زيارة ترامب للشرق الأوسط مكسب إذا أعاد إحياء التطبيع السعودي - الإسرائيلي - تكنو بلس

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
زيارة ترامب للشرق الأوسط مكسب إذا أعاد إحياء التطبيع السعودي - الإسرائيلي - تكنو بلس, اليوم الجمعة 9 مايو 2025 02:53 صباحاً

 

يتوجّه الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط الأسبوع المقبل وفي جعبته الكثير من الملفات والتوقعات الكبيرة. وقد سبق له أن لمّح إلى إعلان "كبير جداً جداً" قبل مغادرته، واصفاً إياه بأنه "أحد أهم الإعلانات التي صدرت منذ سنوات عديدة حول موضوع معيّن".


علينا أن ننتظر ونرى ما هو هذا الموضوع، ولكنني أعتقد أنه يتعلّق بمسألة التطبيع السعودي - الإسرائيلي، وإن لم يكن كذلك، يجب أن يتم ذلك.

يريد ترامب وقف القتال في غزة والتوصل إلى صفقة رهائن وبالطبع توقيع اتفاقات استثمار اقتصادية كبيرة مع دول الخليج العربية الغنية. كما يريد أن يناقش مسألة البرنامج النووي الإيراني مع مضيفيه السعودي والإماراتي والقطري، ليؤكد لهم أن أي اتفاق نووي جديد لن يتجاهل مصالحهم الأمنية كما حدث عام 2015 عندما أبرم الرئيس باراك أوباما خطة العمل الشاملة المشتركة التي تركت لإيران القدرة على صنع القنبلة النووية وزرع الفوضى في المنطقة من خلال ميليشياتها.

ولكن لا تسيئوا فهم الأمر: فأولوية ترامب القصوى في المنطقة هي توسيع اتفاقات أبراهام.

لقد تغيّرت أمور كثيرة في الشرق الأوسط منذ ولاية ترامب الأولى، عندما سعى لأول مرة إلى إبرام اتفاق تطبيع سعودي-إسرائيلي. وبالفعل، يختلف الشرق الأوسط قبل 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 اختلافاً كبيراً عن الشرق الأوسط بعد هذا التاريخ. والخبر السار هو أن العديد من هذه التغييرات هو للأفضل. فإيران، وهي العائق الأكبر للتقدّم نحو الاستقرار في المنطقة، تتلقى ضربة قوية لأن اقتصادها في حالة من الفوضى، ووكلاؤها – "حماس" و"حزب الله" - يترنحون من الضربات القوية التي يوجهها الجيش الإسرائيلي. لقد رحل نظام الأسد أيضاً، ورحل معه جسر إيران البرّي إلى قلب المنطقة العربية.

كل هذا يقدّم فرصاً تاريخية في مناطق عدة، بدءاً من لبنان وسوريا. فلبنان هو الثمرة الواعدة والأكثر تبشيراً بالخير. فمع إضعاف "حزب الله" إلى حد كبير بعد حربه الأخيرة مع إسرائيل، لم يعد بإمكانه الحفاظ على الفساد وممارسة حق النقض على عملية صنع القرار في بيروت. والآن، هناك ثنائي إصلاحي يتولى زمام الأمور السياسية، إذ يسعى الرئيس اللبناني ميشال عون ورئيس الوزراء نواف سلام إلى إجراء إصلاحات هيكلية غير مسبوقة في مختلف القطاعات.

أما سوريا فهي أكثر غموضاً ولكن الفرصة لبداية جديدة موجودة أيضاً. فرئيسها الغامض أحمد الشرع، الذي كان زعيماً لـ"داعش" حتى إطاحة الأسد في كانون الأول/ديسمبر من العام الماضي، يقول كل الأشياء الصحيحة عن الحكم، لكن ماضيه المتطرّف والعنيف لا يزال يجعل الأميركيين والأوروبيين والعرب متخوفين جداً إزاء المشاركة الكاملة. كما أنه لا يسيطر على سوريا بكاملها، وهو ما يجعل أي حديث عن إعادة الإعمار أكثر تعقيداً.

ستواصل واشنطن مراقبة التقدم المحرز في لبنان وسوريا والبحث عن طرق لتوسيع المشاركة الأميركية. ولكن على ترامب أن يبقي عينيه على الجائزة الحقيقية خلال زيارته، وهي التطبيع السعودي - الإسرائيلي. فإذا أعاد وضع هذه القضية على جدول الأعمال، فسيكون قادراً، إلى جانب السعوديين وغيرهم، على تسهيل إعادة الإعمار المادي في غزة ولبنان ومتابعة التنمية الاقتصادية في جميع أنحاء المنطقة. إنه التأثير التدريجي التقليدي. إذا طبّعت السعودية مع إسرائيل (وحصلت في المقابل على اتفاقية دفاعية رسمية من الولايات المتحدة)، فسيحذو لبنان وسوريا حذوها، وبالتالي القضاء على تطلعات إيران في إعادة بناء شبكة ميليشياتها الإقليمية. ولكن أولاً، على إسرائيل أن توافق على مسار حلّ الدولتين، وهو ما تصر عليه الرياض.

وهنا على ترامب أن يكون مبدعاً ورئاسياً. من الواضح أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يربط بقاءه السياسي بمواصلة الحروب في غزة ولبنان، الأمر الذي لا يخدم أحداً، ولا حتى بلده. ولكن على عكس الرأي السائد، فهو ليس العقبة الوحيدة أمام رؤية ترامب للسلام والازدهار في الشرق الأوسط. فبعد فظائع الهجوم الذي شنّته "حماس" في 7 تشرين الأول/أكتوبر، تُظهر استطلاعات الرأي أن غالبية المجتمع الإسرائيلي ضد حل الدولتين.

يمكن أن يتغير ذلك بالطبع مع النوع الصحيح من الحوافز. وسيتطلّب ذلك ديبلوماسية أميركية مركزة بالتنسيق مع الدول العربية لتقديم ضمانات أمنية لإسرائيل. قد لا يحدث ذلك مع هذه الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة، ولكن على ترامب والدول العربية مخاطبة الشعب الإسرائيلي ككل وإرشادهم إلى الطريق للمضيّ قدماً بعد نتنياهو.

(*)المدير التنفيذي الأول لمؤسسة تريندز الولايات المتحدة الأميركية، وزميل مشارك في تشاتام هاوس، وأستاذ مساعد في جامعة جورج تاون.


          
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق