أعلنت الولايات المتحدة، عن إطلاق مبادرة إنسانية جديدة تهدف إلى تنظيم وتوزيع المساعدات في قطاع غزة، من خلال مؤسسة مستقلة لم تُفصح بعد عن تفاصيلها، وسط تزايد الضغوط الدولية على إسرائيل بسبب الحصار المفروض على القطاع منذ عدة أشهر.

مؤسسة جديدة لتوزيع المساعدات في غزة بإشراف أمريكي

وأفادت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، تامي بروس، أن المؤسسة الجديدة التي ستتولى هذه المهمة ستصدر “قريبًا” إعلانًا رسميًا حول تفاصيل عملها، لكنها امتنعت عن الكشف عن اسمها أو مكوناتها، مكتفية بالقول: “نحن على بُعد خطوات قليلة من الحلّ، ومن إمكانية تقديم المساعدات والغذاء لمحتاجيها في القطاع الفلسطيني”.

إلا أن صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية كشفت، نقلاً عن مصادر مطلعة، أن المبادرة تحمل اسم “مؤسسة غزة الإنسانية” (GHF)، ويُحتمل أن يرأسها المدير التنفيذي السابق لبرنامج الأغذية العالمي والحائز على جائزة نوبل للسلام، ديفيد بيزلي.

خطة توزيع المساعدات في غزة على مرحلتين

ووفق التسريبات، فإن الخطة الأمريكية ستُنفذ على مرحلتين:

المرحلة الأولى: تستهدف إيصال المساعدات إلى 1.2 مليون شخص من سكان القطاع البالغ عددهم نحو 2.4 مليون.

المرحلة الثانية: تشمل المليون فلسطيني المتبقين، دون تحديد موعد لانطلاقها.

4 مراكز لتوزيع المساعدات في غزة بإدارة مستقلة

وبحسب تقارير تقضي الخطة بإنشاء أربعة مراكز توزيع داخل قطاع غزة، يعمل كل مركز منها على خدمة نحو 300 ألف شخص، من دون تدخل مباشر من الجيش الإسرائيلي، على أن تُدار العمليات تحت إشراف خبراء مستقلين في الشؤون الإنسانية والمالية، لضمان الحياد والشفافية.

ووفق الوثيقة التي عرضها المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف على الأمم المتحدة، فإن المؤسسة ستعتمد على بنية لوجستية محايدة لتوزيع المواد الإغاثية، بما في ذلك الطرود الغذائية، المستلزمات الطبية، مواد النظافة، المياه الصالحة للشرب، وسيتم ذلك عبر قنوات آمنة خالية من أي وجود عسكري، وتحت رقابة فرق سلامة مستقلة.

انتقادات داخل أروقة الأمم المتحدة

مصادر دبلوماسية أفادت بأن المناقشات المغلقة التي دارت في الأمم المتحدة بشأن المبادرة الأمريكية شهدت انتقادات حادة لإسرائيل، حيث اتهمها عدد من السفراء والمندوبين بـ”تجويع السكان” واستخدام المساعدات كسلاح ضغط سياسي.

وقد أكد ويتكوف، في رده على هذه الانتقادات، أن المبادرة تهدف إلى منع وصول المساعدات إلى حركة حماس، متهماً الحركة بـ”نهب المساعدات”، وهي التهمة التي نفتها حماس، معتبرة أنها “ذريعة لتجويع سكان غزة”، وفق بيان صادر عنها.

إسرائيل تقترح مراكز توزيع تحت إشرافها

وكانت إسرائيل قد اقترحت، في وقت سابق، إنشاء مراكز توزيع تخضع لسيطرة الجيش الإسرائيلي، وهو اقتراح رفضته الأمم المتحدة وعدد من المنظمات الإغاثية الدولية، باعتباره يخل بمبدأ الحياد ويفاقم من أزمة الثقة بين الجهات الدولية العاملة في المجال الإنساني.

حصار  إسرائيلي متواصل على غزة

ومنذ استئناف إسرائيل هجومها العسكري على غزة في 2 مارس الماضي، لم يُسمح بدخول أي مساعدات إنسانية إلى القطاع، مما زاد من حدة الأزمة الإنسانية التي يعيشها أكثر من 2.4 مليون شخص، بحسب بيانات الأمم المتحدة.

وتُبرر إسرائيل الحصار بأنه وسيلة للضغط على حماس للإفراج عن الأسرى المحتجزين منذ السابع من أكتوبر 2023، بينما تحذر الأمم المتحدة من أن استمرار منع المساعدات يُهدد بحدوث كارثة إنسانية شاملة.

اقرأ أيضًا: أمريكي يدير القطاع.. هل تخطط واشنطن لتكرار سيناريو بول بريمر العراق في غزة؟

نسخ الرابط تم نسخ الرابط