ا ف ب)

 

كذلك، يُعيد هذا التطور توزيع خريطة النفوذ في طرابلس لصالح حمزة والزوبي، اللذين يحظيان بقبول أميركي، وكانا في زيارة إلى واشنطن قبل أسبوع. وقد ظهر حمزة في مشاهد يقود مدرعة ويجول بين قواته التي سيطرت على مقرات "دعم الاستقرار"، لاسيما في منطقة أبو سليم، المعقل الأبرز لغنيوة، حيث أُضرمت النيران في سياراته ومقرات سكنه.
لكن المخاوف تتصاعد من أن يؤدي الانهيار السريع لقوات "دعم الاستقرار" إلى تعزيز نفوذ قوات مصراتة في طرابلس، ما قد يخلق توترات مستقبلية في ظل الصراع التاريخي بين المدينتين على مفاتيح القرار. وفي هذا السياق، انتشرت شكاوى من عمليات نهب نفذتها عناصر عسكرية في المناطق المستعادة.
المحلل السياسي الليبي وسام عبد الكبير يرى أن سقوط غنيوة، الذي كان يسيطر على أكبر بلديات العاصمة من حيث المساحة والسكان، يصب في مصلحة حكومة الوحدة الوطنية، ويعزز من قدرتها التفاوضية في أي مسار سياسي مقبل. ويوضح لـ"النهار" أن "غياب غنيوة من المشهد سيُعيد رسم الخريطة الأمنية في طرابلس، ويجعل الدبيبة الممثل الأبرز للمنطقة الغربية"، لا سيّما بعد أن توسع نفوذ "دعم الاستقرار" منذ 2023 ليشمل وزارات وهيئات حكومية، وتأثيراً كبيراً في التعيينات بالمناصب العليا، خصوصاً في ديوان المحاسبة والشركات النفطية.
ورغم استبعاده وجود علاقة مباشرة بين زيارة حمزة والزوبي إلى واشنطن وتصفية غنيوة، إلا أن عبد الكبير يرى أن حكومة الدبيبة قد توظف هذه التطورات في إطار الترتيبات الجارية، سواء على مستوى توحيد المؤسسة العسكرية، أو المسار السياسي المتعلق بتشكيل حكومة موحدة تمهيداً للانتخابات.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق