ترامب يُربك إسرائيل مجدّداً: ما دور إيران في الاتفاق الأميركي مع الحوثيين؟ - تكنو بلس

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
ترامب يُربك إسرائيل مجدّداً: ما دور إيران في الاتفاق الأميركي مع الحوثيين؟ - تكنو بلس, اليوم الخميس 8 مايو 2025 07:56 صباحاً

"كان بإمكان الحوثيين تفادي كلّ هذا التصعيد لو سمعوا نصيحة إيران".
بهذه العبارة يعلّق مصدر ديبلوماسي، لـ"النهار"، على التطوّرات الساخنة التي شهدتها الساحة اليمنية منذ 15 آذار/مارس الماضي، عندما أطلقت الولايات المتحدة هجمات مدمّرة واسعة النطاق ضدّ حركة "أنصار الله"، استهدفت قيادات الجماعة وأصولها العسكرية والمرافق المدنية التي تُديرها وتستفيد من عوائدها المالية، قبل أن يُعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب في 6 أيار/مايو "وقفها فوراً" بعد "استسلام" الحوثيين، وفقاً لتعبيره.
يكشف المصدر أنّه "خلال الاتصالات والتحضيرات التي جرت قبل الإعلان الرسمي في 7 نيسان/أبريل الماضي عن موعد انطلاق المفاوضات الأميركية – الإيرانية، وصلت إلى طهران رسالة من واشنطن طلبت فيها ممارسة ضغوط على الحوثيين لوقف هجماتهم على السفن الأميركية في البحر الأحمر وباب المندب، في ما يمكن اعتباره بادرة حسن نيّة قبل الجلوس إلى طاولة المحادثات".
وبالفعل، تواصلت الجمهورية الإسلامية مع الحوثيين، وطلبت منهم صراحة وقف هذه الهجمات، أو تعليقها موقتاً على الأقل، لفتح المجال أمام الحلول الديبلوماسية، إلا أنهم "لم يمتثلوا للرغبة الإيرانية"، وفقاً للمصدر.
تكرّر الطلب الإيراني أكثر من مرّة، لكن "أنصار الله" لم تتراجع، واستمرّت بتهديد مصالح أميركا وسفنها التجارية.
أخيراً، ردّت إيران على الرسالة الأميركية بأُخرى، عبر وسيط، أبلغت فيها إدارة ترامب أنها "حاولت جهدها مع الحوثيين، إلا أنهم لن يتراجعوا طالما استمرّت الحرب الإسرائيلية على غزة"، موضحة أنّ "هذا القرار نابع عن قناعة ذاتية لدى الجماعة، ولا علاقة لطهران به".
بعد تلك الرسالة، قرّر ترامب التدخل عسكرياً بتوجيه ضربات قاسية للجماعة اليمنية، إلى حين بدأت سلطنة عمان بوساطة بين الجانبين، كان لإيران دور بارز فيها أيضاً من جهة الضغط على الحوثيين للتراجع، وهذا ما حصل في النهاية، وجاء بعدها إعلان الرئيس الأميركي وقف الهجمات، أعقبه ترحيب علني من طهران.

 

طائرة مدنية مدمّرة في مطار صنعاء إثر هجوم إسرائيلي عنيف في 6 أيار/مايو 2025. (ا ف ب)

 

غير أنّ هذه ليست المرة الأولى التي يفاجئ فيها ترامب حلفاءه قبل خصومه بقرارات صادمة من هذا النوع، حتى كاد العالم يعتاد على مفاجآته، لا بل بات ينتظرها مع كل إطلالة من مكتبه البيضوي. لكن وقع الإعلان هذه المرّة جاء مدوياً من حيث التوقيت، إذ إنّ الفارق الزمني بين كشف الرئيس الأميركي عن الاتفاق والغارات العنيفة التي شنّتها الطائرات الإسرائيلية على مطار صنعاء الدولي لم يتعدَّ الأربع ساعات. وفي حين كانت إسرائيل تنتظر دعم حليفها لقرار توسعة عملياتها في اليمن، جاءت كلمات ترامب الحاسمة لتصيب تل أبيب بحالة من الإرباك عبّر عنها مسؤولوها بقولهم: "لقد فوجئنا بهذا القرار".
المشهد يتكرّر إذاً في غضون شهر واحد، إسرائيل لم تكن تعلم بقرار ترامب بشأن الحوثيين، كما لم يُبلغها كذلك بأنّه سيزفّ خبر انطلاق المفاوضات النووية مع إيران خلال وجود رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض في 7 نيسان/أبريل الماضي.
عميت سيغال، المحلل في "القناة 12" الإسرائيلية والمقرّب من نتنياهو، قال عبر  "تلغرام": "إعلان ترامب رسالة قوية للمنطقة بأسرها: ادخلوا إلى إسرائيل، واتركونا وشأننا. لو كنتُ إيرانياً، لَفهمتُ تصريحه على هذا النحو".
باتت إسرائيل ترى في قرارات ترامب شيئاً من التخلي عنها مقابل شعار "أميركا أولاً". والسؤال الذي طرحه الإعلام الإسرائيلي عن شمول الاتفاق استهداف الدولة العبرية من عدمه، جاء الرد عليه سريعاً على لسان كبير المفاوضين الحوثيين محمد عبد السلام الذي شدّد على أنّ "الاتفاق لا يتضمن إسرائيل بأي شكل من الأشكال"، وللتأكيد على ذلك أطلقت الجماعة صاروخاً أمس باتجاه الدولة العبرية، سقط خارج حدودها. حتى أنّ وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي اختار كلماته بعناية لدى حديثه لاحقاً عن تفاصيل الاتفاق، فقال: "أسفرت الجهود عن التوصّل إلى اتفاق على وقف إطلاق النار بين الجانبين. في المستقبل لن يستهدف أيّ منهما الآخر بما في ذلك السفن الأميركية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب".

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق