في ساعات الفجر الأولى، اهتزّ حي الشجاعية شرق مدينة غزة على وقع انفجار ضخم، وصفته مصادر إسرائيلية بأنه “حدث أمني خطير”، وسط تكتم رسمي إسرائيلي في البداية، وسرعان ما تبيّن أنه كمين محكم نفذته المقاومة الفلسطينية ضد قوة إسرائيلية متوغلة، أسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف جيش الاحتلال.

تفاصيل كمين الشجاعية

بحسب وسائل إعلام عبرية فقد تعرضت مركبة عسكرية إسرائيلية لاستهداف مباشر بصاروخ مضاد للدروع في حي الشجاعية، ما أدى إلى وقوع عدد من الإصابات بين الجنود والضباط، قبل أن تتدخل مروحيات عسكرية إسرائيلية لإخلاء المصابين إلى مستشفى “تل هشومير”.

وأظهرت مشاهد مصورة تم تداولها على منصات فلسطينية وإسرائيلية لحظة إجلاء الجرحى، وسط قصف مدفعي إسرائيلي مكثف غطى سماء المنطقة، في محاولة لتأمين القوات المتبقية ومنع استمرار استهدافها.

9 إصابات بينهم قائد كتيبة إسرائيلية بعد كمين الشجاعية

وبعد ساعات من الصمت، أصدر جيش الاحتلال الإسرائيلي بيانًا أكد فيه إصابة 9 من جنوده، بينهم ضابطان برتب عالية (عقيد ومقدّم)، خلال انفجار “لغم أرضي” أثناء عملية تمشيط شرق مدينة غزة.

وأوضح البيان أن المصابين هم قائد الكتيبة 6310 ونائبه، وكلاهما يخدم في اللواء 252.

وأضاف البيان أنه تم إجلاء المصابين للمستشفى، فيما جرى إبلاغ عائلاتهم رسميًا، دون ذكر تفاصيل إضافية حول مدى خطورة الإصابات أو مصير بقية القوة.

كمين الشجاعية ليس أولهم.. عمليات مقاومة تتواصل في غزة

بحسب تقارير فإن الحدث الأمني في الشجاعية لم يكن معزولًا، بل يأتي في سياق تصاعد ملحوظ في عمليات المقاومة الفلسطينية ضد القوات الإسرائيلية المتوغلة في عدة محاور داخل قطاع غزة، حيث كثفت كتائب القسام وسرايا القدس وفصائل أخرى من عملياتها خلال الأيام الأخيرة، عبر تفجير عبوات ناسفة واستهداف مباشر بالأسلحة المضادة للدروع.

ومنذ استئناف إسرائيل هجماتها على قطاع غزة في 18 مارس الماضي، اعترف جيش الاحتلال بمقتل 6 من جنوده وضباطه، في سلسلة هجمات متفرقة داخل القطاع.

حرب أرقام وخسائر متراكمة

وفق آخر تحديثات صادرة عن إسرائيل، فقد قُتل 856 جنديًا وضابطًا إسرائيليًا منذ السابع من أكتوبر 2023، وأصيب 5847 آخرون، من بينهم 2641 خلال المعارك البرية داخل غزة.

في المقابل، تشير بيانات وزارة الصحة الفلسطينية إلى أن العدوان الإسرائيلي خلّف حتى الآن أكثر من 52,787 شهيدًا، إلى جانب 119,349 مصابًا، 72% منهم من النساء والأطفال.

انهيار التهدئة في غزة

الحدث الأخير في الشجاعية يسلّط الضوء على هشاشة أي تفاهمات أمنية، حيث يواصل جيش الاحتلال عملياته العسكرية رغم اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير واستمر نحو شهرين، قبل أن ينقلب عليه الاحتلال في 18 مارس بغارات مكثفة راح ضحيتها أكثر من 400 شهيد خلال ساعات.

وكان الاتفاق يشمل ثلاث مراحل متتالية تنتهي بوقف دائم لإطلاق النار، لكن إسرائيل تراجعت عن تنفيذ المرحلة الثانية، وسط اتهامات دولية لها بإفشال المسار التفاوضي.

رسالة كمين الشجاعية

بحسب تقارير فإن وصف وسائل الإعلام العبرية كمي الشجاعية بالحدث بـ”الأمني الخطير” يعكس ليس فقط خطورة الخسائر البشرية التي تعرضت لها القوة الإسرائيلية، بل أيضًا فشلًا استخباريًا وتكتيكيًا في تأمين القوات المتوغلة في واحدة من أعقد المناطق ميدانيًا داخل القطاع.

ويري مراقبون أن فصائل المقاومة أعادت ترتيب أولوياتها القتالية ميدانيًا، واضعة الكمائن النوعية والهجمات المباغتة على رأس استراتيجيتها في مواجهة الاحتلال، ما يضع الجيش الإسرائيلي في مأزق مزدوج في ظل استمرار الضغط الميداني، وتراجع الثقة الداخلية بجدوى العمليات العسكرية.

اقرأ أيضا

للمرة الثانية.. صاروخ حوثي يستهدف مطار بن جوريون والرعب يجتاح إسرائيل | شاهد

نسخ الرابط تم نسخ الرابط