أثار إعلان حركة حماس عن  إطلاق سراح الأسير الأمريكي–الإسرائيلي عيدان ألكسندر تساؤلات عميقة حول إمكانية تدخل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، للعب دور مباشر في مسار إنهاء الحرب المشتعلة في قطاع غزة منذ أكتوبر الماضي.

إطلاق الأسير الأمريكي يمهد لاتفاق أوسع لوقف حرب غزة

بحسب ما نقلته شبكة “سي إن إن” عن مسؤول أمريكي، فإن واشنطن تستعد للشروع فورًا في مفاوضات موسعة حال إتمام عملية الإفراج عن ألكسندر، الذي يُعتبر آخر رهينة أمريكي معروف على قيد الحياة في غزة.

ووفق المصدر ذاته، فإن هذه المفاوضات قد تُفضي إلى اتفاق يشمل وقفًا موسعًا لإطلاق النار وإطلاق دفعات إضافية من الرهائن.

ترامب يشيد بإطلاق الأسير الأمريكي

وفي أول تعليق له، أعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن ترحيبه بإعلان حماس نيتها الإفراج عن ألكسندر، معتبرًا الخطوة “تاريخية” و”بادرة حسن نية”.

وكتب ترامب عبر منصته “تروث سوشيال”: “أنا ممتن لكل من ساهم في تحقيق هذا النبأ التاريخي. نأمل أن تكون هذه أولى الخطوات الأخيرة اللازمة لإنهاء هذا النزاع الوحشي.”

يأتي هذا الموقف في ظل اقتراب ترامب من زيارة إلى منطقة الشرق الأوسط هذا الأسبوع، مع تأكيدات أنه لن يزور إسرائيل، وهو ما اعتبره مراقبون إشارة ضمنية إلى تحفّظه على سياسات الحكومة الإسرائيلية الحالية تجاه الحرب في غزة.

هدنة ميدانية مؤقتة في غزة

على الأرض، أعلنت حركة حماس، مساء الأحد، عن نيتها الإفراج عن ألكسندر في إطار جهود تهدف إلى وقف إطلاق النار وفتح المعابر لإدخال المساعدات الإنسانية.

ونقلت وكالة “فرانس برس” عن مصدر في الحركة أن الوسطاء أبلغوا حماس بتعليق العمليات العسكرية الإسرائيلية صباح الإثنين، ابتداءً من الساعة التاسعة والنصف، لتأمين “ممر آمن” لتسليم الجندي.

وأكد المصدر أن إسرائيل أوقفت تحليق الطائرات المقاتلة والاستطلاعية فوق القطاع ضمن ترتيبات إطلاق سراح الرهينة.

إسرائيل ترفض وقف إطلاق النار

وفي وقت سابق اليوم الاثنين، قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في بيان، إن إسرائيل غير ملتزمة بأي وقف لإطلاق النار أو إطلاق سراح سجناء مع حركة حماس، وإنما فقط توفير ممر آمن يتيح تحرير المحتجز الإسرائيلي الأميركي عيدان ألكسندر، مضيفاً أن “المفاوضات لإطلاق سراح رهائن آخرين ستستمر في حين تجري الاستعدادات لتكثيف القتال في غزة”.

وكانت حكومة نتنياهو  قد أبدت تذمرها في وقت سابق من هذا العام تجاه ما وصفته بـ”اتصالات مباشرة” بين مسؤولين أمريكيين وحركة حماس، بعيدًا عن القنوات الإسرائيلية الرسمية.

مع ذلك، شدد الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ على أن جميع الرهائن المختطفين “متساوون في نظر الدولة، بغض النظر عن جنسياتهم”، في إشارة إلى أن إطلاق سراح ألكسندر لن يُعامل بشكل خاص.

حماس تدعو لمرحلة جديدة

من جهته، كشف خليل الحية، القيادي البارز في حركة حماس، أن الحركة أجرت اتصالات مباشرة مع الإدارة الأمريكية خلال الأيام الماضية.

مضيفًا أن الحركة “مستعدة للشروع الفوري في مفاوضات مكثفة للتوصل إلى اتفاق نهائي يشمل وقف الحرب، وتبادل الأسرى، إلى جانب إدارة قطاع غزة من قبل جهة مهنية مستقلة تضمن الاستقرار والإعمار”.

هل يتدخل ترامب لوقف الحرب في غزة؟

المؤشرات المتزايدة على انخراط ترامب في ملف غزة تُعيد للأذهان دوره في اتفاقيات التطبيع (اتفاقات أبراهام) التي رعتها إدارته عام 2020، إذ يُنظر إليه في بعض الأوساط باعتباره شخصية قادرة على التأثير في قرارات تل أبيب، لا سيما مع تراجع شعبية حكومة نتنياهو داخليًا.

يبقى السؤال مفتوحًا: هل يشكّل الإفراج عن عيدان ألكسندر شرارة لتدخّل أمريكي حاسم بقيادة ترامب لوقف نزيف الدم في غزة؟ أم أن الخطوة تندرج ضمن ترتيبات تكتيكية محدودة؟

اقرا أيضا

بعد الإفراج عن الأسير الأمريكي.. كيف سعت حماس لتعميق خلافات ترامب ونتنياهو؟

نسخ الرابط تم نسخ الرابط