نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
ترامب في الخليج تزامناً مع المفاوضات النووية... "سابقة تاريخية" وترقّب لتغيرات جوهرية! - تكنو بلس, اليوم الثلاثاء 13 مايو 2025 09:09 صباحاً
مفاوضات طويلة عقدها الأميركيون والإيرانيون في مسقط، التي تبعد ما يزيد على 1200 كيلومتر عن الرياض، حيث سيصل اليوم ساكن البيت الأبيض دونالد ترامب. أيام قليلة فصلت بين المحادثات النووية والزيارة الخليجية التي يفتتح بها الرئيس الأميركي سجل جولاته الخارجية في ولايته الجديدة، وتشمل السعودية وقطر والإمارات، وكل هذه العوامل المذكورة مؤشرات إلى متغيرات استراتيجية.
تقاطعت التقارير والمعلومات على أن الجولة الرابعة محورية وإنجازها سيشكّل تقدماً ملحوظاً، وقد وصفها المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي بأنّها "صعبة ولكنها مفيدة"، فيما قال مسؤول أميركي لصحيفة "واشنطن بوست" إن نتيجة المحادثات كانت "مشجّعة" كاشفاً عن "الاتفاق على المضي قدماً في المحادثات لمواصلة العمل من خلال العناصر الفنية".
شكل الاتفاق المحتمل
علي واعظ، مدير مشروع إيران في مجموعة الأزمات الدولية، يصف البداية بـ"الجيدة للغاية"، ويتطرّق إلى أهمية الجولة الرابعة ويقول لصحيفة "نيويورك تايمز" كان من الممكن أن "يتعثرا"، لكنهما "اتفقا على الاجتماع مرة أخرى، والتقيا في النهاية، واتفقا على الهدف النهائي"، الذي من المفترض أن يكون الاتفاق على تحديد نسب تخصيب إيران لليورانيوم لضمان عدم القدرة على إنتاج سلاح نووي.
نائب رئيس معهد الشرق الأوسط بول سالم يتحدّث عن "تفاؤل" الجهتين، وذلك انطلاقاً من "النوايا القوية" لديهما للوصول إلى اتفاق، فترامب من جهة يريد تفادي الحرب مع طهران ومنعها من امتلاح سلاح نووي، وفي الآن عينه عقد الصفقات الاستثمارية، ومن جهة مقابلة، فإن إيران "واقعة بمأزق" جرّاء التغيّرات الاستراتيجية في المنطقة ووضعها الاقتصادي.
شكل الاتفاق لم يتضح بعد، فواشنطن كانت تريد تفكيك البرنامج النووي بينما طهران ترفض وقف النشاط، لكن سالم يقول لـ"النهار" إن ترامب قد يكون "مرناً" لجهة نسب التخصيب وآلياته ومراقبته، وثمّة توافق على تخفيض النسب العالية. ويؤكّد ولي نصر، الأستاذ في كلية جونز هوبكنز للدراسات الدولية المتقدمة، لـ"نيويورك تايمز"، إمكانية "التفاوض على مستويات التخصيب".
الصحيفة الأميركية تشير إلى احتمالات التوصّل إلى "اتفاق موقّت" خلال الاجتماع أو الاجتماعين المقبلين "يمنح الجانبين الثقة للمضي قدماً"، مع اتخاذ تدابير قصيرة الأجل من الجانبين طالما استمرت المحادثات، كتجميد التخصيب والسماح بمزيد من عمليات التفتيش وتعليق عقوبات. وفي هذا السياق، يقول سالم إنها مرحلة "شد حبال"، لكن ترامب يفضّل اتفاقاً مع إيران "بنسب تخصيب متراجعة".
بين زيارة السعودية والمفاوضات
يستذكر سالم زيارة ترامب عام 2017 للسعودية والمتغيرات بين ذلك الحين واليوم، ويشير إلى أن دول الخليج كانت تشجع الولايات المتحدة على التصدي لإيران، لكن اليوم تبدّل النهج وبات يقوم على الضغط بهدف خفض التصعيد ورفض الحرب الإسرائيلية أو الأميركية مع إيران، والاتفاق مع الأخيرة وتشجيعها على "المسار الإيجابي"، بعد الاتفاق السعودي - الإيراني عام 2023.
اعلام السعودية والولايات المتحدة في السعودية (أ ف ب).
متغيّر آخر ترصده الرادارات، وهو استثناء ترامب إسرائيل من الزيارة إلى المنطقة (وفق الجدول الرسمي)، وهي "سابقة تاريخية" وفق سالم، والسبب "التباعد" الحاصل بين ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والفجوة الكبيرة بينهما، وخصوصاً أن الأخير يتخوف من صفقات الأول التي قد تشمل الاتفاق بين واشنطن وطهران على حساب إسرائيل.
في المحصلة، فإن زيارة ترامب تظللها المفاوضات النووية. ولئن كانت تقارير كثيرة ترجّح عقد الرئيس الأميركي صفقات تجارية واستثمارية في الخليج العربي، فإن الملف الإيراني سيكون حاضراً وبقوّة كونه عاملاً محورياً في معادلتي السياسة والأمن، اللتين تفتحان الباب على الاقتصاد.
0 تعليق