تسبب هجوم الدببة في سلسلة حوادث نادرة ومميتة حول العالم آخرها كان في ولاية فلوريدا الأمريكية التي شهدت أول هجوم قاتل في تاريخها، حيث أعلنت سلطات الولاية عن وقوع أول هجوم دب أسود أدى  إلى وفاة شخص في تاريخ الولاية. 

وحسب "فوكس نيوز" الإخبارية الأميركية الضحية كان رجلاً مسنًا يبلغ 89 عامًا، عُثر على جثته وجثة كلبه بالقرب من منزله في بلدة جيروم، بعد أيام من إبلاغ عائلته عن اختفائه.

و كشفت التحقيقات عن "علامات فوضى" حول المنزل، وأشار بيان لجنة فلوريدا لحماية الأسماك والحياة البرية إلى وجود "أدلة على مواجهة جسدية" بين الرجل والدب، الذي اقتحم المنزل وقتل الكلب أيضًا، فيما أثارت الحادثة صدمة محلية، خاصةً مع تأكيد الخبراء أن الدببة السوداء في فلوريدا نادرًا ما تُظهر عدوانية نحو البشر.

من روسيا إلى كشمير..  هجمات تخلف جراحًا نفسية

لم تكن فلوريدا الاستثناء الوحيد لهجوم الدببة؛ ففي أغسطس 2009، هزّ دب بني قرية يودفا الروسية بعد مهاجمته الفتاة سونيا تشرنيغوفا (14 عامًا) التي خرجت لشراء عصير قبل أسابيع من عيد ميلادها الـ15.

 وجدت سونيا في بركة دماء بجروح غائرة في الوجه والرقبة، لدرجة أن والدها لم يتعرف عليها إلا عبر نغمة هاتفها. كاميرات المراقبة رصدت الدب لاحقًا، ورجّح الخبراء أنه كان يبحث عن الطعام قرب مكب النفايات.

وفي نوفمبر من العام نفسه ، تحول كهف في كشمير إلى مسرح لمواجهة غريبة بين دب ومسلحين، بينما كان أربعة مسلحين يستعدون لتناول الطعام داخل وكْر الدب، هاجمهم الحيوان فقتل اثنين وأصاب الآخرين بجروح خطيرة.

 المصادر أشارت إلى أن الدب فاجأهم قبل أن يتمكنوا من استخدام أسلحتهم، في حادثة نادرة اعتُبرت الأولى منذ اندلاع التمرد المسلح بالمنطقة عام 1989. الخبراء لفتوا إلى أن تقليل الصيد بسبب النزاع أدى إلى زيادة أعداد الحيوانات المفترسة، وبالتالي هجماتها.

الهند وإيطاليا.. مأساة متكررة وردود فعل غاضبة

تصاعدت حوادث الدببة في يوليو 2022 بولاية أوديشا الهندية، حيث قتل دب ثلاثة أشخاص وأصاب اثنين أثناء جمعهم الحطب في غابة قرية سامارسينغ. القرويون الغاضبون قاموا بقتل الدب انتقامًا، بينما وعدت السلطات بتعويض أسر الضحايا بمبلغ 5 آلاف دولار.

أما في إيطاليا، فكان هجوم أبريل 2023 صادمًا لكونه الأول من نوعه في البلاد حيث كان  أندريا بابي (26 عامًا) يمارس الهرولة قرب قريته كالديس في ترينتينو، عندما تعرض لهجوم دب نتج عنه جروح عميقة في الرقبة والبطن أودت بحياته. 

الحادثة أثارت غضب جماعات حماية الحيوانات، التي انتقدت إهمال السلطات في اتخاذ إجراءات وقائية، خاصةً مع وجود ما بين 120 إلى 200 دب في إيطاليا.

قهوة الصباح تنتهي بمواجهة وحشية

في يونيو من العام نفسه ، تحول فنجان القهوة الصباحي لستيفن جاكسون (66 عامًا) في توسكان بأريزونا إلى كابوس، عندما هاجمه دب أسود عملاق وسحبه لمسافة 22 مترًا. حاول الجيران إنقاذه عبر أبواق السيارات، لكنهم اضطروا لقتل الدب بالرصاص، إلا أن جاكسون فارق الحياة متأثرًا بإصاباته، فيما رجحت السلطات أن نقص الغذاء في الغابة دفع الدب للاقتراب من المناطق السكنية، في هجوم هو الأول من نوعه منذ ثمانينيات القرن الماضي.

هذه الحوادث ليست مجرد إحصاءات، بل قصص إنسانية تكشف عن التحدي المتواصل في تحقيق التعايش الآمن بين البشر والحياة البرية. في حين تُحمّل بعض الجهات السلطات تقصيرها في إدارة الموائل الطبيعية، يشدد خبراء البيئة على أهمية توعية المجتمعات بسلوكيات الحيوانات وتجنب استفزازها.