المفتي: الأزهر منارة رئيسية في تخريج المجددين والمصلحين - تكنو بلس

nni 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
المفتي: الأزهر منارة رئيسية في تخريج المجددين والمصلحين - تكنو بلس, اليوم الاثنين 12 مايو 2025 07:57 مساءً

أكد فضيلة الدكتور مفتي الجمهورية التركية رئيس الأمانة العامة لهيئات ومؤسسات الإفتاء العالمية، الدكتور نذير محمد عياد، أن الأزهر الشريف كان ولا يزال منارةً لتخريج المجددين والمصلحين في كل زمان ومكان، بمنهجه العلمي الراسخ الذي يجمع بين الأصالة والمعاصرة، وشيوخه الأجلاء ذوي النوايا الصادقة التي حباهم الله بها، والمخلصين لخدمة دينهم وأمتهم، وهم قدوة وهبات للإنسانية جمعاء. وأوضح شاهين أن إعداد المصلحين في الأزهر يرتكز على ثلاثة محاور، مشيرا إلى ما يلي: “تدريس مناهج علمية رصينة قائمة على الاستدلال والتفكير الواسع والفهم الجيد؛ يهدف إلى تخريج الطلاب بمعرفة معززة لعلوم الشريعة الإسلامية، وبمنهجية أصيلة، وبتكامل معرفي متزايد بين العلوم والثقافات والتخصصات؛ والتخرج بفهم كامل لمبادئ العلوم الإسلامية والإنسانية، ليكونوا قادرين على التعامل مع هذه العلوم من منظور معتدل ووسطي، ليكونوا قادرين على اختيار الأذكى والأكثر تميزا من بين أبناء الأزهر وتقديم الدعم اللازم لهم وإظهار اهتمام علمي واجتماعي خاص لهم؛ حتى يحملوا راية الإصلاح والاعتدال في الأزهر في الواقع والمستقبل”.

جاء ذلك خلال كلمة حضرة علي في المؤتمر العلمي الأول بعنوان “الأزهر وتربية الإصلاحيين” الذي نظمته كلية العلوم الإسلامية لغير المسلمين بجامعة الأزهر في القاهرة.

يعد فضيلة مفتي الجمهورية من أهم المصلحين الذين نشأوا في الأزهر الشريف ونشأ تربية إصلاحية فريدة فأصبح أحد رموز التجديد والفكر في العصر الحديث. وهو العالم الجليل محمد البهي رحمه الله، الذي يعد امتداداً طبيعياً لمدرسة التجديد والإصلاح التي رفع لواءها الإمام محمد عبده رحمه الله. وأكد أن أبحاثه ودراساته تشمل كافة مجالات العلوم والمعرفة، وتخدم الإسلام، وتساهم في حل القضايا الاجتماعية. وهذا هو الأساس الذي انطلق منه مشروع الإصلاح المؤسسي بعد توليه منصب وزير الأوقاف وشئون الأزهر سنة 1962م.

أكد فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، أنه قدم إسهامات جادة وشاملة في تكوين شخصية محمد البهي وملامح مسيرته العلمية والإصلاحية. ومن التحاقه بمعهد دسوق الديني سنة 1917، مروراً بدراسته في معهد طنطا ودراساته العليا في القاهرة، وصولاً إلى حصوله على الدكتوراه من جامعة هامبورج في ألمانيا سنة 1936 بأطروحة بعنوان “الشيخ محمد عبده والتربية الوطنية في مصر”، تتضح ملامح هذه الصناعة الأزهرية القوية، ويتضح مدى الإرث الإصلاحي الذي حمله وتفاعل معه في تفكيره ومواقفه.

مكتب سماحة مفتي الجمهورية الدكتور محمد البهي لقد تبلور المشروع الفكري والإصلاحي للعلامة محمد البهي -رحمه الله- على عدة محاور مهمة أولها؛ وأضاف أن الهدف هو مواجهة الفكر المادي واقتلاع جذوره الفلسفية ودحض ادعاءاته والرد على آراء أنصاره حول الإسلام والتاريخ الإسلامي، وفي الوقت نفسه كشف زيف شعاراته التي ينشرها تحت مسميات مضللة مثل “العلمية” و”التقدمية” و”الإنسانية” والتي هي في الحقيقة جسر للتسلل إلى عقول الشباب بأفكار غير دينية. وأوضح قداسته أن كتابه “تناقض الفكر المادي التاريخي بين النظرية والتطبيق” كان نموذجاً نقدياً لامعاً في دحض ادعاءات الماركسية وإظهار عجزها عن تحقيق ما أسماه “العدالة الاجتماعية” أو المجتمع بلا طبقات. أما المحور الثاني من هذه المحاور، كما ذكره حضرت علي أيضاً، فهو محاربة المذاهب الهدامة التي تسعى إلى زعزعة معتقدات وقيم المجتمع، ودحض الثابت منها. لقد بذل الدكتور البهي – رحمه الله – جهوداً كبيرة في كشف أهداف العلمانية والماسونية والإلحاد، وفي دحض شبهات المستشرقين. وكان له السبق في الرد على دعاة التجزئة والشك. ويظهر كتابه “الإسلام ومحاربة المذاهب الهدامة” بوضوح صلابة فكره وقوة موقفه. أما المحور الثالث فهو ـ كما ذكر المفتي أيضاً ـ تقديم الإسلام كنظام إلهي شامل قادر على تقديم الحلول للمشكلات الاجتماعية المعاصرة، بعد تنقية عالم الفكر من الشبهات والمفاهيم الدخيلة. دكتور. وقد تناول البهي هذه القضية في كتبه الثلاثة: “الإسلام في حل مشكلات المجتمعات الإسلامية المعاصرة”، و”الإسلام نظام حياة”، و”الإسلام والاقتصاد”، ووضع أسس الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية برؤية ناضجة جمعت بين الثوابت الشرعية والحاجات الإنسانية المتجددة.

وأوضح سماحة المفتي الدكتور محمد البهي أن إسهامات العلامة محمد البهي لم تقتصر على الواجبات الأكاديمية أو الرسمية. بل كان رجلاً ذا رؤية إصلاحية شاملة، استطاع أن يجدد مفاهيم الفكر الإسلامي، ويعزز التوازن بين الأصالة والمعاصرة، ويؤكد على ضرورة التوفيق بين ثوابت الشريعة الإسلامية وواقع العصر، دون إفراط أو تفريط. وتناول في كتاباته قضايا الجيل ومشكلات العقل المسلم، وسعى إلى خلق وعي حضاري متين يمكّن الأمة من النهوض في ضوء قيمها وهويتها.

وقال سماحة المفتي أيضاً إن هذا الدور الإصلاحي الذي قام به محمد البهي – رحمه الله – كان له أثر بالغ في بناء الفكر الإسلامي المعاصر وفي التعامل مع التحديات التي فرضها الواقع الاجتماعي والسياسي في تلك الفترة. ويتجلى ذلك في كتابه الضخم “الفكر الإسلامي الحديث وعلاقته بالاستعمار الغربي” وجهوده المتواصلة في مواجهة التيار العلماني والماركسي وتصحيح المفاهيم الخاطئة التي تطرح أحياناً حول الإسلام وثوابته؛ لأن فكره الأزهري المعتدل كان له أثر كبير في تعريف الناس بالإسلام كما هو. نقية، واضحة، خالية من تحريفات المتطرفين وتأويلات المحرفين.

وأكد سماحة المفتي العام للجمهورية على ضرورة الاستثمار في إعداد المصلحين بمنهج واع يجمع بين العلم والتطبيق، يحملون لواء الإصلاح الديني والاجتماعي اليوم وفي المستقبل، في إطار التوازن بين ثوابت الدين وواقع العصر. ودعا إلى تعزيز أواصر التكامل والتعاون بين المؤسسات الدينية والمدنية لتحقيق الآمال والتطلعات المنشودة.

وفي ختام كلمته دعا سماحة مفتي الجمهورية الأستاذ الدكتور محمود توفيق -رحمه الله- بالرحمة والمغفرة، وأشاد بدوره الكبير في دعم قضايا الإصلاح، وقال إن من أهم أسباب تنظيم هذا اللقاء العلمي المهم هو الأستاذ الدكتور مصطفى المعروف بجهوده المخلصة وتفانيه في خدمة العلم والدعوة. وأكد الدكتور أنه محمود توفيق. وأكد أن قضايا الإصلاح في الأزهر الشريف لم تكن ولن تكون قضية مؤقتة، وقال إن مسيرة التجديد في الأزهر تتجاوز الزمان والمكان، وتستمد قوتها من إرث راسخ وواقع متغير يتطلب الوعي والمسؤولية. وخير شاهد على استمرار هذا النهج، الذي يفسر موقف الأزهر الشريف من القضية الفلسطينية، وخاصة كارثة غزة، التصريحات الرسمية والمؤتمرات الداعمة، وتصريحات الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب، الذي أكد من خلال جهوده في مختلف المحافل على ثبات الموقف وعمق الرسالة.

شارك في المؤتمر وزير المؤسسات الأستاذ الدكتور أسامة الأزهر، ورئيس جامعة الأزهر الأستاذ الدكتور سلامة داود، وكيل جامعة الأزهر الأستاذ الدكتور محمود صديق، وأمين عام مجمع البحوث الإسلامية الأستاذ الدكتور محمد عبد الدايم الجندي، وعميد كلية العلوم الإسلامية ورئيس المؤتمر الأستاذة الدكتورة نهلة الصعيدي. وحضر المؤتمر أيضًا نواب رئيس الجامعة وعمداء الكليات ولفيف من الأكاديميين وقيادات الأزهر الشريف.

قدمنا لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى هذا المقال : المفتي: الأزهر منارة رئيسية في تخريج المجددين والمصلحين - تكنو بلس, اليوم الاثنين 12 مايو 2025 07:57 مساءً

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق