قدّم كيليان مبابي عرضاً فردياً مذهلاً في أول كلاسيكو له بقميص ريال مدريد، إلا أن كل تألقه لم يكن كافياً لإنقاذ فريقه من هزيمة مؤلمة على يد الغريم الأزلي برشلونة، الذي أضاف فوزاً جديداً إلى سلسلة انتصاراته المتتالية في الكلاسيكو، ورغم تسجيل مبابي لهاتريك، إلا أن الريال خرج خالي الوفاض من مباراة عاصفة انتهت بنتيجة 4-3 لصالح الكاتالونيين.
إليكم 4 نقاط من المباراة:

1- مبابي يتألق... لكن ريال مدريد يغرق

منذ اللحظات الأولى للمباراة، كان واضحاً أن مبابي هو نجم ريال مدريد الأول في هذه المواجهة، استطاع الفرنسي أن يسجل ثلاثية رائعة، بدأها بهدف من ركلة جزاء في الدقائق الأولى، ثم أضاف هدفاً ثانياً بعد تمريرات سريعة مذهلة، وأكمل الهاتريك في الدقيقة 70 بمجهود فردي كبير. 

ولكن كما هو الحال مع العديد من المباريات التي لا يُحسن فيها الفريق الجمع بين العناصر الفردية والجماعية، فإن تألق مبابي لم يُترجم إلى فوز، بل كان مجرد شعاع ضوء في نفق مظلم.

فشل ريال مدريد في الحفاظ على التوازن بين الهجوم والدفاع، حيث كانت الخطوط الخلفية مرتبكة وغير قادرة على إيقاف الهجمات الكاتالونية السريعة، مما جعل كل جهود مبابي تذهب سدى.

2- برشلونة يسيطر على الكلاسيكو بأداء جماعي استثنائي

على الرغم من أن ريال مدريد بدأ المباراة بقوة وتقدم بهدفين مبكرين، فإن برشلونة استعاد توازنه بسرعة، ليعود ويسجل أربعة أهداف في شوط واحد، كان فيه الدفاع المدريدي أشبه بساحة مفتوحة أمام مهاجمي البارسا، وفي هذه المباراة، قدم برشلونة عرضاً هجومياً من الطراز الأول، إذ استغل كل فرصة على أكمل وجه، لكن ما جعل الفوز مميزاً ليس فقط الأهداف الأربعة، بل الأداء الجماعي الممتاز، حيث كانت التمريرات المتقنة والتحركات السريعة هي السمة الأبرز.

رغم أن مبابي كان يمثل تهديداً حقيقياً في كل لحظة، فقد كانت سرعة وفعالية برشلونة أكبر من أن تُوقف في وجه الريال، خط الدفاع المدريدي كان في حالة تراجع دائم، مما سمح للبرسا بفرض سيطرته الكاملة على اللقاء.

3- توريس يُجسد القوة العقلية... البديل الذي لا يتوقف

في وقت كان فيه الجميع يترقب عودة ليفاندوفسكي إلى التشكيلة الأساسية، برز فيران توريس كالنجم الأكثر سطوعاً في المباراة، ورغم قلة دقائق لعبه مقارنة بزملائه، إلا أن توريس ترك بصمته بقوة، حيث صنع ثلاثة أهداف وساهم بشكل كبير في إحراز الهدف الرابع، ورغم أنه لعب دور البديل، فقد أثبت أنه لا يقل أهمية عن أي لاعب أساسي في الفريق.

توريس، الذي طالما كان يواجه انتقادات بسبب تواجده على مقاعد البدلاء، ظهر في هذه المباراة بمستوى رائع، ليؤكد مجدداً على شخصيته القوية ورغبته في إثبات ذاته، وكلما تطلع البعض إلى شاب مثل لامين يامال، كان توريس يظهر كعنصر مبدع لا يمكن الاستغناء عنه.

4- أنشيلوتي في مأزق... لا تكتيك قادر على إيقاف برشلونة

ريال مدريد (أ ف ب)

منذ اللحظات الأولى للمباراة، بدا أن ريال مدريد يسير في الطريق الصحيح بعد التقدم بهدفين، ولكن سرعان ما اختفى هذا التفوق بسبب الخطة الدفاعية المهزوزة التي لا تنسجم مع إيقاع المباراة، أنشيلوتي، الذي لم يعرف طيلة المواجهات الأخيرة أمام برشلونة كيف يوقف الماكينة الكاتالونية، بدا عاجزاً أمام سرعة التحولات التي فرضها برشلونة في الشوط الأول.

وبالرغم من أن أنشيلوتي حاول إجراء تعديلات بين الشوطين لوقف نزيف النقاط، إلا أن هذه التعديلات لم تكن كافية، وظهر الفريق في الشوط الثاني محبطاً وغير منظم، مما ساهم في تفاقم الأمور.