نفذت الحكومة المصرية مؤخرا إصلاحات طموحة وسياسات داعمة لتحسين بيئة الأعمال لزيادة ثقة المستثمرين في القطاع سواء المستثمرين المصريين أو العرب أو الأجانب، ما كان له تأثير كبير وإيجابي على الاقتصاد المصري، ماذا يحدث بعد حرب الهند وباكستان؟

ومن بين هؤلاء المستثمرين، تأتي الهند التي ترتبط بعلاقات ثنائية استراتيجية مع مصر، حيث تستند إلى تاريخ طويل من التعاون المشترك الهادف لدعم طموحات الدولة المصرية لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

وأجرت الحكومة المصرية، مؤخرا، العديد من اتفاقيات التعاون مع مسؤولين بالعاصمة الهندية نيودلهي، في مختلف المجالات وعلى كافة الأصعدة لاسيما مجالات التجارة والاستثمار والتبادل الثقافي وغيره.

التبادل التجاري بين مصر والهند

وبحسب بيانات رسمية لوزارة الاستثمار والتجارة الخارجية المصرية، فقد بلغ حجم التبادل التجاري بين مصر والهند نحو 4.2 مليار دولار خلال العام الماضي 2024، كما توجد 55 شركة هندية تنشط في السوق المصرية باستثمارات تتجاوز 3.75 مليار دولار.

وتتركز أبرز واردات مصر من الهند في كل من اللحوم، والحديد والصلب، والآلات، والمنتجات العضوية، بينما تشمل صادرات مصر الرئيسية إلى نيودلهي: الأسمدة، والقطن، والملح، والكبريت، والأحجار.

اقرأ أيضا: رفع التبادل التجاري بين مصر والهند من 4.2 مليار دولار إلى 12 مليار دولار 

قلق بعد حرب الهند وباكستان

تصاعد التوترات بين الهند وباكستان أصبح يثير قلقًا مشروعًا بشأن تأثيرها على حركة التجارة الإقليمية والدولية، الأمر الذي قد ينعكس بشكل محدود على السوق المصرية في بعض القطاعات، خاصة في حال اندلاع حرب شاملة بين الدولتين.

تعد الهند من الاقتصادات النامية الكبرى المتوقع لها نمو كبير خلال السنوات المقبلة، وبالتالي فإن اضطرابها سينعكس بشكل واضح على حركة التجارة العالمية، وستكون الدول التي تعتمد على حجم تبادل تجاري كبير معها، مثل الصين، الأكثر تضررًا.

وفي ظل التوترات العالمية التي يشهدها العالم ودول شرق آسيا بالتحديد، خلال الفترة الراهنة، فإن بعض المكونات المستوردة مثل الرقائق الإلكترونية التي تنتجها الهند، قد تشهد تأثرًا، مما ينعكس على أسعار العديد من المنتجات التي تعتمد على هذه المكونات في صناعتها.

تأثير الأحداث العالمية على الاقتصاد المصري

وبحسب خبراء مصريين، فإن التأثير العام على الاقتصاد المصري لن يكون كبيرًا في المدى المتوسط، لكنه يبقى مرهونًا بشدة الحرب ومدتها، خاصة وأنها لا تزال في مراحلها الأولى، وبالتأكيد تولي مصر أهمية كبيرة عن متابعة تطورات الموقف وتقييم السيناريوهات المحتملة لتفادي أي صدمات مفاجئة.

تحرص القاهرة على جذب المزيد من الاستثمارات الهندية في مجالات استراتيجية، من بينها الطاقة المتجددة، والكيماويات، وصناعة السيارات ومكوناتها، والأدوية، والمنسوجات، وقطاع التكنولوجيا، في ظل التوقعات بحدوث “طفرة مرتقبة” في حجم الاستثمارات الهندية داخل مصر، وفقا لما صرح به وزير الاستثمار المصري حسن الخطيب، خلال اجتماعه في مارس الماضي، مع وزير التجارة الهندي بيوش جويال.

صادرات اللحوم من الهند إلى مصر

وبحسب تصريحات سابقة لوائل عوض حامد السفير المصري لدى الهند، فإن مصدري اللحوم الهنود لديهم فرصة كبيرة لزيادة حصتهم في إجمالي صادرات اللحوم إلى مصر، وذلك لتصل إلى 100% من مستواها الحالي الذي يقدر بقيمة من 75-80%.

وأضاف السفير المصري بالهند عبر تصريحات له، أن نسبة اللحوم الهندية في مصر الآن تتراوح بين 75 و80%، حيث إن مصر ستقدم الدعم اللازم لمصدري اللحوم الهنود إذا رغبوا في زيادة تجارة اللحوم بين البلدين بنسبة أعلى تصل لـ 100%.

واردات مصر من الهند

وبحسب أحدث التقارير الصادرة عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر، نستعرض لكم في السطور التالية، أبرز الأصناف التي تستوردها مصر من الهند وذلك عن عام 2023:

لحوم وأحشاء وأطراف صالحة للأكل: 554 مليون دولار حبوب: 119.4 مليون دولار تبع: 25.4 مليون دولار وقود وزيوت معدنية: 338.9 مليون دولار منتجات كيماوية عضوية: 287.2 مليون دولار لدائن ومصنوعاتها: 115.3 مليون دولار قطن: 214.1 مليون دولار ألياف تركيبية أو اصطناعية: 60 مليون دولار منتجات الصيدلة: 42.5 مليون دولار سكر ومصنوعات سكرية: 7.9 مليون دولار

بن وشاي وبهارات أخرى: 12 مليون دولار.

نسخ الرابط تم نسخ الرابط