في مدينة مكتظة بالسكان مثل أمستردام، يحث الخبراء البلدية على إعادة النظر لعب الأطفال في الشارع وفي شكاوى الضوضاء المتعلقة بهذا اللعب في الهواء الطلق.

وفقا لتقرير الجارديان، يؤكد تقرير صادر عن مجلس أمستردام الرياضي – سبورتراد أمستردام (Sportraad Amsterdam) على ضرورة اعتبار أصوات لعب الأطفال جزءًا إيجابيًا وأساسيًا من الحياة الحضرية، وضروريًا لصحتهم ورفاهيتهم.

يوصي الفريق الاستشاري بتعديل اللوائح المحلية لمنع أخذ الشكاوى المتعلقة بأنشطة الأطفال في الهواء الطلق على محمل الجد.

يشدد التقرير على أن مثل هذه الشكاوى لا ينبغي أن تكون سببًا وجيهًا لإسكات الأطفال أو إغلاق الملاعب. كما يُسلط التقرير الضوء على فوائد اللعب في الهواء الطلق، لا سيما في مدينة تتقلص فيها المساحات العامة بشكل متزايد.

 لعب الأطفال في الشارع كأولوية للصحة العامة

يشير تقرير “سبورتراد أمستردام” إلى أنه في بيئة حضرية مثل أمستردام، يُعدّ لعب الأطفال في الشارع جزءًا طبيعيًا لا مفر منه من الحياة اليومية. ويؤكد التقرير على أهمية الأنشطة الخارجية لصحة الأطفال البدنية، لا سيما وأن العديد من الأطفال الهولنديين لا يستوفون الإرشادات الوطنية للنشاط البدني اليومي.

تواجه هولندا أزمة سكن، مع خطط لبناء ما يقرب من مليون منزل جديد في السنوات القادمة. وفي ظل هذا التوسع الحضري السريع، يُشدد التقرير على ضرورة دمج مناطق اللعب الخارجية في مشاريع الإسكان الجديدة لضمان وصول الأطفال إلى مساحات اللعب الحيوية.

يعيش العديد من الأطفال في أمستردام بالفعل في منازل صغيرة ذات زجاج أحادي بدون حدائق، مما يجعل الملاعب أكثر أهمية.

أقرا أيضا.. بعد اشتباك الهند وباكستان المثير للقلق.. هل من مَخْرج؟

الموازنة بين التنمية الحضرية واللعب في الهواء الطلق

أوضح نيك رومين، الأمين العام لـ”سبورتراد أمستردام”، أنه مع تزايد ندرة الأماكن العامة، يزداد استخدام الملاعب، مما يؤدي إلى شكاوى بشأن الضوضاء.

تؤدي هذه الشكاوى أحيانًا إلى تقليص مساحة الملاعب أو نقلها. مع ذلك، يُشدد رومين على ضرورة إعطاء أمستردام الأولوية لصحة أطفالها على المدى الطويل، داعيًا إلى مدينة تُرحّب بالأطفال، حتى لو كان ذلك يعني قبول ضجيج لعبهم.

أضاف أن التخطيط الحضري في أمستردام يجب أن يتبنى فكرة الضوضاء الصادرة عن الملاعب كجزء لا يتجزأ من بناء مدينة نابضة بالحياة وصديقة للأسرة. وقال: “إذا أردنا مدينة تُرحّب بالأطفال بعد 15 عامًا، فعلينا اتخاذ خياراتنا الآن”.

مجالس المدن والسياسيون يدعمون التغيير

رحبت بلدية أمستردام بالتقرير وأقرّت بضرورة معالجة المخاوف المتعلقة بمساحات اللعب الخارجية. واقترح روب هوفلاند، عضو المجلس من حزب D66، سياسات جديدة لتشجيع اللعب الخشن، مُدركًا أن أصوات لعب الأطفال جزء لا يتجزأ من الحياة الحضرية. قال هوفلاند: “نعم، يُصدر الأطفال الذين يلعبون ضجيجًا. هذا جزء من المدينة”.

مع استمرار نمو المدينة وتزايد كثافة المساكن، يدعو التقرير إلى تحقيق التوازن بين التطوير وتوفير مساحات واسعة وسهلة الوصول للعب الأطفال. سيساعد هذا التشريع الجديد على منع الإغلاق غير الضروري للملاعب بسبب بعض الشكاوى، مما يضمن تلبية احتياجات الأطفال للعب النشط في بيئة حضرية مزدهرة.

نسخ الرابط تم نسخ الرابط