نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
رسالة بإسم الإنسانية - تكنو بلس, اليوم الاثنين 12 مايو 2025 12:07 مساءً
ياسمين مجدي عبده - مصر
لا أعرف كيف أبدأ مقالي ولا ماذا ستكون كلماتي في السطور الآتية، فيداي ترتعشان من هول الموضوع الذي اكتبه إليكم هذا اليوم أعزائي القراء... لقد سمعت عن كم الجرائم التي تتعلق بأطفالنا وقرأت على مواقع التواصل كم اغتالت الذئاب البشرية التي تعيش بيننا بلا حياء البراءة والطفولة من أعين صغارنا، في المدارس التي من المفترض أنها محراب العلم وأنها مكان لتلقي التعليم الذي سيصنع منهم شباباً في المستقبل ينفع نفسه ووطنه، في وضح النهار بلا حياء أو كسوف. فقلبي يقطر دمًا لا دموعًا على كم الأطفال الصغار الأبرياء الذين أغتيلت براءتهم وطفولتهم وهم ما زالوا في أولى خطواتهم نحو مستقبل من المفترض أن يكون زاهياً ومشرقاً.
ولكن هذه الذئاب البشرية أدخلت هؤلاء الذين سيكونون شباب المستقبل في أنفاق معتمة مظلمة لا يروا فيها إلا أياماً صعبة سيعيشونها وليس لهم أي ذنب، وإن كنت أبكي في بعض الأحيان من شدة فرحي بحيث أصبح لدينا هنا في مصر قضاء عادل نزيه يقتص لهؤلاء الأبرياء الذين بالكاد ينطقون، فما زالوا في مراحل أعمارهم الأولى وما زالوا يخطون أولى خطواتهم نحو حياة مليئة بالأمل والازدهارأو من المفترض أن تكون كذلك.
ومن هنا من مقالي هذا أود أن أوجه بعض الرسائل المهمة أولًا الى أولياء الأمور، فمن المفترض أن يكون هناك احتضان لأطفالكم والجلوس معهم وأن تفتحوا لهم قلوبكم وتتسع لهم صدوركم وتستمعوا إليهم. هذا من الضروري أن تفعلوه مع صغاركم حتى يستطيع الطفل أن يخرج لكم كل ما في جعبته بلا خوف أو تردد... إذ كان من المفترض أن تنال تلك الذئاب البشرية عقاباً رادعاً أكثر من ذلك ولكن ليس هناك أقسى من تمنى الموت من دون نيله، فللأسف تجرد هؤلاء من أسمى آيات الرحمة والإنسانية فهم أباء وأمهات في المقام الأول قبل أن يكونوا معلمين، ومن المفترض أن هؤلاء الأطفال بمثابة أبنائهم.
وهنا السؤال لهذا الذئب البشري أو ذاك... أين ضميرك الذي من المفترض أن يكون مستيقظًا ويحاسبك في كل وقت؟ هل مات في هذا الوقت؟ كان من المفترض أن يحاسبك ويجعلك تتراجع قبل أن تحاسب أمام وجه كريم. والسؤال الأهم ما السبب في الأساس أليس هذا انتقامًا؟ ولو كان انتقاماً بالفعل... فلم يكون من طفل صغير ما زال يخطو أولى خطواته في هذا العالم الغريب؟ لماذا كتبتم عليهم أن يحرموا من طفولتهم وممارستها بشكل طبيعي ومن أن يعيشوا حياتهم في المستقبل مثل البشر العاديين؟ وما هي الاستفادة أيها الذئب البشري من فعلتك تلك؟ أين الرحمة والإنسانية التي من المفترض أن تملأ قلبك؟ لو كان هذا الطفل ابنك أو إبنتك هل ترضى أن يفعل أحد معهما هكذا؟ والسؤال الأدهى والأمرّ هل المسلسل الذي أنتج في رمضان وشاهده كثيرون هو السبب في انتشار هذا الفعل الفاحش؟ هل الرغبة في ركوب التريند؟ الكثير من الأسئلة التي تحتاج الى إجابات واضحة.
لا أخفى عليكم سرًا... منذ سنوات كانت لي قصة كتبتها، بطلتها فتاة تبلغ الثامنة من عمرها كانت تتنزه مع عائلتها داخل مدينة ملاهي وتاهت منهم، وأخذها عامل اللعبة ومعه عصابة صغيرة إلى منزل مهجور وقاموا بفعل تلك الفاحشة. وبعدها ظلت الطفلة المسكينة في حالة نفسية يرثى لها وحيدة منعزلة عن الجميع لا تلعب لا تخرج لا تمرح مثل بقية الأطفال. أرأيت أيها الذئب ماذا تفعل في الحالة النفسية لهذا الطفل المسكين فأنت تكسره من داخله؟
أرجو منكم، يا سادة، وهذا نداء مني بإسم الإنسانية أن تراجعوا أنفسكم وتفكروا في هؤلاء الأطفال. وأوجه ندائي الى المعلمين والمعلمات فمن المفترض أنهم أبناؤكم أولًا وأخيرًا... أرجوكم الرفق بضعفهم وقلة حيلتهم وأن تحتضنونهم وتخافوا الله وضمائركم فيهم، كما أتمنى أن تكون تلك القضايا هي آخر ما نسمع حول هذا الموضوع.
0 تعليق