نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
ترامب أقرب إلى دول الخليج وتركيا في مقاربة أزمات منطقة تبدّلت خلال 8 سنوات - تكنو بلس, اليوم الأربعاء 14 مايو 2025 08:02 صباحاً
يطلّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب من رحلته الخليجية، التي استهلها في الرياض أمس، على شرق أوسط جديد، مختلف إلى حدّ بعيد عن ذاك الذي زاره قبل ثمانية أعوام.
وإلى الصفقات التجارية التي يبحث عنها ترامب لانتشاله من فوضى حروبه التجارية التي أعلنها على معظم العالم في الأشهر الثلاثة الأولى من ولايته الثانية، ومن ثم بدأ بالتراجع عنها أمام عناد الصين، يجد ترامب أن التفاهم السياسي مع دول الخليج، ولا سيّما بشأن قضايا مركزية مثل غزة وإيران، متاح بدرجة أكبر بكثير مما هو حاصل مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
الجولة الخليجية الحالية تختلف أيضاً عن مثيلتها في ولاية ترامب الأولى، من حيث التحدّيات التي تواجه الشرق الأوسط. هناك حرب إسرائيلية مستمرة منذ 19 شهراً على "سبع جبهات"، وفق ما يقول نتنياهو، كما أن إيران باتت بعد الانسحاب الأميركي من خطة العمل الشاملة المشتركة لعام 2015 دولة على العتبة النووية. وتغيّر النظام في سوريا، وصارت تركيا اللاعب الأقوى على الساحة السورية.
حاول ترامب التكيّف مع المتغيّرات. انخرط في الخيار الديبلوماسي مع إيران، وهو ما يلقى تأييداً من دول الخليج. وهادن الحوثيين في اليمن بعد حرب قصيرة. وجلس مساعد لمبعوثه الخاص ستيف ويتكوف مع القيادي في "حماس" خليل الحية الأحد في الدوحة، فحصل في اليوم التالي على الأسير الإسرائيلي - الأميركي إيدان ألكسندر من دون مقابل، وهو ما عجز عن تأمينه نتنياهو بالضغط العسكري، ولو زعم العكس.
وفي سوريا، يميل ترامب نحو الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أكثر مما يميل لسياسة رئيس الوزراء الإسرائيلي. ورفع الرئيس الأميركي العقوبات عن سوريا بناء على طلب من أردوغان، على رغم أن واشنطن وضعت قبل فترة وجيزة لائحة بشروط يتعين على السلطات السورية الجديدة تلبيتها، قبل أي إعادة نظر في الأمر.
الغزل بين ترامب وأردوغان يقلق نتنياهو إلى أقصى الحدود. وسيوفد الرئيس الأميركي وزير خارجته ماركو روبيو إلى إسطنبول ليكون حاضراً في المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا هذا الأسبوع.
هل يمكن الحديث عن مسار أميركي مختلف عن المسار الإسرائيلي؟ من المبكر الجزم. لكن لا بدّ من الأخذ في الاعتبار سلسلة القرارات التي أقدم عليها ترامب في الأسابيع الأخيرة، من دون العودة إلى استمزاج رأي نتنياهو. وهذا افتراق كبير عن سياسة الرئيس الديموقراطي السابق جو بايدن، الذي جعل القرار الأميركي في المنطقة أسيراً لأهواء نتنياهو.
قبل ثلاثة أشهر، كان نتنياهو يخرج على الجمهور الإسرائيلي، ليفاخر بقوله "لا" للولايات المتحدة. حصل هذا في أكثر من مرحلة من مراحل الحرب على غزة. أما اليوم فيجد صعوبة كبيرة في المجاهرة بتحدّي الولايات المتحدة، بعدما وصف فوز ترامب بأنه "أهم عودة لرئيس في التاريخ الأميركي".
التصادم العلني مع ترامب سيكون مكلفاً لنتنياهو. وتكرار تجربة تقليب الكونغرس على البيت الأبيض، كما حصل سابقاً إبان ولاية الرئيس باراك أوباما، تبدو مستحيلة. وسابقة إعفاء مستشار الأمن القومي مايك والتز من منصبه الشهر الماضي، بسبب مباحثات أجراها من وراء ظهر ترامب مع نتنياهو بشأن الخيارات العسكرية ضد إيران، لا تزال ماثلة للعيان.
مع ذلك، لن يستسلم نتنياهو بالكامل، ولا يزال يناور في ملف غزة والإعداد للهجوم الشامل وإعادة احتلال القطاع، متنازلاً لأميركا عن موضوع استئناف توزيع المساعدات الإنسانية لمليوني فلسطيني على شفا الجوع.
وأقصى ما يمكن أن يقايض عليه، هو وقف موقت للعمليات العسكرية، في مقابل إطلاق "حماس" نصف الأسرى الأحياء.
0 تعليق